رؤية مشتركة للحفاظ على تراث وثقافة السودة ورجال ألمع

وقع الرئيس التنفيذي لشركة السودة للتطوير المهندس حسام الدين المدني مذكرة تعاون ثقافي مع الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، بهدف حفظ الموروث الإنساني الثقافي، عن طريق توثيق الحياة الاجتماعية بالقصص الروائية التي تعكس جمال حياة المجتمعات قديمًا، كما تساهم مذكرة التعاون في مساندة شركة السودة للتطوير بالمحتوى في الجوانب التراثية والثقافية، وستعمل مع شيوخ القبائل والمؤرخين والأدباء من المجتمع المحلي لحفظ التراث المادي واللا مادي لمنطقة عسير.
تراث ثقافي
ذكر المدني أن ما تهدف له الشركة من خلال المذكرة هو إبراز التراث الثقافي للعالم والذي تحتضنه السودة ورجال ألمع، حيث سيشمل نطاق العمل تكوين فريق متخصص لجمع المعلومات الراسخة وتكوين محتوى ثقافي وتراثي، مشددا على وعي وإدراك الشركة لدور المجتمع المحلي في هذه المهمة وعلى رأسهم شيوخ القبائل في حفظ الموروث وتوثيقه، لذلك ضمت المذكرة إقامة ورش عمل متعددة مع المجتمع المحلي لتوثيق الحياة الاجتماعية بالقصص التراثية وهي امتداد بلا شك لدور الأدباء والمؤرخين، وأشار المدني إلى أن هذا التعاون سيثمر عن توثيق قصص عن قرى السودة ورجال ألمع، وسيتم إعداد قائمة بأبرز المفاهيم التراثية والثقافية، تشمل العادات والتقاليد في المنطقة وشخصيات من القبائل والعشائر، وسينتج عن هذه المذكرة أيضا توثيق لأبرز المقتنيات والآثار في المنطقة، من مسارات مختلفة.
حجر وعرق
ذكر الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، أن ثقافة إنسان رجال ألمع يجب أن تلمع كي تكون المرشد لمن يزور المكان أيا كان هذا الإنسان رجلا أو امرأة أو شاب حتى الدواب التي رافقت هذا الإنسان قديما في رحلاته من سهول تهامة إلى جبال السراة ليعانق الاقتصاد والتنمية فأبناء اليوم هم أحفاد هذا الإنسان ودون توثيق تراث هذا الإنسان سيجهل الزوار من بنى هذه المباني وكيف بناها ولن يعرف ثقافة هذا الإنسان ولا قصته فجمال هذا البناء ليس في الحجر الذي بني به وإنما في العرق الذي سكب في بنائه وكذلك التخطيط المحكم دون دراسة ودون مساعدة خارجية بل بجهود ذاتية بحتة.
الأرض للقروي
وذكر الشيخ إبراهيم بن أحمد العسكري شيخ قبيلة العوص، أن ألمع ستظل وفية لولاتها متطلعة لنهضة شاملة تقودها لمستقبل زاهر بحول الله، مشاركة فيه بكل ما أوتيت بقوة وطاقة وتقديما للمصالح العامة على الخاصة كما شدد على قيمة الأرض بالنسبة للقروي المزارع ومدى حبه لترابه ومكان نشأته في كل شبر فهو شريك في التنمية لذلك لابد من مشاركة الشباب والشابات من أهل المنطقة، واضاف أنه يجب تحري الدقة عند الكتابة والتدوين ومواكبة التاريخ والأخذ من أهل الرواية، مؤكدا على كافة الأهالي السمع والطاعة لولاة الأمر كما دأب على ذلك الآباء ومن قبلهم الأجداد وهذا ما يجب علينا نحو وطننا الشامخ.
تراث عريق
وأوضح الشيخ محمد أحمد عيسى شيخ قبيلة البناء برجال ألمع أن الموروث الثقافي والتراثي ذو أهمية كبيرة، كما أننا سعدنا بلقاء الامين العام لدارة الملك عبدالعزيز وتوجهها لحفظ تراث المحافظة العريق، ونتطلع أن يكون لهذا اللقاء أثر كبير في إثراء الموروث والمحافظة عليه، وأضاف إننا نطمح أن نرى المحافظة في أعلى مكانة تحت قيادة صاحب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
تطوير وتحسين
وبين الشيخ محمد علي العرافي شيخ قبيلة آل صلب، أن المحافظة على الموروث الثقافي والتراثي مهم للغاية لقيمته الكبيرة فهو تراث الآباء والأجداد فلا يجب إهماله أو التساهل فيه أو تركه، فمن الواجب علينا توثيقه، كما نرجو أن تثمر المذكرة بما ينفع الجميع وأن تسفر عن التطوير والتحسين في كافة مجالات الحياة.
جذب سياحي
ونيابة عن الشيخ أحمد بن عبد المتعالي شيخ قبيلة قيس بمحافظة رجال ألمع ذكر ابنه حسن عبدالمتعالي أن للمحافظة على الموروث أهمية كبيرة لذا يتوجب على الجميع التمسك بهذا الإرث الثقافي والاجتماعي وأكد دعمه الكامل للخطط المستقبلية التي تصب في نفع المنطقة، كونها تنعم بعوامل جذب سياحي وبالتالي سيعود نفعها على الوطن بشكل عام.
تاريخ موثق
وختم الشيخ علي الحياني شيخ قبائل بني زيد بقوله، إن الموروث الثقافي والتراثي مجد لابد من المحافظة عليه، وهذا واجب الجميع دون استثناء لما يحمله من عراقة وأصالة لتاريخ إنسان هذا المكان، وأضاف إن طموحنا للمنطقة كبير جدا ونتوقع للشركة في هذا السياق نجاحا منقطع النظير، كما أشار إلى أن توقيع المذكرة لابد منه كي يبقى التاريخ موثقا وكي ننهي الارتجالية والعشوائية في التوثيق.
مستقبل زاهر
وقال شيخ قبائل بني ظالم الشيخ تركي الرفيدي إن محافظة رجال ألمع ملتزمة بالحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي، وهذا ظاهر للعيان بقرية رجال منذ عام 1405 وما أتت به الشركة والدارة يزيدنا فرحا وسرورا لأنه اتفاق على ما قام به آباؤنا وأجدادنا في هذه المحافظة، كما نرى أن مستقبل المنطقة زاهر وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
المخرجات على المدى القصير ستكون
- تاريخ القرى: معلومات جغرافية وموجز لعدد السكان
- توثيق الدروب والمسارات التاريخية
- تقويم زمني يحوي العادات والأحداث الاجتماعية
- توثيق شفوي لأهم وأبرز الشخصيات في المنطقة من شيوخ وأدباء وكتاب
- قصص قصيرة تشمل الحياة الاجتماعية وأبرز الشخصيات في كل من قرى السودة ورجال ألمع
المخرجات على المدى البعيد
- معجم السودة ورجال ألمع
- بيان توثيقي للمقتنيات العامة والخاصة في المنطقة
- التوثيق التاريخي للمباني التراثية
- سلسلة كتيبات عن السودة ورجال ألمع
- ورش عمل بالتعاون مع الأهالي لبحث وحصر المعلومات وتوثيقها
- الإسناد الاستشاري