الرياض – عبدالرحمن الأنصاري الزياني :رؤساء الأندية يقعون في فخ الإعلاميين. مصلح آل مسلم : ندمت..وينبغي على الرؤساء أن يستفيدوا من التجارب. رحيمي: لا يوجد رئيس نادٍ يصرح بعد المباراة إلا في السعودية. الحمادي: استمرار إعلان العقوبات سيحد كثيراً من الظاهرة. خفتت في هذا الموسم التصريحات النارية لرؤساء أندية دوري زين السعودي للمحترفين بعد المباريات، حيث تواروا عن أنظار الإعلاميين، وصارت تصريحاتهم قليلة وأكثر اتزانا، عما كانت عليه في المواسم السابقة، وقد عزا عدد من المسؤولين في الأندية وكذلك بعض المحللين الذين استطلعتهم الشرق هذا الأمر الى العقوبات الصارمة التي فرضتها لجنة الانضباط على التصريحات السالبة، بينما يرى البعض الآخر أن ذلك يعود لحالة الإحباط التي تعيشها الأندية من تواضع المستويات والنتائج، فضلاً عن وجود مشكلات كثيرة في هذه الأندية. محرك أساسي يرى نائب رئيس الاتفاق والمدرب السابق خليل الزياني أن تصريحات رؤساء الأندية تأتي بناء على الأسئلة الموجهة لهم من الصحفيين ،وليست برغبتهم ،والمحرك الأساسي هو الإعلام ، وقال :لا يتحدث رئيس النادي عادة ما لم يوجه له سؤال، ولا يوجد رئيس يصرح لمجرد التصريح، أسئلة الصحفيين التي توجه لرؤساء الأندية عن آرائهم في مباريات فرقهم ،هي السبب في تلك التصريحات. سرعة وندم في حين يقول رئيس نادي نجران السابق مصلح آل مسلم: أن البعض يندم في بعض الأحيان على تصريحاته ، خصوصاً بعد نهاية المباراة مباشرة، لذلك أنا ضد مثل هذه التصريحات خصوصاً إذا كانت هناك هزيمة أو أخطاء مؤثرة على مجريات المباراة ،لأن الرؤساء يخرجون في حينها بتصريحات عكسية ويقعون في بعض الأخطاء بسبب تأثير النتيجة عليهم ، وتمنى من أي رئيس، ألا يصرح إلا بعد مرور ربع ساعة أو أكثر بعد نهاية المباراة ، ،ويكون التصريح من داخل غرف ملابس اللاعبين ،وبالتالي سيأتي انتقاده بعقلانية وبدون الإساءة لأي شخص ، ومن المفترض أن يستفيد رؤساء الأندية من التجارب السابقة ، لأننا بصراحة سمعنا كثيرا تصريحات جارحة ومسيئة وتكون موجهة للاعبين أو للجان ،وأكد أنه من الرؤساء الذين ندموا على تصريحات جاءت بعد المباراة مباشرة. همز ولمز وبخصوص تأثير هذه التصريحات على اللاعبين يوضح خليل الزياني: أن التصريح إذا كان عن استعداد ناديه لمباراة مقبلة فإنه ينبغي أن يكون واقعياً ومستوحى من حال الفريق وإمكاناته وتمنياته له، بعيداً عن التعرض للفريق الآخر بالهمز أو اللمز أو إعطاء رأي قد لايعجب الآخرين، وينبغي عليه الاهتمام بفريقه ،لأن استفزاز الآخرين غير مطلوب إلا إذا أراد أن يدخل في مهاترات ومشكلات ، فهذا يعود له ،ولكن من المفترض أن يتم التعامل مع التصريحات بواقعية وعقلانية. آثار سلبية أما آل مسلم فيجزم بالتأثير السلبي لتصريحات الرؤساء على اللاعبين، ويقول: تأثير التصريحات غالباً ما تكون سلبية إذا كانت تحمل الحكم أو إحدى اللجان الخسارة ،لأن اللاعبين غالباً ما يضعون الحكم شماعة لأخطائهم ،وهذا خطأ حيث إن الواجب هو محاسبة الجميع من لاعبين وإداريين على الهزيمة. إثارة إعلامية وحول قلة الظهور الإعلامي للرؤساء في هذا الموسم، وهل لعقوبات الانضباط أثر في ذلك؟ ، يقول الزياني : لا أعلم حقيقة عن السبب ولكن ربما الإعلام غفل عن هذه المواضيع وتفرغ لمواضيع أخرى مهمة لها أولوياتها في الأجندة الإعلامية، مؤكداً أنه ليس بالضرورة ظهور رئيس النادي لرفع صوته والتحدث بأمور قد لا تكون جيدة للآخرين ،مبيناً أن الإعلام في بعض الأحيان يريد الإثارة ويقوم باستدراج الرئيس من خلال الأسئلة حتى ينال بتصريحاته لجنة من لجان الاتحاد بالقدح والتجريح ،وبالتالي يتعرض للعقوبات التي تنص عليها الأنظمة واللوائح لمثل هذه الأمور ،مشدداً على أهمية الابتعاد عن التصريحات الجارحة وعلى كل من يريد الظهور في الإعلام الابتعاد عنه لكي لا تناله العقوبات الرادعة. مصالح خاصة في حين يؤكد آل مسلم أن رؤساء الأندية رأوا أن بعض القنوات تبحث عن الإثارة وعن التصريحات القوية لتحقيق مصالحها الخاصة ،ورؤساء الأندية جميعهم شخصيات رياضية كبيرة ولها اعتبارها ،وبالتالي عرفوا ماهو مطلوب منهم أن يصرحوا من أجله، وما هو غيرمطلوب. وعن تأثير عقوبات لجنة الانضباط أوضح آل مسلم: نعم لها تأثير ولكن ليست هي السبب الرئيس الذي يعود إلى معرفة رؤساء الأندية متى يصرحون ومتى يمتنعون عن التصريح. غرامات وعقوبات ومن وجهة نظر إعلامية يقول الإعلامي الدكتور صالح الحمادي: أعتقد أن الموسم الحالي بأكمله أقل إثارة، وأقل متعة عن المواسم السابقة ، سواءً على مستوى حضور الرؤساء أو الحضور الفني للاعبين ، مشيراً إلى أن السبب يعود إلى الغرامات والعقوبات المعلنة التي عملت توازناً في الوسط الرياضي وأراحت المتابعين من ظهور بعض الرؤساء غير المنضبطين في تصريحاتهم. وأكد الحمادي أن الإحجام عن تصريحات الرؤساء أفضل، لأن أغلب الرؤساء في العالم لا يتم مشاهدتهم أبداً ، ومن يتحدث هم المعنيون بالمستطيل الأخضر، بينما عندنا بعض الرؤساء وبعض النواب يخرجون أكثر من المعنيين بالملعب. ويرى الحمادي أن الحل للحد من هذه الظاهرة ،هو الاستمرار في العقوبات المعلنة من لجنة الانضباط ، لأنها حسب اعتقادي ساهمت كثيراً في التخفيف من حالة الاحتقان التي كانت سائدة ،ودلت على أن التصريحات في الإعلام لا تضيف شيئاً داخل الميدان. حالة استثنائية أما المحلل الرياضي مدني رحيمي فيؤكد، أنه في كل العالم لا يوجد رئيس نادٍ يخرج ويصرح بعد المباراة أو قبلها إلا في السعودية ،مع العلم أنه ليس مطلوباً منه الخروج والتصريح لأن ذلك ليس من عمله الذي لا يتجاوز الأمورالمادية ،وقال: يجب على الإعلام أيضا عدم سؤال رؤساء الأندية فيما يخص الأمور الفنية لأن هناك إدارات محترفة هي المخولة بذلك. وحول قلة خروج رؤساء الأندية هذا الموسم أكد رحيمي أنه يعود إلى حالة الإحباط التي تعيشها الأندية وإلى المستويات الضعيفة التي تقدمها ،وأيضا وجود مشكلات كبيرة في الأندية ، حيث لا يريد الرؤساء فتح الأبواب عليها وعلى أنفسهم، وكذلك عامل عقوبات لجنة الانضباط فقد أدت إلى الحد من هذه الظاهرة بحيث أصبح رؤساء الأندية لايريدون إدخال فرقهم في مشكلات مع اللجان من خلال تصريحاتهم. وحول تأثير التصريحات على الجمهور قال رحيمي: إن من الطبيعي أن أي تصريح من الرئيس سيكون مؤثراً على الجمهور بحيث ينساق مع تصريحات رئيس ناديه المفضل.