قضية التحكيم من أكبر القضايا التي تشهدها ساحتنا الرياضية كل موسم، ويبدو أن هذه القضية التي لم ولن نجد لها حلا أصبحت موضة موسمية خاصة لدى رؤساء الأندية الذين يمتنع بعضهم عن الحديث عن الحكام بعد التهديدات القوية بالايقاف والغرامات من قبل لجنة الانضباط ضد كل من يتحدث عن الحكام بسوء فقط إما بالخير فله كل تحية وتقدير، فيما من تجرأ منهم وصرح أو لمح ضد التحكيم نال ما نال من العقوبات التي لا تعرف لها طريقا إلا لرؤساء الأندية والمدربين واللاعبين والاداريين. الشارع الرياضي شبه محتقن من أخطاء الحكام المحليين بالدرجة الأولى ثم من الحكام الأجانب فلا هؤلاء طور البعض أداءهم ولا أولئك الضيوف الذين يستقدمون بمبالغ طائلة وأخطاؤهم تسبقهم بالحضور الينا، والنتيجة لم ينجح أحد من الجانبين، وبالتالي تزداد الأخطاء ولا حس ولا خبر ضد من يخطىء وحتى لو صرحت لجنة الحكام بأن هناك محاسبة وعقوبات ضد الحكام فأين هي من لجنة الانضباط ؟!! نعترف بأن الحكام بشر يخطئون وهي الاسطوانة التي حفظناها قبل أن ندخل مجال الإعلام الرياضي، لكن السؤال الذي يفرض نفسه خاصة مع تكوين لجنة الانضباط : لماذا الحكام بشر يخطئون وغيرهم من مدربين ورؤساء أندية العقوبات ليست وسيلة لتغطية تجاوزات وأخطاء الحكام في المباريات ولأن كل حكم وجد الجو المناسب لتجاوز أخطائه وعدم التشهير به فقط (لأنه بشر) فتلك الأخطاء يتواصل حدوثها وعلى الأندية أن تدفع ثمن أخطاء البشر !ولاعبين و و و .. لا يمكن عدهم من البشر الذين يخطئون فقط هم الحكام من يمكنهم أن يخطئوا دون عقوبات أو حتى إعلان عقوبة والتشهير بهم كما يتم التشهير بأي منتسب لأي ناد في حال معاقبته من قبل لجنة الانضباط ؟!! اذا كانت عقوبات الحكام لا تعلن إن عوقبوا في الأصل فمن باب أولى ومن باب العدل عدم إعلان أي عقوبة عبر الصحف ووسائل الإعلام الأخرى ضد منتسبي الأندية فإما أن يتم الإعلان عن الكل أو ايقاف الإعلان عن الكل، صدقوني أن حالة الاحتقان ضد الحكام سببها عدم إعلان أي عقوبة عليهم لأن الجميع يشعر بأن هناك من يتستر عليهم ويبعدهم عن المسؤولية في حدوث الأخطاء ومن ثم الهزائم، وبالتالي الشعور بالظلم ثم حدوث ما لا تحمد عقباه من رمي قوارير أو أحذية على الحكام بعد نهاية المباراة أو التصريحات الهجومية ضدهم، أو التعدي عليهم خارج اطار الملعب وعلى منازلهم، ولو أن الجميع شعر بوجود من يحاسب هؤلاء الحكام لانتظروا إعلان العقوبات على أحر من الجمر وابتعدوا عن التعرض لهم. الفقرة السابقة لا أبرر فيها التجاوزات ضد الحكام، لكن لكل سبب مسبب وعلى الحكام ولجنة الحكام ولجنة الانضباط أن تتوقع حدوث ما حدث في بعض المباريات حتى وإن تمت معاقبة الفريق بنقل المباريات أو أداء اللقاء دون جماهير، فكل تلك العقوبات ليست وسيلة لتغطية تجاوزات وأخطاء الحكام في المباريات ولأن كل حكم وجد الجو المناسب لتجاوز أخطائه وعدم التشهير به فقط (لأنه بشر) فتلك الأخطاء يتواصل حدوثها وعلى الأندية أن تدفع ثمن أخطاء البشر!