تدفع المرأة الفلسطينية ثمناً باهظاً جدّاً للحفاظ على كرامتها المهدرة في مواجهة من يدَّعون زوراً أنهم أهل الديمقراطية «الإسرائيليون» ومن يطلقون على عالمنا العربي بأنه متوحش متخلف رجعي وغير حضاري، والحقيقة أنهم يرتكبون جرائم معيبة ومخزية دون النظر إلى أي انتماءات حضارية أو إنسانية خصوصاً عندما يتعلق الأمر بإرغام النساء الفلسطينيات الحوامل على الوقوف لساعاتٍ طويلةٍ أمام الحواجز العسكرية، ومنعهن من الوصول إلى المستشفيات في مشاهد مؤلمة تتكرر يوميّاً. لا شيء فيهم يدل على النبل والشهامة والرجولة والفروسية ولا شيء يدل على المبادئ والقيم والأخلاق والشيم، بل على النقيض تماماً وعلى عكس ما يدعون فهم ليسوا حضاريين ولا إنسانيين ولا ينتمون بصلة إلى أي عرق بشري أو حضارة أو مدنية أو حداثة. ناهيك عن كل ما يحدث للسجينات الفلسطينيات في معتقلات النساء من شتى أنواع الظلم والتعذيب الجسدي والنفسي الذي أصبح لا يخفى على أحد، ورغم ذلك ما زالت المرأة الفلسطينية تدافع عن كينونتها ووجودها وتحارب السجان بجسد نحيل وكأنها تثبت لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية أن انتهاك الإسرائيليين لهذه القوانين لا يعنيها في شيء وأنها مستمرة في النضال فإما الانتصار والكرامة وإما الموت في الزنزانة بكرامة أيضاً. تاريخيّاً، عُرف الرجل العربي الشرقي بأنه يحمل صفات النخوة والشهامة والنصرة لا سيما حين يتعلق الأمر ب «صرخة» إحدى النساء حيث كانت هذه الصرخة من أهم أسباب إثارة الكرامة لدى الرجل.. كل هذا كان سابقاً وتاريخيّاً!.. أما الآن فإننا نفتقد هذه الصفة ولا نكاد نذكرها إطلاقاً وربما أن المعتصم الذي حرك جيوشاً في السابق لنصرة امرأة استنصرته، هو نفسه قد قام بقتل هذه الصفة فينا «متعمداً» وكأنه يقول إنه لا أحد يستحق أن ينال هذا الشرف من بعده! هل ماتت النخوة أم إنه لا معتصم بيننا؟!