عندما تهتم الدول بالأمور الخارجية وتهمِّش الداخل ليصبح في حالة مأساوية بسبب الركض خلف أوهام يخيل إليهم أنها سهلة المنال، لكن في الواقع المرير يكون الضحية هو الشعب الذي يعيش في الداخل. وما حدث وما يحدث في إيران من أمور داخلية تبين مدى اهترائها بشكل متهالك لحد السقوط، بدءاً من قضية المعلمين التي أثارت الأوساط الاجتماعية في الداخل الإيراني، مروراً بقضية الأحواز أو ما يُعرف بإقليم عربستان الذين هُمشوا لأسباب طائفية! وصولاً إلى عرقيات أعلنت رفع السلاح! على الرغم من غنى إيران بمواردها النفطية وتنوع مصادرها إلا أن الداخل يغلي بقضايا عديدة تُظهِر مدى الكارثة بتفشي الفقر والبطالة وتدني الخدمات الاجتماعية بشكل كبير، وكأن الدولة فقيرة ومتهالكة، كل ذلك يعود إلى اعتماد الجمهورية الإيرانية على سياسة شراء الولاءات في الخارج والداخل! وجاء الاتفاق النووي الذي باعت فيها إيران سيادتها وكرامتها، فقط من أجل الحفاظ على سياسة ملالي طهران من السقوط، وكأنه إنقاذ دولي من هلاك إيران من الخارج، خصوصاً بعدما تم تحرير أموالها البالغة قرابة 150 مليار دولار. وفي اعتقادي أن القضية المهمة بخصوص ذلك المبلغ هي هل تستعيد إيران عقلها؟ من خلال صرف هذا المبلغ لإصلاحات داخلية لتحسين الداخل وحل جميع الأمور المتعلقة بالحياة الاجتماعية في إيران ورفع الظلم على الشعب الإيراني من خلال إعطائه حقوقه! أم أنها تستمر في الجنون من خلال صرف تلك المبالغ على الميلشيات والحشد الصفوي وعشرات من الميلشيات الطائفية التابعة للحرس الثوري التي تبث الإرهاب في المنطقة العربية من خلال الشغب والقتل والتفجير وتصدير التنظيمات ذات الخلايا العنقودية إلى المنطقة العربية تحت ما يُسمى بحلم الثورة المزعومة. ويبقى التساؤل هنا: متى تعي إيران أن الركض خلف الإمبراطورية المزعومة يهلكها من الداخل؟! وإلى متى تستمر في تصدير الإرهاب للمنطقة العربية؟!