لقد أعد الملك سلمان للحوثيين، ومن ورائهم إيران، عواصف كثيرة لم يروا منها إلا اثنتين، ولن تنتهي هذه العواصف أبداً حتى تعود الشرعية لليمن. تقسيم العمل إلى مراحل من سمات العقل المبدع الذي تعوّد أن ينجح في عمله، وكان من الأهداف الأساسية لإنهاء عاصفة الحزم، أن ينكشف الحوثيون أمام العالم وأمام الرأي العام، لكي لا يبقى هناك أي تعاطف يصب في صالحهم. هذا جزء من معركة الملك سلمان، تحقيق الانتصار العسكري بمحاذاة تحقيق الانتصار الدبلوماسي السياسي وكسب الرأي العام، وهذا ما حدث بالفعل على الأرض، فما أن تم الإعلان عن المرحلة الأولى التي أسماها الملك سلمان بعاصفة الحزم، حتى ظن الحوثيون وعلي عبد الله صالح، بسذاجة لا يحسدون عليها أن الحرب قد انتهت، فأغاروا في صباح اليوم التالي على اللواء المدرع 35 وسيطروا عليه، لتكون المفاجأة المذهلة لهم أن اكتشفوا أن المرحلة الثانية من عواصف الملك سلمان، التي أسماها (إعادة الأمل) أعنف وأكثر شراسة من عاصفة الحزم، فقد تم دك الحوثيين وقصفهم بالطيران في اللواء 35 وتم قصف مواقعهم قرب السجن المركزي، وكذا قصفتهم الطائرات في الوهط ولحج وعدن وجنوب غرب تعز، هذا كله يدل على السذاجة المتناهية التي يتمتع بها الحوثيون، كما يدل على ضعف المخابرات الإيرانية وعجزها عن دعم الحوثيين بالمعلومات التي تقلل الخسائر في صفوفهم. في المقابل، قال بعض المراقبين السياسيين في الولاياتالمتحدة، يوم الخميس الماضي، إن السفن الإيرانية المحملة بالسلاح الذي كان يفترض أن يتم إيصاله إلى الحوثيين، قد استدارت في عرض البحر وعادت إلى إيران دون أن توصل ذلك السلاح، فقد كسبت المملكة المعركة السياسية وازداد عدد المقتنعين بمعركتها في اليمن، وأنه من حقها أن تؤمن حدودها والحفاظ على أمنها القومي وعمقها الاستراتيجي المتمثل في اليمن، وتقلص اليوم عدد من يناهض موقفها السياسي، ولم يبق ضدها إلا الإعلام اللبناني من أذناب الفرس، الذين لم يتوقف عويلهم من الانتصارات التي تتحقق كل يوم للمملكة على الأرض. ينبغي ألا يتحدث أحد عن نهاية الحرب في اليمن، فالأمر لم ينته بعد، وغضبنا لا يهدأ بسرعة، وما زال لدى سلمان بن عبد العزيز عواصف من بعدها عواصف، حتى تعود الشرعية لليمن، وحتى يعود اليمن سعيدا كما كان، وحتى يقتلع آخر أظفر لإيران في الأرض العربية. إنه سلمان بن عبد العزيز رجل الحرب والسلم، وما دام أنه قد لبس زي الحرب الآن، فينبغي للأعداء أن يستعدوا لصفعات من بعدها صفعات، حتى يمكن بعدها أن يكون لهم محاولات لاسترضائه، بعد أن يعرفوا حق المعرفة أنه لا يمكن أن يطمع عاقل بغزو جوار سلمان والرجوع من كل ذلك بالسلامة.