تعلَّم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف في أكاديمية والده الأمير نايف بن عبدالعزيز – يرحمه الله – وفي منظومة العمل الأمني، نما فكره واستقى من تلك الأكاديمية أبجديات الأمن والأمان، وعلى يديه، حقق كثيرا من النجاحات الأمنية، التي سطرها التاريخ، وحصد إشادات وثناءات وشهادات عالمية.. يمتلك محمد بن نايف ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، سيرة نيِّرة ومسيرة مستنيرة من خلال عمله الأمني طيلة سنوات مضت، ولا يزال يواصل عمله، راسماً خبرات أمنية، صنعت إنجازات في ردهات وزارة الداخلية، وبصفات القيادي وسمات الريادي، نشر محمد بن نايف الأمن في ربوع البلاد، وفق منظومة عمل تؤسَّس وتُبرمَج في العاصمة الرياض، لتوزِّع مسارات النجاح في شتى مناطق المملكة، لتُرسِي أسس الطمأنينة والرخاء والسخاء الأمني للمواطن والمقيم. قبل عقد ونصف العقد، فتحت الداخلية أبوابها لجنرال محترف، جاء حاملاً بكالوريوس في العلوم السياسية من أمريكا ودورات متقدمة في الأمن ومكافحة الإرهاب داخليا وخارجيا، فعُيِّن مساعداً لوزير الداخلية في المرتبة الممتازة، ثم ترقَّى في منصبه في مرتبة وزير، وظل فيها ركناً ثابتاً للنجاح ومعْلماً للارتياح حتى عُيِّن على رأس الهرم الأمني في 2012. الأمير محمد بملامحه المختلطة من الهيبة والطيبة وبكاريزما فريدة جمعت الحزم والحلم وضمت العقاب والثواب، يستأثر بمكانة خاصة ورصيد كبير من الود في قلوب وأنفس من يعرفه، مشهور بالتواضع ومشتهر بالخلق وطيب المعشر وأصالة الرأي وسماحة الرؤية، لا يتوانى عن مساعدة المكلومين ومساندة المصابين بنوائب الدهر ومصائب القدر. رجَّح محمد بن نايف كفة الداخلية في ميزان الحرب على الإرهاب، ونجح في وأد مخططاته، ويُعزَى إليه نجاح الضربات الاستباقية للقاعدة وخلاياها النائمة التي كشفت الامتياز والاجتياز للأمير وكتيبته الأمنية الداخلية، التي يقود لواءها بنجاح في كل القطاعات الأمنية، وتميُّز في مواسم الحج والعمرة وغيرها ونجاح بالأرقام والجهود بالبطولة المطلقة التي طهرت تراب الوطن وممتلكاته ومناسباته من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وعبث العابثين. نال الأمير محمد بن نايف عشرات الأوشحة والأوسمة والعضويات، ويرأس فخرياً عديداً من المجالس والجمعيات واللجان بجانب عمله وزيراً وسفيراً للأمن الداخلي الذي بات منهجاً من الاحتراف والاستشراف لمستقبل باهر وماض خالد وحاضر مجيد أمام كل دول العالم. للأمير محمد صولات وجولات خاصة في تنظيم العمل الأمني، الذي نقله إلى منظومة تدار بأفكار متجددة وإبداعات متعددة، وربط العمل الأمني بالتقنية وبمسارات عالية من العمل الميداني، مع أهمية تأهيل رجل الأمن وربطه بالتعليم والتطوير المتواصل، إيماناً منه بأهمية التطور والتمحور نحو إيجاد مساحات متزايدة من الإنجاز والربط بين التقنية والكفاءة البشرية وتحقيق الهدف في مثلث تخطيط وضعه الأمير في أعلى استراتيجيات العمل. محبٌّ للإغاثة، نظَّم وشارك وأشرف على عشرات من لجان وحملات إغاثة المنكوبين في عدة بلدان في الصومال وفلسطين ولبنان وسوريا وباكستان وأفغانستان. هو رمزٌ وطني، شارك ومثل المملكة في عدة مؤتمرات ومناسبات خارجية، وأسهم في التخطيط ووضع الاستراتيجيات لأهم متطلب دولي وشعبي وهو الأمن. يحرص الأمير محمد بن نايف على دقة المعلومات، ويهتم بالتفاصيل، ويتابع العمل بدقة، يشرف بنفسه على حاجات واحتياجات أسر شهداء الواجب وعائلات المتورطين في الفكر الضال، وظَّف المنجزات العلمية في تطوير الكادر الأمني والاستقرار الاجتماعي، حتى تربع اليوم الأمن السعودي على خارطة التميز في المحافل، ضارباً مثالاً حياً وأمثلة نموذجية على الإنجاز في كل الاتجاهات، وقدم رجال الأمن أرواحهم فداء للوطن ودماءهم ولاءً لحماية مكتسباته وبطولات مستمرة، تمخضت عنها سنوات من العمل ومن الليالي التي كان يسهر فيها الأمير في مكتبه بوزارة الداخلية أو مكاتبه التي توجد في كل موقع ينتقل إليه، فهو لا يعترف بموقع مكاني أو ميعاد زماني لإتمام العمل؛ فكانت النتيجة حافلة بالتفوق الدائم، خصوصاً إذا تعلق الأمن بمنظومة داخلية تحوي اطمئنان ملايين المواطنين والمقيمين في مساحات شاسعة على أرض قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومهد الرسالة. الأمير محمد محبٌّ للإعلام ليس بحثاً عن شهرة؛ فهو لا يعتدُّ بالأضواء ولا تستهويه الفلاشات، ولكنه يرى أن الإعلام رافد من روافد النجاح الأمني، يعكس واقع الداخل ويكشف القضايا، وعامل مساعد في العمل. في فجر الثالث من ربيع الثاني الجاري صدر القرار الملكي بتعيينه وليا لولي العهد ووزيرا للداخلية كأول اسم من الجيل الثالث، ليقف على بوابة جديدة من المسؤولية ويشكل أنموذجا أول في هذا المنصب من جيل أحفاد المؤسس، جاء للمنصب وتعانق مع الثقة على ضوء عمل احترافي، وسجل ناصع وجهد بارع في المسؤوليات المنوطة به، ليكون الرجل الثالث في إدارة شؤون البلاد، إضافة اسم قيادي بأرقام قياسية على خارطة الوطن صنعها بعمله وصنعتها إنجازاته.