آذنت شمس دورة كأس الخليج الثانية والعشرين بالانصراف وحزمت أربعة منتخبات أمتعتها وغادرت إلى بلدانها تجر ألم الخسارة وتتجرع مرارة الخروج الباكر وتحديدا من الدور الأول وبالطبع لن تكون ذكريات الرياض حسنة للاعبي هذا المنتخبات وهم الذين سيتمنون أن لا تختزنها ذاكرتهم طويلا. ويأتي المنتخب الكويتي كأكثر الفرق التي غادرت وفي حلقها غصة لن تزول بين ليلة وضحاها ولن ينسى الكويتيون عشية خسارتهم القاسية من المنتخب العماني المتجدد بخماسية بقيادة المدرب الرائع الفرنسي بول لوغوين. غادر لاعبو الكويت وهم غير مصدقين بما حل بهم من نكسة مدوية بعد أن كانوا قد وضعوا قدما في الدور الثاني بحصولهم على أربع نقاط من مباراتين لكن كرة القدم غدرت بهم وانصفت زملاء الجنرال هاني الضابط. سيحتاج رفقاء بدر المطوع لوقت طويل حتى تندمل جروح الخسارة ولن يتم هذا الا بتسجيل نتائج لافتة في أقرب بطولة وعندها ربما يجد الكويتيون شيئا من كبريائهم المجروح. خسرت البطولة منتخباً يعد من كبارها وهو "أزرق الخليج"، وقدمت لنا منتخبا شابا يملك الطموح وروح التحدي وهو المنتخب العماني الرائع في إحدى دورات الزمن التي لا تعترف بالخلود لكائن من كان وهنا بالطبع نتحدث عن كرة القدم. وإذا كان الفريق الكويتي أكبر الخاسرين فالأمر ينطبق على المنتخب العراقي أحد أكبر المرشحين لنيل اللقب لكن ابناء المدرب حكيم شاكر لم يكونوا في الموعد وتأثروا بغياب القائد يونس محمود غابت الخبرة ولم تسعف الشباب روحهم الوقادة وخرجوا باكرا من الدورة. وإذا كان الجمهور أسِف على خروج الكبيرين الكويتوالعراق فإنه لا محالة وجد بعض العزاء في تأهل الامارات الفريق الذي يتعاطف معه الجميع لوجود المدرب الوطني مهدي علي ولاعب الوسط الشاب عمر عبدالرحمن "عموري" الذي يحظى بشعبية طاغية في أوساط الرياضيين. على الرغم من عدم ظهور المنتخب الابيض بمستواه المعروف بصفته حامل اللقب في الجولتين الاولى والثانية الا انه اعاد شيئا من ذكريات تألقه في خليجي 21 في البحرين عندما حقق اللقب آنذاك بمستوى أشاد به الجميع. العرض الذي قدمه عموري وزملاؤه أمام العراق سيجعل مباراة الفريق أمام المنتخب المستضيف السعودية موعداً للفرجة والامتاع وسينتظرها الجميع بكثير من الشغف. وستحظى مباراة السعودية والإمارات بكثير من الاضواء فالكل يعتبر ان مباراتهما هي نهائي مبكر وان الفائز منهما سيكون صاحب الترشيحات الاكبر في الحصول على الكأس. واذا كان الجميع ونحن نوافقهم قد أشاد بمنتخبي عمانوالامارات فإن منتخب قطر هو الآخر نال بعض الثناء وان كان بصورة أقل لكن "العنابي" وبمدربه جمال بلماضي قادر على تقديم كل ما لديه امام عمان مستنسخاً ومسترجعاً ذكريات المنتخب الايطالي في كؤوس العالم عندما كان لا يجتاز الدور الا بشق الأنفس ثم فجأة يجد نفسه في النهائي وربما يحقق الكأس كما فعل في "مونديال 1982" عندما تاهل بفارق هدف وحيد للدور الثاني ثم نال الكأس بإحراجه البرازيل والارجنتين ثم بولندا وهزم المانيا الغربية في النهائي بنتيجة 3-1. خاتمة انقذت أهداف الجولة الثالثة وتحديداً مباريات المجموعة الثانية البطولة من لقب أفقر الدورات تسجيلاً للاهداف ففي اليوم الاخير من دوري المجموعات سجل اللاعبون سبعة اهداف في مباراتين وهو رقم مرتفع في تسجيل الاهداف والكل يتمنى ان تستمر وتيرة التهديف بالارتفاع في الدور قبل النهائي بعد ان قلت الاهداف في الجولتين الاولى والثانية في الدور الاول.