اختتمت الأسبوع الماضي الدورة 13 لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون المقام في البحرين، ولعلي هنا أختار بضع وقفات بما تسمح به مساحة الزاوية. الأولى: سعودية، فلعل أكثر ما ميز هذا العام هو حصول هيئة الاذاعة والتلفزيون السعودية على 8 جوائز وهي أكبر حصيلة نحصل عليها من أي مهرجان للإذاعة والتلفزيون وتستحق منا أن نبارك للقائمين على الهيئة وصناع الأعمال الفائزة ولكن الغريب هو عدم حصول أي من شركات الإنتاج السعودية على أي من الجوائز المخصصة للقطاع الخاص والإجابة بكل بساطة أن الإنتاج السعودي بالكامل هو إنتاج للهيئة وكل الإنتاج يدور في فلكها وهذا يعني أن الإنتاج "المتوفر- أو الخاص" أصبح سلعة نادرة أو معدومة ولهذا نتمنى أن تعيد الهيئة للإنتاج "المتوفر" بريقه كما كان في السابق فهو ولا شك سيكون الإنتاج الأكثر تميزاً فالمنتج هنا لن يضع إلا نفسه أمام الأمر الواقع. الثانية: بحرينية، فلقد لاحظت الاهتمام الكبير من قبل وسائل الإعلام البحرينية بالمهرجان وإبراز أخباره عبر الإذاعة والتلفزيون وإفراد مساحات كبيرة في كامل الصحف اليومية للمهرجان وأخباره ولكن ما يعيب كل هذا هو المبالغة في الأخبار ومنها أن العنوان العريض لإحدى الصحف كان "مشاركة أكثر من 900 قناة في المهرجان" وهذا الكلام غير صحيح فالمشاركة اقتصرت على الهيئات الأعضاء الست وقنواتها لا تتجاوز ال 50 قناة، إضافة إلى بضع شركات إنتاج محلية لا تتعدى شركتين من كل دولة بدليل أن مساحة المعرض هي نفسها منذ عدة سنوات، أضف إلى هذا المبالغة في وصف إبرام الصفقات بين القنوات والمنتجين وهو ما يغيب عن السوق المصاحب فمهرجاناتنا هي ملتقيات تبدأ بيوم افتتاح وتنتهى بيوم إعلان نتائج المسابقات وبينهما يوم لبعض الندوات. الثالثة تتعلق بإدارة المهرجان التي تبذل جهداً ملموساً في إصدار مطبوعة يومية تعنى بالمهرجان وأخباره ولكنها في حقيقة الأمر لا تبرز سوى القائمين على المهرجان ومشاهير الممثلين وكل من يشيد بالمهرجان ويعتبره إنجازاً تاريخياً والمشاركة فيه حلم له، وهذا طبيعي من أشخاص مستضافين على نفقة المهرجان ولكن لا يجب أن يتم على حساب تهميش وجهات نظر العديد من الأسماء الهامة كإعلاميين وكتاب ومخرجين ومنتجين والذين يحضرون على نفقتهم ويغيبون تماماً عن اللقاءات رغم أهمية رأيهم الذي لن يكون مادحاً بأي حال من الأحوال ولهذا يجدون أنفسهم دوماً في المقاعد الخلفية سواء في حفل الافتتاح أو الختام أو الدعوات ولهذا لابد من التوازن بين كافة الأطراف. الرابعة: الندوات في هذه الدورات كانت دون المستوى كماً وكيفاً فلقد اقتصرت على 3 ندوات ومعظم من تحدثوا كانوا يتحدثون بعيداً عن عناوين الندوات وإن كنت أستثني الدكتور عمار بكار المتمكن من أداوته، إلى جانب مشاركة "إنقاذية" من الأستاذ عبدالعزيز العيد في إحدى الندوات، أما عدا ذلك فالكل لم يكن مستعداً لما أستضيف من أجله، ولهذا أتمنى من إدارة المهرجان في الأعوام المقبلة أن تكوّن فريقاً يطلع على مشاركات المتحدثين وملاءمتها للعناوين وأن يتم تجهيز القاعات بتقنيات العرض الغائبة عن الندوات لسوء التجهيزات. الوقفة الأخيرة عن المهرجان الذي كان رغم كل شيء فرصة جميلة للالتقاء وكان التواجد السعودي الرسمي فيه مميزاً هذا العام، وكان عرض الافتتاح مميزاً ويبقى أن بالإمكان أن يكون هذا المهرجان أفضل مما هو عليه الآن متى ما أصبح سنوياً وأقيم في وقت لا يوافق ذروة الانتاج، كما هو الحال في هذه الدورة والتي انخفض فيها حضور المنتجين والممثلين وغيرهم لارتباطاتهم، وكان بالإمكان أن يتضاعف عدد الحضور لو كان انعقاد المهرجان في أول شهرين بعد موسم رمضان من كل عام..