قدر وبشدة جهود أمانة مدينة الرياض في تبني فعاليات ترفيهية رائعة ومتعوب عليها تثري صيف المنطقة الوسطى وتجعل من أيامه اياماً عامرة بالبهجة والفائدة خاصة لمن تمنعهم ظروفهم من السفر او الهروب من قيظ المدينة اللاهب، ومن هذه الفعاليات التي اتابعها بكثير من الاهتمام المسرح النسائي، والحقيقة انني أرى بأم عيني مدى الإقبال الكبير على المسرحيات النسائية وأكون شاهدة حين تلتهب الحناجر بالغناء والأيدي بالتصفية تجاوباً مع ما يحدث على الخشبة أمامهن.. لكنني ايضاً اشاهد ذلك الضعف غير المبرر في العروض المسرحية النسائية - فلا أعرف شيئاً عن الرجالية - أشاهده عاماً بعد عام واستغرب كثيراً من استمراره، فالمسرح السعودي بشقيه النسائي والرجالي لم يعد صغيراً نصفق لخطواته الاولى المتلعثمة عاماً بعد عام.. واذا كنا نقبل بالركاكة والتكلف والمباشرة وإغراق النص بالمقطوعات الغنائية التي تفتح نفس الجمهور للمشاركة في الغناء والتصفيق في السنة الاولى والثانية والثالثة فما الذي يجعلنا نقبل هذه الركاكة في السنوات اللاحقة، ما هي المعايير التي يتم على اساسها اختيار النصوص؟ هل تقوم لجنة الموافقة على النص بالقراءة الكاملة للنص.. ومع ذلك تجيزه؟!! احياناً تدخل العمل المسرحي وتخرج منه ولا تجد حدثاً او موضوعاً او فارقاً كبيراً بين نص مسرحي ونص اذاعي يمكن ان تسمعه في ثلاث دقائق وليس في ساعة او ساعة ونصف.. تكرار ومحاولات يائسة من الممثلات لخلق نص مرافق يسند النص الاصلي.. لم يعد مبرراً ان تكون المسرحيات بهذا الضعف خاصة ان الفرص مهيأه لعمل مسابقات واختيار نصوص متميزة طوال العام توضع لها معايير واضحة تراعي الديكور الشيق والحوار الراقي والمواقف الضاحكة والمفاجآت المبهجة.. الاعمال المسرحية ليست مجرد وقت نستقطب فيه عدداً كبيرًا من الحضور ونشعل فيه حماسهن بكلمات اجتهادية تلقيها ممثلات محترفات تقوم الأمانة باستقطابهن من داخل وخارج المملكة وتدفع لهن مبالغ محترمة لكي يقدمن عرضاً شيقاً لأهالي الرياض عامرا بالمتعة، هذا اسمه مسرح المنوعات وطريقته مختلفة عن عمل درامي يقدم قصة ويحتاج الى تصاعد درامي وحبكة ونصوص محترفة.. المسرحيات تدخل تلقائياً في ارشيف الابداع الدرامي السعودي ومن غير المقبول ان يظل محلك سر منذ بدايته وحتى الآن دون تطور ودون اعتناء حقيقي بنصوص تحمل في مضمونها ما يستحق ان يسجله التاريخ في دفترة عن الدراما والمسرح السعودي.. من ناحية اخرى فإن المشاهدات اللواتي يشاهدن الدراما من كل انحاء العالم عبر شاشاتهن ويأتين لمتابعة عمل مسرحي لا يقصر بهن النقد عن قول ما يرونه من نقص في العمل لكنهن يرغبن في استمرار المنجز وعدم توقفه فهو متنفس رائع في صيف طويل حار يحتجن فيه الى ترفيه "غير"..