وفد أعضاء مجلس الشورى يطلع على أعمال هيئة تطوير محافظة جدة    المركز الوطني للعمليات الأمنية يستعرض تجربة حية عبر تقنية الواقع لزوّار معرض "واحة الأمن"    اجتمع بالملحقين التجاريين للمملكة..الخريف: تمكين فرص الاستثمار في الصناعة والتعدين    ارتفاع معدلات الإنتاج الغذائي    الذهب يحقق مكاسب أسبوعية بآمال خفض "الفائدة".. والفضة لمستوى قياسي جديد    بين مارس وديسمبر    فيصل بن مشعل يُدشّن 10 مشروعات طرق بالقصيم.. ويواسي الدباسي    «ونتر وندرلاند جدة» أضخم تجربة شتوية في الموسم    الدبلوماسية السعودية النشطة تثمر.. نقلة تاريخية لسوريا بعد إلغاء «قانون قيصر»    أميركا تصادر ناقلة نفط إضافية قبالة فنزويلا    بريطانية تصعد على متن الطائرة بعد وفاتها    وسط ضغوط أمريكية على الفصائل المسلحة.. الرئيس العراقي يدعو لتشكيل حكومة شاملة    في افتتاح كأس أمم أفريقيا 2025.. المغرب لتأكيد عقدته التاريخية لجزر القمر    ختام بطولة "WBC Boxing Grand Prix"    في نصفِ نهائي بطولة الجيل القادم.. بلوكس يواصل الانتصارات.. وتيين يُكمل عقد النهائي    مانشستر يونايتد في اختبار أستون فيلا    المملكة.. إغاثة بلا حدود    "حقوق الإنسان" و"عطاءات وارفة".. مذكرة تعاون    مشروع جديد لخدمات جمع ونقل نفايات البكيرية    الزايدي محاضراً    محافظ رأس تنورة يكرم اليامي    الماجستير لشروق    ورشة عمل تبحث دور الإعلام في صناعة المبادرات    اللغة العربية.. الحضارة والمستقبل    الحِرف السعودية.. تخليد مهارات الأجداد    القحطاني يكرم الجمعان    إلهام عبد البديع في«السرايا الصفرا»    ما بين (النقد) و(التناقد) و(التناقض)    وزير الشؤون الإسلامية يستقبل سفير خادم الحرمين في ماليزيا ومفتي رواندا    خطيب المسجد الحرام: إذا تولى الله عبدًا أكرمه وهداه    إمام المسجد النبوي: الإسلام يسمو بالأخلاق ويربطها بالإيمان    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة يُنقذ مراجعاً مصاباً بانسداد حاد نسبته "99 %" بالشريان التاجي الأيسر    تشغيل نظام الأرشفة الإلكترونية بمستشفى الأسياح    بيان مديراً لمستشفى الأمير عبدالمحسن    مشلول يتحكم في روبوتات بإشارات الدماغ    أداة بالذكاء الاصطناعي للكشف عن سرطان الكلى    الأمسيات الشعرية تعزز المشهد الثقافي بجدة    85.4% زيادة بوفورات استهلاك الطاقة    نمو التسهيلات الائتمانية %2.4    هالاند يقود مانشستر سيتي لعبور ويستهام    «كاف» يقرر إقامة كأس أمم أفريقيا كل أربع سنوات    برئاسة"بن جلوي".. عمومية الاتحاد الدولي للهجن تعتمد استراتيجية "العالمية 2036"    «أطباء بلا حدود»: أطفال غزة يموتون من البرد القارس ويجب تكثيف الإغاثة    سوريا بعد قيصر 10 فرص و10 تحديات    زيلينسكي يطالب أميركا بتكثيف ضغوطها على روسيا لإنهاء النزاع في أوكرانيا    إنطلاق التصفيات الأولية لمسابقة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم في جازان    السعودية تعزز العطاء ومد يد العون وتحتفل باليوم العالمي للتضامن الإنساني    حين ينجح الجميع.. من يتعلم حقا    معرض الخط العربي بين الإرث والابتكار    جمعية التوعية بأضرار المخدرات بجازان تنفذ برنامجًا توعويًا بمنتزه الزاوية الخضراء في بيش    نيشيش: معاملة السعوديين مختلفة.. وجودار: الخروج لا يعد نهاية المشوار    تخريج 335 كفاءة وطنية ضمن برامج التدريب بمدينة الملك سعود الطبية    "القوات الخاصة للأمن والحماية" نموذجٌ متكامل لحفظ الأمن وحماية مكتسبات التنمية    أمير منطقة جازان يستقبل القنصل الهندي    أمير تبوك يستقبل رئيس المحكمة الإدارية بالمنطقة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تعيد توطين طائر الجمل بعد غياب 100 عام    أمير القصيم يواسي خالد بن صالح الدباسي في وفاة زوجته وابنتيه    الهيئة العامة للنقل وجمعية الذوق العام تطلقان مبادرة "مشوارك صح"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«د.ثريا عبيد» تعتلي «منصة الجنادرية» ممثلة للوطن
الوطن يحصد رؤية «عبدالله بن عبدالعزيز» التنويرية في دعم المرأة ..
نشر في الرياض يوم 10 - 04 - 2013

أخذت من الغربة ما يكفي، وتقاسمت مع الإرادة كل تفاصيل الطريق إلى النجاح، وتوقفت في مهمة الحياة على أكثر من رصيف.. تبحث، تتأمل، ثم تتقدم دون أن يكون هناك مانعٌ في الوصول.. سعت إنسانياً وحضارياً في التقارب بين الشعوب، وتعزيز مجالات التفاهم والتعاون بين الدول تنموياً؛ لخدمة تقدم الإنسان وتحقيق أمنيته في حياة تخلو من الخوف، والفقر.
كانت تقول دائماً: "لدي أب يحلم وملك يحقق"، كانت أول سعودية تترأس وكالة أممية، وأول من تلقت منحة حكومية للدراسة في جامعة بالولايات المتحدة عام 1963م، وباتت من أوائل السعوديات الحاصلات على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي و"الأنثروبولوجيا" الثقافية من جامعة "واين ستيت" في "ديترويت" بولاية "ميشيغان"، كما أختيرت عام 2004م من الأكثر قوة بين (50) امرأةً عربية، بالإضافة إلى أنّها اعتبرت من ضمن (100) شخصية في كتاب عن "بناء الحضارة العالمية والثقافة من المسلمين البارزين"، الذي نشر في "أوكسفورد" ب"إنجلترا" عام 2006م.
شخصية العام
ويحتفي المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 28" ب"د.ثريا عبيد" -عضو مجلس الشورى- لتكون شخصية العام، حيث ستحصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، الذي يُمنح تقديراً لمن يؤدي خدمات كُبرى ذات قيمة هامة للمجتمع؛ لتكون أول شخصية نسائية سعودية تعتلي منصة التكريم منذ انطلاقة المهرجان قبل (28) عاماً، رغم مشاركة المرأة في فعالياته وأنشطته الثقافية والمتنوعة منذ عام 1408ه.
وكسرت "د.ثريا عبيد" الاحتكار الرجالي في تكريم الشخصيات الوطنية، حيث قدّمت سجلاً حافلاً بمختلف أنواع العلوم الثقافية، ووضعت بصمتها الوطنية على لوحة الشرف، وفتحت بوابة التكريم أمام السعوديات بأن يحظين بشرف التكريم في السنوات القادمة.
حقوق المرأة
وبدأت "د.ثريا عبيد" مشوار العمل مديرة لقسم الدول العربية وأوروبا في صندوق الأمم المتحدة للسكان، ثم عملت نائبة للأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) من 1993-1998م، وأصبحت رئيساً لقسم التنمية الاجتماعية والإسكان من 1993-1993م وهي إحدى نقاط العمل الأساسية لها في "الاسكوا" والأمم المتحدة بالتعاون بين الحكومات من أجل وضع برامج لتمكين المرأة وتطوير قدراتها، من ناحية المواطنة، والحقوق، والواجبات، وعملت أيضاً مع منظمات غير حكومية في مجال تحقيق المساواة للمرأة.
تنمية اجتماعية
وأسست أول برنامج تنمية للمرأة في غرب آسيا، وكان البرنامج يساعد على بناء شراكة في قضايا المرأة بين الأمم المتحدة والمنظمات الأهلية الإقليمية، كما ترأست مجموعات العمل التابعة للأمم المتحدة والمهتمة بقضايا النوع في "عمّان"، وكانت عضواً في بعثة الأمم المتحدة المهتمة بالنوع في "أفغانستان"، إلى جانب كونها عضواً في مجموعة العمل التابعة لجامعة الدول العربية لصياغة الإستراتيجية العربية للتنمية الاجتماعية.
كفاءة وخبرة
وبلغت "د.ثريا عبيد" أقصى غاياتها في العمل عندما مثلت بلادها في أرفع المناصب الدولية؛ كمدير تنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والأمين العام المساعد للأمم المتحدة عام 2001م، وكانت أول شخصية نسائية سعودية وعربية مؤثرة دولياً ترأس وكالة تابعة للأمم المتحدة، والتي عملت فيها على مدى عشر سنوات بكل كفاءة وخبرة.
واستمرت رحلة عطاء "د.ثريا عبيد" في مسيرة العمل الجادة والمثمر في بلادها، وكان هذا العام استثنائيا لها وللمرأة السعودية، حيث كانت جزءاً من الحدث التاريخي الأبرز الذي صنع الفرق في انجازات المرأة في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-؛ عندما اختيرت ضمن قائمة (30) سيدة يمثلن المرأة السعودية في أعمال مجلس الشورى، وحصولهن على بطاقة العضوية الكاملة في أعماله بدعم مباشر من قبل خادم الحرمين، الذي عزز دور المرأة السعودية القيادي كشريك فاعل في مفاصل التنمية، مشدداً على أهمية وجودها في مواقع التمكين الرفيعة، فحول التطلعات المستقبلية إلى واقع نعيش تفاصيله اليوم، ونعمل من أجله غداً، فلا وطن ينمو بدون مشاركة أبنائه رجالاً ونساءً.
التكريم شاهد على تنافسية التكامل بين المرأة والرجل ومقدار كل واحدٍ منهما بعطائه لوطنه
دعم ملكي
وجاء تميز المرأة السعودية بفضل دعم ورعاية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حيث أولى المرأة الاهتمام الكافي لمشاركتها في العديد من الأنشطة، التي كان لها أثر إيجابي على الأوضاع الأسرية والشخصية للمرأة؛ مما يؤكّد على حرص خادم الحرمين على تفعيل دور المرأة وتمكينها، واستثمار قدراتها في كافة الميادين، حتى تسهم في عمليات بناء المجتمع.
وقد أثبتت المرأة السعودية قدرتها على تحمل المسؤولية بشكل مميز وبنجاح كبير، وكان لها دور رئيس في عملية التنمية وتماسك المجتمع، حيث استطاعت أن تتغلب على ظروفها الصعبة، وتصبح امرأة منتجة قادرة على المساهمة في بناء مجتمعها، حتى أحرزت تقدماً كبيراً في جميع المجالات، سواء في مواقع صنع القرار أو في الجوانب الأخرى السياسية، والاقتصادية، والصحية، والتعليمية، والاجتماعية، حيثُ أظهرت أداء متميزاً في التنمية الشاملة.
عصر ذهبي
وتعيش المرأة السعودية اليوم عصرها الذهبي في عهد خادم الحرمين الشريفين، الذي مكّن المرأة من اعتلاء مناصب قيادية في كثيرٍ من قطاعات الدولة، وكرّمها في مختلف المناسبات بالأوسمة الرفيعة، وأرسى قواعد ثابتة للنهوض بها، وضمان مستقبل مشرق لها باعتبارها نصف المجتمع، ساعياً لأن تتساوى مع أخيها في الحقوق والواجبات، منطلقاً من تعاليم الإسلام الحنيف الذي نظم العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس الرحمة، والمودة، والتعاطف، والتكاتف، واستناداً على النظام الأساسي للحكم الذي ينص على أنّ الحكم يقوم على أساس العدل، والشورى، والمساواة، وفقاً للشريعة الإسلامية.
وترجم خادم الحرمين تلك الأسس إلى أفعال على أرض الواقع، من خلال برنامج الابتعاث الذي شمل الجنسين، حيث فتح الباب على مصراعيه لتأهيل المرأة السعودية علمياً وتقنياً، عبر بذل الملايين لتعليمها في أرقى جامعات العالم، حتى تعود وهي قادرة على خدمة وطنها، عن طريق تعيينها في مناصب رفيعة في مؤسسات الدولة المختلفة، وإتاحة الفرصة لها لتتولى قيادة جهات متعددة.
أسوة حسنة
وقد حدد الملك عبدالله مسؤوليات المرأة السعودية في أداء واجبات وأداور متعددة لخدمة وطنها، قائلاً -حفظه الله-:"إنّ المرأة السعودية تحمل مسؤولية أكثر من واجب، أن تحافظ على استقرار المجتمع، وأن تساهم في بناء اقتصاد الموطن، وأن تمثل هذا المجتمع والوطن خير تمثيل خارجه وداخله، فتكون الأم الحانية، والمواطنة البانية، والموظفة المجدة، وتكون في الخارج سفيرة وطنها ومجتمعها، ولها في دينها وعقيدتها وقيم مجتمعها أسوة حسنة".
وشدد أيضاً على رفضه التام لأي اتهام يوجه إلى بلاده بالتقليل من شأن المرأة، حيث قال -حفظه الله-:"لن نسمح بأن يقال إننا في المملكة العربية السعودية نقلل من شأن أمهاتنا، وأخواتنا، وبناتنا، ولن نقبل أن يلغى عطاءٌ نحن أحوج الناس إليه"، مضيفاً:"إنّ قيادة هذا الوطن لن تسمح لكائن من كان، أن يقلل من شأن المرأة أو يهمش دورها الفعال في خدمة دينها وبلادها".
عواصم الاغتراب
ويفتخر الوطن بقامته النسائية "د.ثريا عبيد"، وبكل ما أنجزته في مشوارها الطويل، خلال (47) عاماً منذ بدء أعمالها الريادية والدولية خارج الوطن، من التمثيل الدولي والمشاركة المحلية، حيث عاشت سنواتٍ طويلة من الكفاح والخبرة، وانطلقت بين عواصم الاغتراب في مشوار التعليم، وتنقلت بين مطارات العمل، حتى تحول المُعجزْ إلى مُنجزْ، والمُؤمل إلى مَحفلْ، ووصلت إلى محطة النجاح، لتتوج بما حلمت به، فكانت خير مثالٍ للمرأة السعودية العصامية، التي قدمت لوطنها الكثير فقدم لها أكثر.
شكراً لقائدنا العظيم
وترى «د. ثريا عبيد» -عضو مجلس الشورى- أن تقلدها لوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وحصولها على شخصية العام -بعد مشوار من العمل والعطاء وصعودها على منصة التكريم كأول سعودية في مهرجان وطني بعد سنوات من استحواذ الشخصيات الرجالية- أنه شرف لها في مهرجان الوطني لتراث والثقافة.
وقالت ل»الرياض»:»ليس مهرجاناً فقط وطنياً، بل هو عربي ودولي بالنسبة للمشاركين فيه، فهم يأتون من مشارق الأرض ومغاربها ليشاركونا في مهرجان التراث والثقافة، وإن كنت قد كرمت في سنواتي الماضية من قبل دول مختلفة ولكن لا يعلو تكريم علي تكريم بلدي، خاصة انه بقرار سامٍ من والدنا وولي أمرنا الملك عبدالله بن عبد العزيز -حفظه الله-، لذا أتقدم له باسمى آيات الشكر، راجية الله أن أكون دائماً مكان الثقة»، مضيفة: من الطبيعي أن يكون هناك فرحة في قلبي ورهبة في نفسي؛ لأنني أسمع في ضميري كلمات خادم الحرمين الذي قال لنا عندما أدينا القسم للدورة السادسة لمجلس الشورى أن قراره تكليف وليس تشريفاً، وتكريمي هذا هو بمثابة تكليف بأن أقوم بواجبي بكل صدق وأمانة.
المرأة والتنمية
وحول مشوارها الطويل في الأعمال الدولية ذكرت «د. ثريا» أنه جاء بإرادة الله وليس بتخطيط منها، حيث كان عام 1975 حافلاً دولياً؛ إذ انعقد أول مؤتمر دولي حول المرأة والتنمية في المكسيك، واتفقت الدول المشاركة أن يكمل الالتزام العالمي بحقوق المرأة العمل على الصعيد الإقليمي والوطني؛ فأعلنت كل اللجان الإقليمية التابعة للأمم المتحدة (وهي خمس لجان) عن وظائف قليلة لبرنامج حول المرأة والتنمية، ومن هنا أعلنت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) -التي انطلقت كمؤسسة دولية إقليمية في عام 1974- عن وظيفة في أول السلم الهرمي من الفئة المهنية الدولية، وتقدمت لها وقبلت بدون أي تدخل من أي جهة، وشاء الله أن تكون الوظائف المخصصة للمملكة، مثلها مثل الدول الأخري حسب حصتهم في الميزانية شاغرة؛ فسهل ذلك توظيفي، خاصة وكنت مؤهلة علمياً لشروط الوظيفة، وهكذا شاء الله أن أعمل في الأمم المتحدة.
طريق النجاح
وأضافت:»أتذكر عندما خرجنا كموظفين للأمم المتحدة من بغداد بعد اجتياح الكويت في أغسطس 1990، وكنا من الرهائن في ذلك الوقت، وزعتنا الأمم المتحدة على بلادنا في انتظار موقع لإعادة تجميعنا، وكانت فرصة من عند الله إذ أمضيت في الرياض حوالي 18 شهراً بما فيها إجازة بدون راتب من عملي حتى أكون بقرب والدي الذي ظهر عليه تقدم السن وانعزاله بعد وفاة أخي إبراهيم، ثم بعده بحوالي (15 شهراً) توفي أخي طاهر، وقررت في ذلك الوقت أن أبحث عن عمل في الرياض لأكون قريبة منه، ولكن لم أجد من يوظفني وكان السبب الذي يقال إن مؤهلاتي أعلى من الوظائف المعروضة، وأصر والدي أن أرجع لعملي وكان أمر الله أن أحصل على ترقية بعد عودتي بسنتين؛ لأكون نائب الأمين التنفيذي، وبعدها انتقلت الى صندوق الأمم المتحدة للسكان، وعينت المدير التنفيذي للصندوق برتبة وكيل الأمين العام لأمم المتحدة، وحدث كل هذا بدون أي تخطيط مني، بل قادني الله في هذا الطريق».
نقطة التحوّل
وعن نقطة التحول من تجربتها العملية الدولية خارج المملكة، ودخولها عضواً في مجلس الشورى، قالت:»عندما تم الاتصال بي حول عضوية مجلس الشوري ترددت بعض الشيء، لأسباب عديدة منها رغبتي أن أكون حرة في أوقاتي التي لابد أن أقضيها بين أسرتي التي تسكن في أكثر من مدينة، فزوجي في القاهرة وابنتيّ في لندن، وأخواتي في جدة والرياض وبيتي في جدة كذلك، ولكن الجزء الأكبر من ترددي هو شعوري بالرهبة من المسؤولية وقدرتي أن أفيد بلدي بخبرتي الدولية، وفي الوقت ذاته، كان لا يمكن إلاّ أن أنتصر على نفسي، خاصة أن قرار التعيين هو قرار من المقام السامي الذي كرمني بدعمه ورعايته».
وأضافت:»من الطبيعي الاختلاف في طريقة العمل ونظمه بين العمل الداخلي والدولي، إضافة الى الوضع الاجتماعي داخل مؤسسات العمل الذي تعمل فيها المرأة، حيث يتطلب ذلك مني أن أصمت وأسمع وأنتبه حتي أستوعب ما يلزم للقيام بعمل أفضل، ولقد تعلمت الكثير في الفترة القصيرة من بدء العمل، ووجدت في الزميلات عضوات المجلس والعاملات في هيكل المجلس كل الخير، وشكري لهن واحدة واحدة».
المرأة السعودية
وأكدت «د. ثريا» أن المرأة السعودية نهضت من خلال التعليم الواسع المتاح لها داخل المملكة وخارجها، والأمل أن يعزز تمكينها من المشاركة في مهن تتماشى مع تخصصاتها، وأن يفعّل كل قانون ونظام أُعتمد لمشاركتها وتسهيل مهامها، فمثلاً نظام المحاماة للمرأة لم يفعّل حتى الآن حتي يتم الاعتراف الرسمي بها كمحامية تستطيع ممارسة مسؤولياتها على أكمل وجه، وهناك عراقيل مشابهة أمام سيدات الأعمال، وغيرها من المهن.
وقالت:»لا أرى إمكانية لتمكين المرأة في مجتمعنا إلاّ إذا تم الاعتراف بها كمواطنة لها حقوق مشروعة، ولابد من الإيفاء بها وتسهيل الإجراءات الرسمية التي تحتاجها لتقوم بعملها أو ما تحتاجه من أمورها الحياتية».
وأشارت إلى أنها فرحت جداً عندما التقت بالدبلوماسيات السعوديات أعضاء الوفد الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، ووجدت كل واحدة منهن ملتزمة ومجتهدة تكسب احترام الجميع، ثم التقت مع الأخوات العاملات في وزارة الخارجية في الرياض وفرحت بهن وبحماسهن وحبهن للعمل، وشاركت في دورة نظمها المعهد الدبلوماسي لمجموعة من الدبلوماسيين السعوديين الذين سيختار منهم الوفد الذي سيدعم وفد المملكة عندما تصبح عضواً في مجلس الأمن العام القادم 2014م -إن شاء الله-. وقالت:»تعرفت علي دبلوماسية متميزة بينهم، متميزة خلقاً وعلماً وخبرة، وهي إنسانية بمعني الكلمة، وهي الأستاذة منال رضوان، وبإذن الله يكتب الله لها النجاح كسيدة تفتخر المملكة بها، وأتمني أن آراها في المستقبل سفيرة لبلدنا أسوة بدول الخليج الأخرى، وسيتبعها كثيرات بكل تأكيد».
المرأة العربية
وعن ما ينقص المرأة العربية حتى تصل الى المناصب الدولية في الأمم المتحدة وتكون عضواً فاعلاً ومؤثراً في المنظمات التابعة لها؛ قالت: هناك أعداد لا بأس بها من النساء العربيات في المنظمات الدولية، وكلهن مؤهلات للعمل ولا ينقصهن شيء، وما تحتاجه المرأة العربية هو الدعم الرسمي للحصول على المناصب العليا، مثل وكيل الأمين العام والمنصب الذى أدناه في السلم الوظيفي مساعد الأمين العام، فلولا ترشيح خادم الحرمين لي لما أخذ ترشيحي بطريقة جدية، مشيرة إلى أن المناصب العليا هي أساساً مناصب سياسية، أي مناصب تعتمد على قرار سياسي وعلى الأمين العام للأمم المتحدة أو رؤوساء المنظمات المتخصصة مثل منظمة العمل الدولية أو اليونسكو أو الصحة التفاعل مع الدول الأعضاء، وتحقيق التوازن في تعيين الدول، وعلي الدول الأعضاء إبداء الاهتمام بتلك المنظمات والمشاركة فيها بشتي الطرق، خاصة مالياً، لأنه يعبّر عن التزام الدولة بتخصص تلك المنظمة، ولكن من الصعب أن يكون هناك عدد كبير من العرب في الوظائف القيادية؛ لأنه لابد للأمين العام أن ينظر الى كل الدول الأعضاء في الجمعية العامة وعددها 193دولة، أما داخل المؤسسات نفسها فعلى العربي أن يعمل بجد وأن يحصل على تقييم للأداء متميز، موضحة أن نظام التقييم والترقيات أصبح أكثر شفافية وتطور مع نظام القضاء؛ ليصبح أكثر مهنية بوجود قضاة يتعاملون مع شكوى الموظفين.
د.ثريا مع زعيم جنوب أفريقيا نلسون مانديلا بمكتبها في صندوق الأمم المتحدة للسكان
وتدعم بنات الوطن المبتعثات في حفل التخرج في لندن
.. وتحمل طفلاً لاجئاً في جمهورية بنين وتقدم مساعدات إنسانية باسم الأمم المتحدة
د. ثريا تبتسم أمام تقرير الأمم المتحدة حول إنجازاتها في الدول الفقيرة
.. وهنا تشارك في منتدى جدة الاقتصادي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.