نشاهد إعلانات طلب "معلم" شاورما. أو بيتزا أو فطائر. وهذا لكون المسألة ليس فيها طبخ. ولا سلق ولا قلي! شاورما: أصلها جاورما çevirme في التركية بمعنى لحم مطبوخ على نار متحركة. ولا تكاد تُعرف عند العراقيين إلا بكلمة " قَصّّ " - وعندي أن التعبير أبلغ، لكون المعلم يقص اللحوم ويضعها في الخبز. وأعتقد أن العملية أصعب من الطبخ العادي ولهذا سُمّي من يُشرف على العملية معلّماً . وكنا عندما نخرج إلى البر أيام الربيع لا نحتاج إلى "معلّم " مع أن الطبخ صعب وذو مراحل. قبل عقود ظهر إلى الوجود أول كتاب طبخ في العالم.. قامت بتأليفه امرأة انجليزية اسمها إليزابيث لامبرت. وقبل وأثناء تأليف الكتاب احتاج الأمر منها الى جولات في العالم..! وقد تلوح علامات الاستفهام أمام البعض منا. والسؤال هو: لماذا أرادت تلك المرأة أن تكون رائدة تأليف كتب الطبخ؟ بينما الآن نرى أن الطباخين في العالم من الرجال. وأقصد الطباخين التجاريين، أي أولئك الذين يؤدون مهاراتهم في مؤسسات تغذية أو فنادق. والسؤال هذا طرحته إذاعة لندن العربية في استعراضها للموضوع. وكان بودي أن أختلف مع إذاعة لندن في هذه الإفادة فأقول إن نساءنا هنا في هذا البلد، وهنّ لم يقرأن كتاب اليزابيث لامبرت، ولم يسمعن باسمها يُجدن الطبخ، بدون كتاب وصفات. وروت قصص شعبية كثيرة متصلة بجدارة المرأة في الطبخ وخطوطها الخفيفة التي تلامس التواقين إلى الأكل الشهي. فذكرت تلك الروايات أن أحد كبار الشخصيات المهمة في الديرة قد دعي إلى وليمة. فذاق الرز العنبر الجيد، وعندها قال للداعي: - وين لقيت الرز.. ما شاء الله؟ - فقال المضيف: هذا رز عنبر عراقي.. وصلنا حديثاً. فطلب الضيف كيساً منه... كي يجرّبه. وبعد أيام عاد الضيف/الشخصية ليقول للمضيف: الرز الذي أعطيتنا غير الرز الذي تذوقناه عندك. قال المضيف: يا محبّ.. أنت قلت لي أرسل كيس رز. ولم تقل «أرسل يدي فلانة».. يقصد التي أعدّت الرز.