وفقاً لتوصية نشرتها صحيفة الهيرالد صن الاسترالية فقد نوى خبراء جمعية علم النفس الاسترالية وبدءًا من العام القادم ضم إدمان الانترنت وخصوصاً عند الأطفال إلى قائمة أمراض الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والعقلية الشديدة. جاء ذلك بعد ملاحظة التزايد المخيف لأعداد المدمنين على دخول خدمة الانترنت باستخدام كافة أنواع الأجهزة والذين لا يستطيعون قطع الاتصال بسهولة وعفوية خصوصاً عند الأطفال المعتادين على الدخول إلى مواقع الألعاب حيث ساعد على ذلك انخفاض تكاليف خدمات الانترنت في العالم وتبسيط وتكثيف طرق الاتصال بها بالإضافة إلى تطور أجهزة الكمبيوتر و الاتصالات بجميع أنواعها وسهولة الحصول عليها واستخدامها . وعلق الدكتور "مايك كيريوس" من جامعة "سوينبورن للتكنولوجيا" والمشارك في هذه التوصية الطبية بقوله: إنه بعد القيام بالأبحاث الضرورية والتي قادت إلى بيان هذه الحالات ومدى إمكانية تفاقهما قد يساعد على وضوح تصنيفها وإيجاد طرق للوقاية منها وعلاجها مع تشديد الحرص على الأطفال الذين قد يتحول استخدامهم للتكنولوجيا إلى مشكله مرضية. وأضاف الطبيب النفسي "أميل هوزك" والذي يدير عيادة للعلاج من إدمان الانترنت والألعاب الإلكترونية في سيدني أن الأمر بات فعلاً يشكل مشكلة خطيرة بعد تزايد أعداد المراجعين لعيادته بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية وخصوصاً من المراهقين والأطفال الذين تبلغ أعمارهم أقل من 12 عاماً والذين يشكلون حوالي 70 بالمئة من المراجعين حيث وصف تصرفاتهم عند عدم تمكنهم من اللعب بأنهم كمن يعاني من آثار الإدمان الانسحابية وهي الضيق والتهيج والإحباط . فيما زاد الأخصائي النفسي "روسل لينروت" على ذلك بقوله ان استخدام التكنولوجيا هو من الأمور المحمودة الواجب تعلمها من الجميع وخصوصاً الأطفال ولكن يجب التنبه إلى أن ذلك من الواجب أن يكون بشكل متوازن ومتنوع ومفيد كي لا ينقلب البحث عن الفائدة إلى الوقوع في مشكله . وفي ذات السياق، خلصت دراسة أشرفت عليها أستاذة المعلوماتية بجامعة كالفورنيا الدكتورة "غلوريا مارك" إلى أن التقليل من التفقد المستمر للبريد الإلكتروني له أثر إيجابي على القلب . وكانت الدراسة التي خضع لها 13 متطوعاً من العاملين في أحد المكاتب وتم توصيلهم بأجهزة لمراقبة وقياس معدل ضربات القلب عندهم طلب منهم التقليل من تفقد بريدهم الإلكتروني بشكل مستمر قد توصلت إلى أن لذلك أثراً إيجابياً وواضحاً على انتظام معدل ضربات القلب ضمن المعدل الطبيعي بعد أن كانت في مرحلة الإجهاد وذلك خلال خمسة أيام من التجربة والمتابعة حيث كان سبب ذلك ابتعادهم عن أهم مسببات الضغط النفسي والبدني اليومية بالإضافة إلى تحسن مستويات التركيز مع القدرة على الأداء والانتاجية بشكل أفضل في الأعمال الأخرى بحسب قول المتطوعين .