فقيد الأمتين الإسلامية والعربية الأمير الرائد نايف بن عبدالعزيز

أيها الأمير العادل رحيلكم من الدنيا فاجعة كبرى ومصيبة عظمى ، هزت أرجاء المعمورة ( فالحمد للذي لا يحمد على مكروه سواه ) .
أيها الأمير الباسل : هنيئاً لحياتكم الكريمة التي حفلت ، من فضل الله على مقامكم الشريف ، بالخلال الحميدة والمزايا الفريدة تجسدت بعقلكم الرزين وخلقكم الكريم وتصرفكم الحكيم ، يا من جاهدتم في سبيل الله حق جهاده وكافحتم ابتغاء مرضاته ، ويا من أخلصتم الله في عباداتكم ومعاملاتكم ونصحتم لرعيتكم ، ويا صمام الأمن لوطنكم ، بعد الله ، والأمان لشعبكم ، ويا فارس المهمات العضال ، ويا من كابدتم مصائب الحياة وويلاتها، ويا من نصرتم للمظلوم ، وردعتم الظالم ، لقد سهرتم وتعبتم وضحيتم بوقتكم وفكركم وراحتكم ، لإثبات الحق والعدل ، ونثرتم الباطل ورائكم ظهرياً ، ويا من شهد لكم الملأ بالوفاء والنصح والإخلاص بجملة فئاته وصنوف معتقداته ، ويا من زرعتم حبكم في قلوب مجتمعكم بل بالعالم الإسلامي والعربي ، ويا من أجللتم العلماء ووقرتم الكبراء واحترمتم الشيوخ وأكرمتم النساء وحنيتم على الأطفال ، لا تخف ، أيها الأمير الغالي ، مما تقدم عليه من أمور الآخرة بإذن الله ، ولا تحزن أيها الفارس المحنك على ما خلفتم من شؤون الدنيا ستشفع لكم بإذن الله ولطفه وسعة رحمته ، أعمالكم الصالحة وقرباتكم الفاضلة وستقربكم ، بحول الله ، إلى الله زلفى ، وستجنون ، بكرم الله ، الثمار اليانعة في جنة الخلد ، لقاء ما قدمتموه لنصرة الإسلام وعزة المسلمين، وما يصلح البلاد والعباد ، لقد خلدتم لكم أيها الأمير الفاضل ذكرى خالدة ، وبصمات مجيدة ، سيتوارثها الناس جيلا بعد آخر ، راجياً من الله العلي القدير ، أن يعظم لكم الأجر ، ويجزل لمقامكم المثوبة ، على ما قدمتم وبذلتم لمجتمعكم وأمتكم ، لإصلاح أحوالهم الدينية والدنيوية ويعزز مكانتهم، في أرض الله وبين عباده .
كما أرجوه، تبارك وتعالى، أن يتغمدكم بواسع رحمته ويسكنكم فسيح جناته وأن يجعل قبركم روضة من رياض الجنة ، وأن يحسبكم من الصنف المستريح ، إلى رحمة الله (( إنه جواد كريم )) .
وختاماً لا نقول إلا كما قال سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم حال وفاة ابنه إبراهيم القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) وإنا بفراقك ، يا نايف المحبوب ، لمحزونون ، اللهم اجبرنا في مصيبتنا ولا تحرمنا من خير خلف لخير سلف ، يا حي يا قيوم ، ياذا الجلال والإكرام ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
*محافظة الزلفي