الشركات العائلية تقود 60 % من الناتج المحلي لدول الخليج    "الداخلية" تباشر منع دخول المخالفين بدون تصريح إلى مكة والمشاعر المقدسة    إمام المسجد الحرام: البلايا سنة إلهية وعلى المؤمن مواجهتها بالصبر والرضا    إمام المسجد النبوي: الاشتغال بما لا يعني سببٌ للتعاسة ومصدرٌ للخصومات والندامة    يايسله يعلق على مواجهة كاواساكي:    أمير القصيم يشيد بجهود جمعية "كبدك" في تنمية مواردها المالية ويثني على أدائها المميز    مغادرة أولى رحلات "طريق مكة" من إندونيسيا عبر مطار جاواندا الدولي إلى المملكة    المياه الوطنية تحقق المركز الثاني في جائزة التميز لتفضيل المحتوى المحلي    الهلال الأحمر بالشرقية يدشّن مشروع "معاذ" للسلامة الإسعافية بجسر الملك فهد    524 جهة عارضة من 20 دولة في أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2025    "العليان" يحتفي بتخرج نجله    "الراجحي" يحصل على الماجسير مع مرتبة الشرف    صعود الأسهم الأوروبية    امطار وزخات من البرد ورياح في عدة اجزاء من مناطق المملكة    مدير منظمة الصحة العالمية: وضع غزة كارثي ومليونا شخص يعانون من الجوع    نائب أمير المنطقة الشرقية يرعى تخريج الدفعة 46 من طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل    أمير المدينة المنورة يرعى حفل تخريج الدفعة السابعة من طلاب وطالبات جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    نظام جديد للتنبؤ بالعواصف    في إلهامات الرؤية الوطنية    ذواتنا ومعضلة ثيسيوس    الترجمة الذاتية.. مناصرة لغات وكشف هويات    الذكاء الاصطناعي يحسم مستقبل السباق بين أميركا والصين    أرقام آسيوية تسبق نهائي الأهلي وكاواساكي    الرياضة النبيلة والرؤية العظيمة    تهريب النمل    الفتح يتغلب على الشباب بثلاثية في دوري روشن للمحترفين    تشكيل الأهلي المتوقع أمام كاوساكي في نهائي دوري أبطال أسيا    غزة.. حصار ونزوح    المملكة نحو الريادة العالمية في صناعة الأدوية    ماجد الجمعان : النصر سيحقق «نخبة آسيا» الموسم المقبل    الوحدة يقلب الطاولة على الأخدود بثنائية في دوري روشن للمحترفين    تراجع الديمقراطية في أمريكا يهدد صورتها الدولية    الصيام المتقطع علاج أم موضة    تأثير تناول الأطعمة فائقة المعالجة    أمانة الشرقية تفعل اليوم العالمي للتراث بالظهران    تسع سنوات من التحول والإنجازات    سكرتير الأديان في بوينس آيرس: المملكة نموذج عالمي في التسامح والاعتدال    الجبير ووزير خارجية البيرو يبحثان تعزيز العلاقات    إطلاق 22 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في متنزه البيضاء    أمير تبوك: خدمة الحجاج والزائرين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة    بتوجيه من أمير منطقة مكة المكرمة.. سعود بن مشعل يستعرض خطط الجهات المشاركة في الحج    845 مليون ريال إيرادات تذاكر السينما في السعودية خلال عام    الحميري ينثر إبداعه في سماء الشرقية    "آفي ليس" تحصل على تصنيف ائتماني    خلال جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية.. إندونيسيا وروسيا تفضحان الاحتلال.. وأمريكا تشكك في الأونروا    عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»    مدير الجوازات يستقبل أولى رحلات المستفيدين من «طريق مكة»    أمير الشرقية يثمن جهود الموارد في إطلاق 6 فرص تنموية    انخفاض وفيات حوادث الطرق 57 %    بريطانيا تنضم للهجمات على الحوثيين لحماية الملاحة البحرية    العلا تستقبل 286 ألف سائح خلال عام    جامعة الملك سعود تسجل براءة اختراع طبية عالمية    مؤتمر عالمي لأمراض الدم ينطلق في القطيف    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    واشنطن تبرر الحصار الإسرائيلي وتغض الطرف عن انهيار غزة    أمير منطقة جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير محمد بن نواف : برنامج الابتعاث تم تأسيسه وفق خطط مدروسة وضعها الملك عبدالله هدفها الإنسان السعودي
رعى حفل تخريج الدفعة الثانية من طلاب وطالبات برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي في المملكة المتحدة وايرلندا
نشر في الرياض يوم 22 - 03 - 2012

خلال السنوت الأخيرة احتل التعليم العالي في المملكة ومنذ انطلاقة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي قبل سبعة أعوام، مكانة مهمة تتناسب مع واقع العلاقات الإيجابية، والأهداف الاستشرافية للدولة في صياغة وإعداد الشباب من الجنسين، وكان عدد الطلاب المبتعثين في عام 2008 للمملكة المتحدة وايرلندا لا يتجاوز 3000 طالب وطالبة، وخلال سنة واحدة ارتفع عدد الطلاب الى 14000 طالب وطالبة. وتأتي هذه الخطوة الجبارة لتزويد القوى العاملة في المملكة بثراء المنتج البحثي والعلمي لتتواكب مع التحديث والتطور الذي يعم الحياة ، وتتنافس مع العالم. وكانت هذه رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعمل من أجل بناء الإنسان وصياغة عقله ووعيه عبرهذا النهج التطويري الذي يمهد الطريق للمواطن السعودي لمستقبل واعد مضيء .
وإمتداداً لهذه الرؤية المتفوقة أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود، سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي في قاعة اكسيل في لندن، وهي أكبر قاعة للمؤتمرات في بريطانيا، حفل تخريج الدفعة الثانية من طلاب وطالبات برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي في المملكة المتحدة وايرلندا للعام الدراسي 2011/2012.
افتتح الحفل بمسيرة الخريجين والخريجات بحضور صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف، والملحق الثقافي د. غازي المكي، ووكيل جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية للتبادل المعرفي الدكتورمحمد بن سعيد العلم ممثلاً لمعالي مدير جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله ابا الخيل، وعدد كبير من منسوبي السفارة، ومديري المكاتب السعودية، وحشد كبيرمن الآباء الذين أتوا من المملكة خصيصاً للاحتفال بنجاح أبنائهم.
الامير محمد بن نواف ينقل فرحة القيادة
ثم القى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز كلمة حانية جسدت أماني وفرحة القيادة بتفوق أبنائها ، وحصولهم على تميز معرفي وثقافي ، وإنخراطهم قريبا في عملية البناء والتحديث ، والمساهمة في التنمية الشاملة ، وقال سموه :
الحمد لله الذي جعل العلم خير ما يُطلب، وشرَّفه بنسبته إليه وإلى أنبيائه وعباده الصالحين،
والصلاة والسلام على خير من بعثه ربه مُعلماً وهادياً، سيدنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين،
أصحاب المعالي والسعادة،
الأخوة والأخوات الآباء و الأمهات
أبنائي الخريجين والخريجات،
أيها الحفل الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعدني ويشرفني أن أكون معكم، هنا، اليوم، ونحن نحتفل بتخريج الدفعة المباركة الثانية من أبناء المملكة العربية السعودية، الذين أنهوا دراساتهم، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، للابتعاث الخارجي، وتخرجوا، بنجاحٍ وتميُّزٍ، في جامعات المملكة المتحدة وإيرلندا ومعاهدهما البحثية المتقدمة.
ولما لهذه المناسبة السعيدة من مكانٍ في نفسي، فإنني أشكر كل من تفضل فلبى دعوتنا وشاركنا هذه المناسبة المباركة، مؤكداً لهم أننا نقدر ما تعبر عنه هذه المشاركة من دعم ومساندةٍ وتشجيع.
خادم الحرمين يعقد الآمال على أبناء وبنات وطنه ليكونوا ركائز إعلاء بناء الوطن ومواصلة مسيرة التنمية
أيها الحضور الكرام،
منذ ما يزيد على العام تشرفت بحضور مناسبةٍ كانت، وستظل، علامة فارقة في سجل برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، للابتعاث الخارجي، هنا في المملكة المتحدة وايرلندا، ألا وهي الاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من مبتعثي هذا البرنامج المبارك، الذين زاد عددهم، يومها، على ستمائة خريجٍ وخريجة.
وبقدر ما كانت سعادتي، في ذلك اليوم البهيج، غامرةً وأنا أشارك في الاحتفال بقطف أول ثمار هذا البرنامج المستقبلي الطموح، فإن سعادتي وابتهاجي، بل وفخري، اليوم، لا تقل عما شعرت به في الاحتفال الأول، وذلك لأنني أرى عدد الخريجين والخريجات في هذه الدفعة قد تضاعف ثماني مراتٍ تقريباً، ليصل إلى ما يزيد على أربعة آلافٍ وخمسمائة خريجٍ وخريجة حازوا كل الدرجات العلمية الجامعية، في تخصصاتٍ ومجالات تزيد عما يمكنني حصره في كلمتي هذه.
جمعٌ مبارك ميمون من أبناء الوطن لم يتركوا تخصصاً علمياً إلا نالوه، ولا شهادة أو تقديراً أوتميُّزاً إلا أدركوه، ولا مجالاً من مجالات العزة والتقدم ترتفع فيه هاماتهم، ورايات بلادهم، وهمم إخوتهم وأخواتهم، إلا خاضوه واجتازوه بما يشرح الصدر ويُثلج النفس ويسر الخاطر من تفوقٍ وامتياز.
ركائز للوطن
إن أفراد هذا الجمع الميمون، سيشاركون، بإذن الله، إخوتهم وأخواتهم، الذين سبقوهم، والذين سيلحقون بهم، في تجسيد رؤيةٍ قياديةٍ مستقبليةٍ بعيدة المرمى، عقد فيها ذلك القائد المتفتح البصيرة، والدنا وقائدنا، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله، أمله، بعد التوكل على الله، على أبناء وبنات وطنه ليكونوا، بإيمانهم وعلمهم، ركائز إعلاء بناء الوطن، ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة المستدامة فيه لعقود مديدةٍ في المستقبل.
لهذا، فإنني، بعد حمد الله وشكره والثناء عليه بما هو أهلٌ له لما منَّ به من فضلٍ وتوفيق، أبدأ برفع صادق التهنئة إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين وإلى سيدي ولي عهده الأمين، رعاهما الله، بمناسبة تخرج هذه الدفعة الرائعة من أبناء مملكتنا الحبيبة.
والتهنئةُ، المقرونة بالشكر والتقدير، موصولةٌ، بعد هذا، إلى جميع القائمين على التعليم العالي في مملكتنا الغالية عموماً، وعلى تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي على وجه الخصوص. وأخص منهم بالذكر، في هذا اليوم المبارك، معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري.
كما لا يفوتني أن أهنئ، من كل قلبي، جواهر حفلنا هذا؛ الخريجين والخريجات أنفسهم، وأهنئ كذلك ذويهم، وأبارك لهم جميعاً ما منّ الله به عليهم من إحراز أرفع الدرجات العلمية من أشهر الجامعات ومراكز البحث العلمي في المملكة المتحدة وايرلندا، أما وطني العزيز، وهو من أوائل من يستحق التهنئة في هذه المناسبة السعيدة، فلا أحسب أن هناك تهنئةً أصدق تعبيراً من أن أكون مُشاركاً في حفل نَزُّفُّ فيه، إلى رحابه العزيزة الطاهرة، أكثر من أربعة آلافٍ وخمسمائة عقلٍ متميزٍ صقلتها أرفعُ العلوم وأكثرها تقدماً.
أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة قلبٍ عامرٍ بالولاء له ولقيادته الرشيدة، أيدها الله، ومتوقدٍ بحبه وبالتطلع إلى كل ما فيه رقيه ورفعته.
أكثر من أربعة آلافٍ وخمسمائة عزيمةٍ أثبتت سنوات التغرب في طلب العلم مضاءها وإصرارها على تجاوز كل عقبة أو صعوبةٍ تقف في طريق تحقيق آمالها.
سفير خادم الحرمين في بريطانيا بين أبنائه الخريجين
فإليك يا وطني العزيز، وإليكما يا سيدي خادم الحرمين الشريفين، ويا سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين، وأنا أعلم أنكما – حفظكما الله - معنا هنا عقلاً وقلباً وعاطفةً، نُقدم اليوم أغصاناً يانعةً من شجرة مستقبل وطننا الغالي الوارفة الظلال، وجمعاً من حُداة قافلة التنوير والنهضة والتقدم، التي تقودانها بحكمة وبصيرة. سائلين الله أن يجعل في هذا الجمع، وفيما قبله وبعده، الخير والبركة والتوفيق العميم.
أيها الحفل الكريم،
لا شك أن الناظر المتمعن يرى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، للابتعاث الخارجي يمثل مبادرةً متميزة تجسد رؤية قيادتنا الرشيدة وبصيرتها الثاقبة التي ترى بأن التقدم، للوطن والمواطن، لا يتحققان إلا بالتعليم المستنير، القائم على التوازن الدقيق بين ثوابتنا الثقافية والفكرية والأخلاقية، وبين قفزات التقدم العلمي والاقتصادي والاجتماعي الحديثة، مع الانفتاح، في نفس الوقت، على ثقافات العالم وحضاراته.
ومن نافلة القول أن هذه الرؤية إنما هي امتدادٌ لفكرة إستثمار بناء الإنسان السعودي على أسس أخلاقية وعلمية راسخة، تلك الفكرة التي كانت وما تزال الهم الأول الشاغل لقيادتنا الرشيدة، منذ عهد الوالد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله. وهي الفكرة التي حدت بقيادتنا الرشيدة إلى النظر إلى التعليم، عموماً، والتعليم العالي، بشكلٍ خاص، على أنه من أهم ركائز التنمية المستدامة والتقدم الحقيقي لدولتنا أعزها وحماها الله.
أبنائي وبناتي الخريجين والخريجات،
مع تهنئتي الصادقة لكم بالتخرج، أود، أن أهنئكم، كذلك، تهنئة خاصةً، لما بلغني من تحقيق العديد منكم للتميُّز الذي تمثل في براءات الاختراع، ودرجات الشرف والامتياز التي أحرزتموها في مجالاتٍ عديدة.
وإنني لأؤكد لكم أن ما حققتموه من إنجازاتٍ وتميُّزٍ ليس محلاً للرضا فحسب، وإنما هو سببٌ يُضاف إلى أسباب فخر وطنكم وقيادتكم وذويكم بكم.
أما وقد انقضى، اليومَ، الجزءُ الأكبر والأهم من مرحلة طلب العلم في حياتكم، فلا بد لي من أذكركم أن اختتام هذه المرحلة ليس إلا البداية لمرحلة أهم وأعظم تأثيراً، ينتظر فيها وطنكم، وقيادتكم، وأهلوكم منكم أن تضعوا ما تعلمتموه وما اكتسبتموه من خبرات ومعارف، في خدمة وطنكم والعالم كله.
وفي هذا، فإنني أذكركم بقول رسول الله، عليه الصلاة والسلام، في الصحيح : "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع...." وذكر منها، عليه السلام، "عن علمهِ فيما عمل به"، فمع أن اكتساب العلم والتفوق فيه هو من المفاخر التي يُحمد الإنسان عليها، إلا أن الفخر الحقيقي يكمن في إفادة الناس، كل الناس، من ثمار هذا العلم.
أبنائي وبناتي الخريجين والخريجات، إن بلادكم العزيزة لم تُبن بالأحلام ولا بالتواكل، وإنما وضع قواعدها جلالة الوالد المؤسس، الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، بتوفيق الله وتسديده، في سيرةٍ أشبه ما تكون بالملاحم، كانت قلوب آبائكم وأجدادكم وعقولهم وأيديهم، خلالها، متضافرةً مع قلبه وعقله ويديه.
واليوم، تتواصل ملحمة البناء في دولتنا، أعزها الله، على نفس النسق الرفيع الذي بدأت به. وهاهم قادة بلادنا الغالية، أيدهم الله، ينتظرون، بثقةٍ بالغةٍ قدومكم، وقدوم إخوتكم وأخواتكم من كل أصقاع الدنيا، لكي تواصلوا معهم المسيرة التي بدأها آباؤكم مع القائد المؤسس، فتتكاتف أيديكم مع أيديهم ومع إخوانكم، لتضعوا ما تعلمتموه موضع التطبيق في كل المجالات، ولتتواصل مسيرة التنمية الشاملة المستدامة في كل أرجاء المملكة ولكل أبنائها، ولتبقى مملكتكم وطن العزة والكرامة والرفاه والتنمية والخير للإنسان في كل أرجاء الأرض. فامضوا على بركة الله، جل وعلا، تحفكم عنايته ويسددكم توفيقه وتحيطكم ببركته.
الأمير محمد يرعى حفل التخرج
أيها الحضور الكرام،
صح عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قوله: "من لم يشكر الناس، لم يشكر الله"، لهذا فإنني أود، قبل أن أختم كلمتي هذه، أن أقدم صادق شكري وتقديري للمسؤولين والأكاديميين في جامعات المملكة المتحدة وايرلندا ومعاهدهما العلمية، على ما قدموه لأبنائنا وبناتنا من دعم ومساندة، وما زودوهم به من علمٍ ومعرفة، مؤكداً لهم أن الفوائد الجمة التي ستنتج عما اكتسبه أبناؤنا وبناتنا من معارف وعلوم، لن تكون حصراً على المملكة العربية السعودية وأبنائها فحسب، بل ستشمل، بإذن الله، وكما علمنا سيدي خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، كل الإنسانية في كل أصقاع الأرض.
وأختم كلمتي هذه بقول الله سبحانه وتعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ"، ثم بسؤاله، جل وعلا، أن يحفظ لنا بلادنا الغالية، أعزها الله، وقيادتنا الرشيدة، أيدها الله، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، ويجمعنا دائماً على الخير .
أكرر تهانيَّ لأبنائي وبناتي الخريجين والخريجات ولذويهم، وأكرر، كذلك شكري لمن أسعدنا بحضور حفلنا هذا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الطلاب يتعهدون بسدادالدين
بعد هذه الكلمة الضافية والشاملة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة تواصل الحفل تلا كلمة سمو السفيرفيلم وثائقي يشرح المسيرة التي شهدتها الملحقية الثقافية كما سلط الضوء على الطلبة والطالبات المتميزين مثل هاني شودري المبتعث السعودي الذي تم اختياره من قبل المجلس العلمي لجائزة نوبل العالمية ضمن أفضل 300 باحث على مستوى العالم في مجال الطب والفيسولوجيا لعام 2011، بعد ترشيحه من قبل جامعة أكسفورد في بريطانيا. ثم أعقب الفيلم الوثائقي كلمة الطلاب التي ألقياها سوياً الخريجة ريم بنت حمد العساف والخريج مصطفى بن حسين حلوي.
ومن خلال الكلمة عبر الطلاب عن مدى امتنانهم وقدموا الشكر للقيادة السعودية التي أعطتهم المفتاح ليمتلكوا العالم بأسره فمن خلال بعثاتهم أصبحوا الآن مسلحين بأقوى سلاح على الوجود وبالتالي هم الآن مؤهلون للعودة للوطن بشهادات وكفاءات وقدرات تمكنهم من المساهمة في دفع المملكة الى المستقبل المضيء .
كما اكد الطالب مصطفى حلوي "ان بلادنا التي هيأت لنا الفرص لمواصلة تعليمنا ومكنتنا من الدراسة والبحث وتحقيق طموحاتنا لتستحق منا كل ثناءٍ وردٍ للجميل وعطاء يسهم في نهضتها ورقيها ومواصلة مسيرة نمائها وتطويرها. ها نحن نعاهد الله ثم نعاهد الوطن على أن نبذل ما نستطيع لسداد الدين الذي طوقت به بلادُنا أعناقَنا فننخرطَ في ميادين العمل أونواصل السير في درجات أعلى من التعلمِ وتطوير الذات ولأن وطننا العزيزوقيادتنا الحكيمة وشعبنا الكريم ينتظرمنا الكثيروالكثير."
طلائع النهضة الحديثة
كما القى وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية للتبادل المعرفي الدكتور محمد بن سعيد العلم كلمة معالي مدير جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور سليمان ابا الخيل اوضح فيها ان هذا المشروع الجبار اتاح الفرصة للجميع بان ينهلوا من مصادر العلم والمعرفة من ارقى الجامعات العالمية، مشيرا الى ان الخريجين والخريجات هم طلائع نهضة المملكة العربية السعودية الحديثة التي يقود مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن ال سعود."
القيادة تحيي الطلاب
الى ذلك، القى الملحق الثقافي د. غازي المكي كلمة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري التي نقل من خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الامين الامير نايف بن عبدالعزيز، ودعواتهما للخريجين بالتوفيق والسداد. واكدت هذه الكلمة آلية برنامج خادم الحرمين الذي يصوغ مستقبلا اكاديمياً واعداً للمملكة، ويتيح لها مكانة متميزة بين الدول المتصدرة للتعليم العالي عالمياً. كما ورد ايضاً في هذه الكلمة "من نعم الله على مملكتنا الحبيبة ان خادم الحرمين الشريفين ببرنامجه الطموح ادرك بكل ثقة ويقين، ان عملية التحول الى مجتمع معرفي انما تتحقق نتيجة الاسهام الاقتصادي والاجتماعي للتعليم العالي، والإلتزام بمتابعة خطى التقدم العلمي المعاصر في سائر ارجاء عالمنا، وان نسهم بنصيب ايجابي في فلك العولمة ببعدها التعليمي." كما حث معاليه الخريجين والخريجات بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتق كل منهم، والآمال المرجوة من اخلاصهم في خدمة وطن الاباء والاجداد. واضاف، بان الحصول على الشهادة والتقدير الاكاديمي والمعنوي ليس سوى مرحلة تتيح لهم فرصة التعبير العملي في المستقبل للاسهام في رقي الوطن ونهضته.
عدد من الطالبات وفرحة التخرج
الأب يهنيء ابناءه
في ختام الحفل توجه صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف الى وسط القاعة ليشارك ابناءه وبناته الخريجين فرحتهم بهذا النجاح ويهنأهم بهذا اليوم المتميزالواعد. فأضفت هذه اللفتة الأبوية الفرح والبهجة الكبيرة عند الطلاب الذين أتاحت لهم الفرصة في هذا اليوم السعيد من حياتهم أن يعبروا لسموه عن مدى سعادتهم وامتنانهم لحرص سموه الشديد والمتواصل على راحتهم وامنهم وتيسيرمهمتهم والوقوف بجانبهم لتحقيق طموحاتهم في مسيرتهم العلمية. كما جرى التقاط الصورالتذكارية للخريجين والخريجات مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف.
الأمير محمد ل " الرياض ": الهدف الأساس .. الإنسان
واكد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف ان الدفعة الثانية من الطلاب والطالبات خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخاريجي دليل آخرعلى نجاح البرنامج. وقال سموه في تصريح صحفي ل"الرياض" بعد رعايته حفل تخرج الدفعة الثانية من البرنامج ان "برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخاريجي قد تم تأسيسه وبناؤه على رؤى واضحة وخطط مدروسة وعملية وضعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، وهدفها النهائي هو الانسان السعودي وضرورة امتلاكه لسلاح العلم والمعرفة فهذا هو احد العناصر الاساسية في تفوق الشعوب والاوطان".
واضاف سموه "والحمد الله فإن نتائج البرنامج وما نشاهده اليوم في العام الثاني على التوالي من جموع الطلبة والطالبات المتخرجين بكل تفوق وتميز لهو دليل على نجاح هذا البرنامج وان الوطن سيقطف قريباً ثمار نجاح هذا المشروع الوطني المعرفي العظيم".
كما اكد سموه ان هذا النجاح للبرنامج وللطلبة والطالبات هو حافز قوي لان ننظر الى طلابنا نظرة ايجابية. وقال سموه "يجب علينا ان نحسن الظن بطلابنا، فهم يسعون وراء هدف عظيم وهو اكتساب العلم والمعرفة من اجل المسلهمة في تقدم وازدهار بلادهم وهم يبذلون جهوداً كبيرة من اجل تحقيق هذا الهدف وهذه الجهود هي التي تستحق المتابعة والاشادة والتنويه".
وأشاد سمو السفير بالمشاركة الكبيرة من الوزارات ومن شركات ومؤسسات القطاع الخاص في معرض يوم المهنة، موضحا سموه ان حجم المشاركة دليل آخر على تميز هذا البرنامج وتميز الطلبة السعوديين. واضاف سموه "بدون شك فإن يوم المهنة وعلى هذا المستوى من المشاركة سيسهم في جعل مشاريع توطين الوظائف واقعاً معاشاً".
جانب من الطلبة الخريجين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.