يترقب الوسط الرياضي الكثير من القرارات التي يؤمل أن تصدر تحت عنوان «الإصلاح الرياضي»؛ بغية معالجة العطب الذي ضرب مفاصل الرياضة السعودية؛ ولم يعد خافياً أن أكثر ما يترقبه الرياضيون هو التغييرات التي يترقبونها على مستوى القيادات، وفي غير جهة من الجهات المتعلقة بالمنظومة الرياضية. وبقدر أهمية إحداث تغييرات في هيكلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب سواء على مستوى الصف الأول الخاص بالوكلاء والمستشارين، أو الصف الثاني المتعلق بالمديرين العامين؛ وكذلك على مستوى قيادات اللجنة الأولمبية ورؤساء الاتحادات والأعضاء فيها، إلا أن ما لا يقل أهمية عن هذا المطلب، هو المطلب الخاص بضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فثمة كوادر كثيرة مؤهلة وكفوءة ورامية للعمل من أجل العمل، وليس لأهداف وأجندات خاصة دخلت الحقل الرياضي؛ لكنها وإن أعطت بإخلاص وتفانٍ إلا أنها لم تعطِ بالمستوى المأمول منها، والسبب يعود في نظري لأحد أمرين؛ أما الأول فلكونها لم تتحرك وفق النطاق المفترض لها، والثاني لأنها وضعت في مناصب لا تتوافق وحجم إمكاناتها. ولعلي هنا أتذكر على صعيد اتحاد كرة القدم تحديداً رجل الأعمال ماجد الحكير الذي دخل الاتحاد وتسلم رئاسة اللجنة الفنية، ويومها كان هذا المنصب يوازي لجنتين من لجان الاتحاد الحالي هما اللجنة الفنية ولجنة المسابقات، وعلى الرغم من صعوبة المنصب وحساسيته وتفرعاته إلا أنه استطاع أن يديره باقتدار لكونه رياضياً متمرساً؛ رغم بعض التحفظات التي ظلت تطارده إزاء «الروزنامة» والعقوبات حتى غادر منصبه، وهاهي الأمور تبقى كما هي لم تتغير رغم مرور سنوات على رحيله؛ لكن ماذا لو تسلم الحكير منصباً يتعلق بالاستثمار؟، إنني أجزم بأن نجاحه سيكون مضاعفاً؛ لأن المنصب سيكون مفصلاً على مقاسه، حيث سيجمع بين كونه رياضياً، وكونه رجل أعمال متخصصا؛ بدليل ما يحققه اليوم من نجاح إن على المستوى الخاص، أو في مجلس التنمية السياحية، وفي الغرفة التجارية بمنطقة الرياض، ولست أبالغ إن قلت إننا فقدنا بسبب ذلك قيادياً بمواصفات المرحوم عبدالله الدبل. وأتذكر أيضاً الدكتور خالد التركي الذي سُلِّم عند دخوله الاتحاد واحداً من أصعب الملفات وأعني ملف الاحتراف، بما فيه من إشكالات وتعقيدات وهو الذي كان بعيداً عن الرياضة منذ زمن بعيد ليغادر منصبه الذي شغر بوجوده فترة طويلة، رغم أن دخوله للاتحاد كان مكسباً بكل الاعتبارات، كونه رياضياً ومسؤولاً حكومياً بامتياز، وكان بالإمكان الاستفادة من إمكاناته الهائلة لو أنه وضع في المكان الذي يليق به. في وقت بقي فيه مسؤولون يمسكون بمناصب هامة وحساسة، وبينما ظلوا يتقدمون بسببها كانت مناصبهم تتأخر بسببهم. مثل الحكير والتركي فقدت رياضتنا كثيرين وفي غير منصب، وما كان هيناً بالأمس لم يعد كذلك اليوم فرياضتنا تمر بمرحلة غاية في التعقيد، وتدخل في منعطف شديد الخطورة، وهو ما يتطلب قراءة فاحصة لكل الأحداث التي وضعت الرياضة السعودية في هذا المأزق، وإنني على يقين أن الأمير نواف بن فيصل يدرك ذلك جيداً، وهو ما يتطلب منه إحداث انقلاب على الواقع بغية إحداث التصحيح؛ شريطة أن يبدأ –بعملية تغيير وإحلال تقوم على مبدأ الرجل المناسب في المنصب المناسب.
