اليوم بعد مرور خمسين عاماً على إنشاء رابطة العالم الإسلامي يعقد في مكةالمكرمة مؤتمر إسلامي عالمي بعنوان: رابطة العالم الإسلامي.. الواقع واستشراف المستقبل برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ويهدف المؤتمر إلى: - إبراز رعاية قادة المملكة العربية السعودية لمناشطها ومساندتهم مهماتها ودعم رسالتها الإسلامية العالمية. - التعريف بإنجازات الرابطة خلال نصف قرن. - مراجعة مسيرة الرابطة وتقويم مناشطها وبرامجها. - وضع خطط جديدة لتطوير عمل الرابطة. - تمتين صلات الرابطة مع المؤسسات والشخصيات الإسلامية. - الإشادة بالرواد الذين أسهموا في إنشاء الرابطة وفي مسيرتها وأبناء مكةالمكرمة والوطن عامة يهنئون ولاة الأمر بهذا الإنجاز العظيم ، فقد وهبهم الله سبحانه وتعالى من الحكمة.. والعلم.. والبصيرة.. والإلمام بحقائق الحياة.. وموجباتها.. وبضرورات العلم ومعطياته.. وبمصالح المجتمعات الإسلامية ومقتضيات سلامتها عبر رابطة العالم الإسلامي ما سوف يعينهم على اتخاذ القرار الذي ينير الطريق ، ويهدي سواء السبيل ويخفف من المعاناة الإنسانية . وقد تم لمؤتمرات الرابطة انعقاد أربعةٍ منها ... فكان المؤتمر الإسلامي العام الأول في عام 1381ه ، وتأسست الرابطة بناء على قراره ... والمؤتمر الإسلامي العام الثاني في عام 1384ه ... والمؤتمر الإسلامي العام الثالث في عام 1408ه .. الذي كان من أهم توصياته ضرورة الإيمان بقدسية الحرمين الشريفين وتعظيم مكةالمكرمة والأشهر الحرم وشعائر الحج وأن أمن الحرمين أمر منوط بمن يلي أمرها من المسلمين ... والمؤتمر الإسلامي العام الرابع عقد في عام 1423ه .. واصدر المؤتمر ميثاق مكة للعمل الإسلامي واصدر بيان بشأن فلسطين واصدر قرار بتكوين هيئة عليا للتنسيق وملتقى عالمي للعلماء والمفكرين المسلمين. وقد أشرف على الرابطة رجال فضلاء.. أجلاء.. وعلماء لا يُشق لهم غبار.. بدءاً بمعالي الشيخ محمد سرور الصبان .. وانتهاء بمعالي الدكتور عبد الله التركي ومروراً بأصحاب الفضيلة المشايخ والدكاترة والعلماء .. الشيخ محمد صالح القزاز ، والشيخ محمد علي الحركان ومعالي الدكتور عبد الله عمر نصيف ومعالي الدكتور أحمد علي ومعالي الدكتور عبد الله بن عبيد.. وكلهم قد بذل الكثير من الانجازات الكبرى لصالح الأمة .. وأمن وسلام واستقرار العالم.. والتعريف بدين الله الحق لدى الغير. ومن المعروف أن هناك لجنة مالية لدراسة حاجات الرابطة ووضع مشروع ميزانية لها لإقرارها والعمل بموجبها والمملكة هي الوحيدة التي تتحمل نفقات الرابطة إلى الآن ، حيث كانت بداية ميزانيتها مليون ريال فلم تنقص الدولة دعمها بل زادته إلى " 80 " مليونا ف " 100 " مليون . ورابطة العالم الإسلامي هي منظمة إسلامية شعبية عالمية مقرها مكةالمكرمة تقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه ودحض الشبهات والافتراءات التي تلصق به وتنبذ العنف والإرهاب وتشجع على الحوار مع أصحاب الثقافات الأخرى. وتولي اهتماما كبيرا للأقليات المسلمة في العالم . واستطاعت الرابطة أن تبرز بتميزها عالمياً فأمست عضواً مؤثراً في أهم المنظمات الدولية ، مثل هيئة الأممالمتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، و منظمة التربية والتعليم والثقافة اليونسكو ومنظمة الطفل العالمية اليونيسيف ، ويعد المؤتمر الإسلامي العام أعلى هيئة تشريعية في رابطة العالم الإسلامي و منه تستمد الرابطة شرعيتها ، ويتكون من كبار دعاة الإسلام الناشطين في خدمته وحدود نشاطهم ينصب على القضايا الإسلامية الكبرى والعمل على حل مشكلات المسلمين وتحقيق مصالحهم وآمالهم المستقبلية ، ويليه المجلس التأسيسي وهو السلطة العليا في الرابطة التي تعتمد جميع الخطط التي تتبناها الأمانة العامة للرابطة. ويتكون هذا المجلس من " 60 " عضوا من الشخصيات الإسلامية يمثلون الشعوب والأقليات المسلمة، ويليه المجلس الأعلى العالمي للمساجد هو هيئة اعتبارية يقوم بتفعيل عمارة المسجد بحيث يعود المسجد منطلقاً معاصرا حيويا لجميع ما يتعلق بحياة المسلمين الدينية والدنيوية ويؤدي وظيفته التي كان يقوم بها في صدر الإسلام، وحماية المساجد والأوقاف الإسلامية من الاعتداء عليها وبخاصة المسجد الأقصى . تدعو الرابطة عامة الشعوب إلى التسابق لخير البشرية جمعاء وإسعادها وتحقيق العدالة ورفع الظلم ، ساعية لإيجاد المجتمع الإنساني الأفضل ، وقد قطعت شوطاً كبيرا في توحيد صف وكلمة المجتمعات الإسلامية رغبة في التآخي والتآلف بينهم ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ) "الأنفال: 63" لا عن طريق الشعوبية البغيضة ولا عنصرية تضاد الإسلام ، وكانت الاستفادة من موسم الحج طريقة مثلى لتقريب أصحاب الفكر وقادة الرأي من بعضهم وتوثيق عرى التقارب بينهم وحثهم على تقديم الحلول العملية لدفن خندق الشقاق.. ومن أهدافها تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على مستوى الدول ، وتطوير أساليب نشر الإسلام بما يتفق مع القرآن الكريم والسنة المطهرة . وتعمل الرابطة جاهدة لرفع مستوى الوسائل الإعلامية والدعوية والتربوية والتعليمية والثقافية بما يواكب تقنيات العصر . واستخدامها فى إقامة الندوات والدورات التأهيلية والتدريبية ، كما تشرف على مجمع الفقه الإسلامي سعياً لتوحيد الفتوى لحلول إسلامية تناهض مشكلات العصر. وقد حققت الرابطة دوراً عظيما في النشاط العالمي المؤدي إلى نشر اللغة العربية ورفع مستوى تعليمها في أوساط الشعوب المسلمة العربية وغير العربية من خلال مراكزها الإسلامية المنتشرة عالمياً، ولا يخفى على منصف دورها الكبير في تقديم الإغاثة العاجلة للمسلمين المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية ، والإسهام البين في برامج نشاط المساجد وعمارتها عالمياً. .لقد أسهمت الرابطة إسهاما فعالا في دعم الأقليات المسلمة في العالم ، عن طريق إداراتها المختلفة ومساعدتها في التغلب على بعض المشاكل التي تعاني منها مثل الجهل والفقر والمرض ، وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى حفظ هويتهم الإسلامية من الحملات التنصيرية ، وقد تم تقديم الكثير من المعونات لتعمير المساجد وبناء المدارس والمراكز الإسلامية لتنشيط العمل الإسلامي ولإظهار المعالم الإسلامية في أوساط الأقليات المسلمة. كما طبعت ترجمة معاني القرآن الكريم والكتب الإسلامية بلغات بعض الأقليات المسلمة وتوزيعها ... والله من وراء القصد ،،، *جامعة أم القرى .