أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" خالد مشعل مجددا في دمشق عن رغبة الحركة في التوصل الى مصالحة فلسطينية، معتبرا ان ما يقف بوجهها هو الفيتو الاميركي المفروض عليها من اجل اضعاف موقف المفاوض الفلسطيني. وقال مشعل في لقاء جمعه مع الاعلاميين في دمشق "ان المصالحة الفلسطينية عليها فيتو اميركي" مؤكدا انه سمع من "مسؤوليين عرب وأوروبيين كلاما واضحا بعضه من (المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج) ميتشل بان الاميركيين لن يسمحوا بالمصالحة الا اذا خضعت حماس لشروط الرباعية". وتطالب اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة "حماس" بالتخلي عن المقاومة والاعتراف بالكيان الاسرائيلي الغاصب، وتدعو الى حل يستند الى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تنفيذاً لخارطة الطريق الدولية التي رفضت (اسرائيل) تنفيذها ووضعت 14 تحفظا عليها. وتابع مشعل "ان المصالحة ليست فقط مرفوضة وعليها فيتو أميركي ولكنها ليست مطروحة على الطاولة أصلا فالمطروح اليوم هو استئناف المفاوضات". وعزا هذا الفيتو "لكون المفاوض الفلسطيني في ظل الانقسام يسهل أكله وتطويعه بينما المفاوض المستند على المصالحة والوحدة الوطنية ووثيقة الميثاق الوطني 2006 سيكون صعبا" متهما الولاياتالمتحدة "بالبحث اليوم عن انجاز سياسي خارجي ولو شكلي". وحذر مشعل من ان "المفاوضات في ظل اختلال موازين القوى تعتبر استسلاما وان من يذهب الى المفاوضات بدون أوراق قوة هو انتحار" مؤكدا ان "السلام كما الحرب يلزمه موازين قوى". وأكد انه "طرق الأبواب قبل قمة سرت وأ؟ثناءها وبعدها وكانت النتيجة واحدة بان المصالحة ضحية الفيتو بسبب وجود أولوية ثانية هي استئناف المفاوضات" مؤكدا استعداده للتفاوض مع جميع البلدان ما عدا (اسرائيل). واشار مشعل الى ان الانقسام في البيت الفلسطيني قديم الا انه "كان في الخارج سابقا بينما اليوم هو انقسام داخلي وجغرافي" مضيفا "ان اسرائيل تلعب على هذا الواقع وتحاول إقامة كيانين وتفتيت مشروع الدولة الفلسطينية". وقال "ليس لدينا من خيار. هناك خلاف سياسي مع فتح، لكننا سكان بيت واحد مهما اختلفنا سياسيا ولا بد ان نتفاهم ونتعايش ضمن معيشتنا في البيت الواحد". وتابع "يمكن للناس ان يختلفوا سياسيا عندما يكونون بعيدين جغرافيا ولكن في الداخل لا يمكن الا صياغة صيغة تعايش" مؤكدا على أهمية ان يتم ذلك "في ظل قاعدة ديمقراطية وعلى وجود نوع من التوافق الوطني يضم الجميع بعيدا عن صيغة التفرد". واضاف "اما ان نحتكم للديمقراطية او ان نتفق على صيغة جبهوية تضم الجميع وتوجد قواسم مشتركة في البرامج السياسية". وحول إمكانية قيام حرب قادمة مع (اسرائيل) أجاب مشعل "اننا لا نجزم بالغيب ونحن لا نسعى للحرب ولكن إن وقعت الحرب فنحن سنقاتل قتال الرجال" مضيفا "اننا لا نعلن الحرب ولكننا نستعد لها لان عدونا مجرم ولان القتال والحرب والارهاب هي جزء من شخصيته". وتابع "ان مبررات الحرب لدى اسرائيل متوفرة وهي تعتمد على مدى ثقة اسرائيل على الانتصار فيها فمبدأ الحرب وقرار الحرب موجود ولكن يبقى تقرير التوقيت". وأكد ان الحرب لم تعد نزهة لدى اسرائيل" معتبرا ذلك "انجازا للمقاومة". وحول ملف التفاوض المتعلق بالجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط المحتجز في غزة أكد مشعل ان لا جديد بشأنه بسبب "تراجع نتانياهو عن عرضه قبل الاخير بعد اجتماعه مع الحكومة المصغرة". وأكد ان "الاميركيين تدخلوا لدى نتانياهو وطلبوا منه عدم اتمام الصفقة لان ذلك يدعم حماس ويضعف محمود عباس" وعلق مشعل على بث شريط الرسوم المتحركة المتعلق بشاليط في نهاية نيسان/ابريل والذي يوحي بانه سيلقى حتفه، فقال انه يشكل انتصاراً نفسياً على (اسرائيل) مشددا على ان "من حق المقاومة لعب لعبة نفسية ضد اسرائيل كما تفعل اسرائيل". وقال ان "حماس" أرادت ان تحاربهم بطريقة "مبتكرة" وتعتمد اسلوب التكنولوجيا الذي تعتمده اسرائيل مشيرا الى ان "مجرد انزعاج اسرائيل هو بمثابة انتصار للمقاومة". وشريط الصور المتحركة الذي بثته كتائب القسام على موقعها أواخر نيسان/ابريل يظهر والد شاليط امام نعش ابنه وكان الهدف منه الضغط على اسرائيل في إطار المفاوضات حول عملية تبادل أسرى.