كشفت وكالة الأنباء الفرنسية امس استنادا إلى تصريح مصدر أمني مالي لم يكشف عن هويته، أن خمسة عسكريين ماليين لم يذكر رتبهم العسكرية، يوجدون حاليا بمستشفى جزائري نقلوا إليه على وجه السرعة بعد تعرضهم لإصابات خطيرة، عقب تعرض شاحنة كانت تقلهم إلى كمين إرهابي بواسطة لغم زرع بمنطقة "تينزاوطين" على الحدود بين مالي والجزائر. وأوردت الوكالة نفسها تصريحا آخر لمسؤول أمني جزائري يوجد بشمال مالي فضل عدم الكشف عن اسمه، أكد نقل الجرحى إلى مستشفى جزائري لم يذكر اسمه، وأن إسعافات طبية استعجالية قدمت لهؤلاء فور وصولهم المستشفى. وذكرت الوكالة أن زعيم متمردي طوراق المالي، إبراهيم آغ باهانغا، كان قد لجأ العام 2009 إلى تلغيم جهات من منطقة الشمال أدت إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين الماليين والجزائريين وكذا عناصر من الجيش المالي. ويأتي استقبال الجزائر الجرحى العسكريين الماليين في ظرف تشهد العلاقات بين البلدين حالة من التوتر على خلفية إطلاق حكومة باماكو سراح الإرهابيين الأربعة، الذين كانت تحتجزهم القاعدة مقابل الإفراج على الرهينة الفرنسية بيير كامات من بينهم جزائريان اثنان مطلوبان لدى مصالح الأمن الجزائرية متورطان في قضايا إرهابية، كما يأتي تجميد حكومة المالي اتفاق السلام الذي رعته الجزائر صيف 2006 بين الفرقاء من عناصر الحركة من أجل التغيير التي يقودها زعيم متمردي الطوارق إبراهيم اغ باهانغا، وممثلين عن حكومة المالي، وحلّ لجنة المتابعة لاتفاق الجزائر في يونيو/ يوليو 2009، وهو الاتفاق الذي دعا إلى التهدئة والتخلي عن العمل المسلح، واللجوء إلى الحوار بالانخراط ميدانيا في الاتفاق وحث الحكومة المالية على الإسراع في تنفيذ ما تعهدت به بالأخص، فيما يتعلق بإطلاق مشاريع تنموية مستدامة بمناطق فاو وكيدال وتنزاواتين المتاخمة للحدود الجزائرية.