أسعار الحديد تُهدد بإيقاف المشاريع تحت الإنشاء في الطائف

العدواني: الأزمة سيطال تأثيرها قطاع المقاولات والسوق العقاري

تخوف مقاولو الإنشاءات والتعمير في الطائف من تعطل إنشاء مشاريعهم جراء الأزمة التي تعيشها أسواق الحديد بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعاره.
وقالوا إن ارتفاع الحديد بلغ 20 في المائة، في ظل اعتذار ومماطلة الكثير من محلات بيع الحديد عن تلبية طلباتهم متذرعين بنفاد الكميات؛ نظرا لتلقيهم طلبات فاقت العروض بأضعاف.
وشاهدت"الر ياض" بالمنطقة الصناعية في الطائف الكثير من محلات بيع مواد البناء موصدة الأبواب، وطوابير من الزبائن أمام أبواب محلات أخرى قامت بتدوين أسماء الزبائن حتى يتم توزيع كميات الحديد عليهم في حال وصوله من ميناء جدة، وهو ما دفع بالكثير من العمالة التوجه إلى حراج العمال بحثاً عن أي عمل، بعد أن توقفت مشاريعهم ونشاط مؤسساتهم.
وأشار رئيس الغرفة التجارية الصناعية في الطائف نايف العدواني إلى أن ارتفاع أسعار الحديد غير مقنع ولا يوجد مبررات لارتفاعه، مبيناً أن عدداً من المقاولين والشركات العقارية أبدوا تخوفهم من العقوبات المتفق عليها في العقود الموقعة في حال التأخير في تسليم المشاريع خاصةً العامة، مؤكداً أنهم سيضطرون إلى توقف العمل إلى حين وضوح الرؤيا عن ارتفاع الأسعار واستمراره من عدمه.
وأكد أن هذه الأزمة سيطال تأثيرها قطاع المقاولات والسوق العقاري بالطائف، وهي خسائر سيتكبدها المقاولون وأصحاب المشاريع من جراء رفع الأسعار أو عدم وجود الحديد، خاصة عندما يتعطل العمل بأسباب عدم وجود الحديد، موضحاً أن وزير التجارة والصناعة قد أصدر قرارا بتحديد عقوبات لكل من يمتنع عن بيع حديد التسليح المصنع محليا أو المستورد أو يبيعه بزيادة عن الأسعار المحددة والمعلنة على الموقع الرسمي لوزارة التجارة والصناعة، بحيث يتولى إثبات المخالفات لجان مشكلة لهذا الشأن.
من حانبه ذكر المقاول صالح المسيلي أن سوقاً سوداء سماسرتها عمالة وافدة تبيع الحديد بزيادة تصل إلى 500 ريال في الطن الواحد، موضحاً أن مشاريع سكنية واستثمارية وحكومية مهددة بالإيقاف، إضافة إلى خسائر كبرى تكبدها المقاولون بعد تعطل مشاريعهم، وتوقف مؤسساتهم وعمالتهم عن العمل بعد أن انقطع الحديد من السوق.
وأضاف:" نخشى من تعثر المشاريع الكبيرة التي تخدم المنطقة خصوصا أن الطائف مقبلة على مشاريع كبيرة سواء المشاريع الصحية، التعليمية، والسكنية، وربما تعطل المشاريع يشجع على الاستيراد من الخارج في حال استمرار الارتفاع، كما اخشى عودة السوق السوداء التي نشأت في الفترة السابقة وتفرعت منها أسواق احتكارية انتهت بخسارة جميع الجهات سواء الموزع أو المستهلك، ويجب أهمية احترام ثقافة ووعي المستهلك، وعلى الجهات المسؤولة بضرورة مواجهة هذه الأزمة التي باتت تعصف بالسوق وحركة البناء والتشييد".
وفي السياق ذاته، أشار إبراهيم سعيد (صاحب مؤسسة مقاولات عمرانية) إلى أن الزيادة الأخيرة في سعر طن الحديد والتي تراوحت بين 100 و200 ريال، ستؤثر تأثيرا سلبيا على حركة البناء والتعمير في المملكة، متوقعاً أن تشمل تلك الزيادة ارتفاعات أخرى في مواد البناء المكملة، وأن بعض المصانع اتبعت أسلوب تخزين "السكراب"، تحسبا لتك الزيادة المتوقعة، لافتا إلى أن خسائر كبيرة تعرضت لها مؤسسات الإنشاء والتعمير تمثلت في تعطل الأيدي العاملة عن البناء بعد أن أصبحت محلات بيع مواد البناء تعتذر عن عدم وجوده، وأن هناك أكثر من 5000 مشروع مهددة بالتوقف من جراء هذه الأزمة.
من جهته أبدى المواطن سعد بن موفي شكواه من تلاعب بعض تجار الحديد بالطائف بالأسعار ومبالغاتهم في بيعهم للمواطنين، وقال:" أنا أحد المواطنين الذين ذهبوا ضحية لجشع هؤلاء التجار ودفعوا ضريبة لمبالغتهم في الأسعار. وللأسف الشديد هذه معاناة المواطنين مع ارتفاع أسعار الحديد من ناحية، وأزمة وجوده من ناحية أخرى قائمة، فمنذ فترة كنت في حاجة لشراء كمية من حديد التسليح الصلب وبعد البحث عن عدة مؤسسات متخصصة في بيع الحديد وجدت أن الأسعار متباينة وغير مستقرة، وعند ذلك هاتفت فرع وزارة التجارة بالطائف، وطلبت منه الوقوف على هذا التلاعب، حيث طلب مني تحديد مكاني وأرسل لي مراقبين وذلك في فترة وجيزة، وبعدما قام المراقبان بمساءلة بائع الحديد، وجهاني بشراء الحديد المطلوب مع أخذ فاتورة توضح السعر لكي تتم محاسبته، وهو ما تم فعله، وعلى إثرها تقدمت بشكوى لفرع وزارة التجارة بمحافظة الطائف".
وأضاف:" وهنا ظهر فارق السعر المبالغ فيه من قبل التاجر، إلا أنه وبعد استدعائه من قبل الفرع وبعد مداولات اعترف خطيا بزيادة الأسعار لديه، ولكنه اكتفى بإعادة المبلغ الزائد لي، دون أي عقاب من قبل المسؤولين بفرع التجارة بالطائف، وهو الأمر الذي دعاني لإرسال برقية شكوى لوزارة التجارة بالرياض".
في حين أن أحد الباعة أفاد أن أسعار الحديد شهدت ارتفاعاً بواقع 200ريال في الطن الواحد، كما شهدت محلاتهم طلبات كبيرة قد يعجزون عن تلبياتهم الأمر الذي دعاهم لفتح قوائم انتظار طويلة لزبائنهم، وأضاف:" في حال وصول كمية من الحديد من ميناء جدة، نقوم بتلبية 50 في المائة فقط من هذه الطلبات، وارتفاع اسعار الحديد في الطائف كالتالي: طن الحديد 18 ملم بسعر 2520 ريالاً، وطن الحديد 16 ملم بسعر2340 ريالاً، وطن الحديد 14 ملم بسعر 2370 ريالاً، وطن الحديد 8 ملم بسعر 2560 ريالاً، ولكن مع هذه الأسعار لا يوجد أي كمية للبيع، بل على الزبائن الانتظار حتى وصولها من الميناء.
مشاريع تحت الانشاء توقفت بسبب الاسعار المبالغ فيها
مشاريع تحت الانشاء توقفت بسبب الاسعار المبالغ فيها