كشف الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية الأستاذ الدكتور حسين الفريحي عن قرب التوصل إلى اتفاق مع السلطات الصحية الكندية لتنظيم العلاقة بين البلدين وخاصة في مجال التدريب وتبادل الممتحنين والخبرات وتطوير المناهج وصولاً للاعتراف المتبادل بين البلدين بالبرامج الصحية المحلية. وأكد الفريحي أن كل الظروف مهيأة حالياً لتحقيق هذا الهدف حيث تم الاتفاق على إيجاد فرع للكلية الملكية بكندا بالمملكة كما وافق مجلس الوزراء الموقر قبل سنتين لتخصيص مكتب لهذه الكلية بمبنى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لتسهيل التواصل معهم. وأكد الفريحي ل " الرياض" حرص الهيئة للوصول إلى هذا الاتفاق قبل نهاية هذا العام مبيناً أنه تم التفاهم على وضع الأساس واللبنات والأطر للاعتراف ببرامج المملكة المحلية كما تم الاتفاق على مراجعة تقارير الأطباء الذين تخرجوا من جامعات المملكة وابتعثوا إلى كندا للحصول على تخصصات دقيقة. وأشار إلى أن وفداً رفيع المستوى من الكلية الملكية الكندية قد زار المملكة مؤخراً وهو يمثل المجلس الذي سيقر نوع وطبيعة العلاقة حيث للنظر الميداني في التدريب لكافة مستشفيات المملكة بالقطاعات الصحية المختلفة مؤكداً أن كل التقارير التي وردت عن الأطباء الذين تم ابتعاثهم إلى فرنسا وألمانيا وأمريكا واستراليا كانت ايجابية إضافة إلى ذلك فإن التقارير الواردة عن الأطباء المتدربين بكافة البرامج الكندية تشيد بأدائهم مما يقوي موقف المملكة في هذا الشأن. وقال : " الاعتراف المتبادل بين البلدين سيعطي الصبغة العالمية لبرامج المملكة كما يتيح الفرصة للسعوديين الحاصلين على التخصص العام في الباطنية والجراحة والأطفال للحصول على تخصص دقيق مثل العقم والسرطان وأمراض الدم حيث يمكنهم من الجلوس لامتحانات الزمالة الكندية مشيراً إلى أن تميز كندا في التدريب الصحي يرجع إلى نظامهم المنهجي والواضح والمقنن كما يتم التدريب حسب الأنظمة واللوائح المعتمدة في مستشفيات تدريبية. وأضاف بان العلاقة بين البلدين في مجال التدريب تمتد لأكثر من (30) عاماً عندما بدأت المملكة توفد الأطباء للاختصاص وأن هناك مساعي قديمة تعود لأكثر من (20) سنة لتوطيد هذه العلاقة ووضعها في أطر تعاقدية وواضحة كما ان الأطباء السعوديين الحاصلين على شهادة الاختصاص الكندية يمثلون الشريحة الثانية بعد الحاصلين على الاختصاص في المملكة أي إن كندا تمثل البلد الأول من ناحية عدد السعوديين الحاصلين على الاختصاص من الخارج حيث بلغ عدد السعوديين المتخرجين من كندا أكثر من (2000) اختصاصي. ولفت إلى ان المملكة تعتبر الدولة الأولى على مستوى الشرق الوسط وشرق أوروبا من حيث عدد البرامج التدريبية حيث بلغ عددها 56 برنامجاً تدريبياً تغطي معظم التخصصات الدقيقة مقابل 62 برنامجاً بالكلية الكندية مبيناً أن المملكة بلغت هذا العدد الكبير من البرامج بفضل وجود مستشفيات ومراكز تدريبية على مستوى عال من التجهيز والتأهيل مما وصل بها إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي وأشار إلى أن عدد الأطباء المتدربين بلغ هذا العام 3000 طبيب مما يؤكد امكانية استيعاب الكم الهائل والنسبة العالية من خريجي الجامعات السعودية حيث يوجد 66 مركز تدريب عالي المستوى مبيناً أن المملكة ترعى برامج التدريب في البحرين وشريكاً كاملاً لها كما تعتبر المملكة هي الجهة الممتحنة لسلطنة عمان حيث تقوم الهيئة السعودية للتخصصات رغم وجود المجلس الطبي العماني وبحكم خبرتها وقوتها بامتحانات الزمالة العمانية كما تعتبر المملكة عضواً رئيساً وأساسياً في شمال الجزيرة العربية وقال إن حرص المملكة على الحصول على الاعتراف المتبادل مع كندا يأتي في اطار حرصها للحصول على اعتراف دولي وعلاقات دولية وزيارات متبادلة بالإضافة إلى البحوث المشتركة والتبادل التقني وتبادل الخبرات مع كافة دول العالم مشيراً إلى أن الحصول على الزمالة الكندية هو نوع من الطمأنينة وليس غير، حيث تتساوى المملكة وكندا في كل شيء عدا الجلوس للامتحان مبيناً أن جميع الأطباء الذين ذهبوا للتدريب بكندا وعادوا دون الجلوس لهذه الزمالة لم يكونوا على ضعف أو قصور حيث يتدربون في نفس الجامعات الكندية وأن الفرق الوحيد هو إعطاؤهم الشهادة. وحول عدم قبول كل الراغبين في أداء امتحانات الهيئة أشار إلى أن ذلك يعود إلى ان بعض الأطباء يتقدم بشكل متكرر والبعض الآخر يجلس أكثر من مرتين في السنة بهدف تحسين مستواه مشيراً إلى ان البرامج العامة مثل الباطنة والأطفال والنساء والتوليد والأشعة لا توجد بها أي إشكالية فيما يلاحظ ذلك في برامج التخصصات الفرعية مثل العظام والأنف والحنجرة والعيون والجلدية وذلك بسبب الطفرة التي يشهدها التعليم الصحي وانتقاء الطبيب السعودي للاختصاص الذي يؤهله للعمل بالقطاع الخاص.