يشكل الغاز الطبيعي مورداً اقتصادياً ثميناً ومهماً للكثير من بلدان العالم ومساعداً على تبوء قسم من هذه البلدان ومنها العربية والإسلامية مكانة اقتصادية متميزة بين البلدان كما أنه (الغاز) يستخدم في دعم الصناعات المختلفة التي تعاني من مشاكل عديدة أهمها عدم وجود مصدر للطاقة والغاز ويعتبر عاملاً مهماً في تحسين الواقع البيئي عند استخدامه بدلاً من المشتقات النفطية الملوثة كالديزل أو النفط وغيره، والفائدة الأخرى هي ما يوفره الغاز عند استخدامه في التدفئة وغيرها من الاستخدامات المنزلية. السؤال هل حان الوقت للاستفادة من هذه النعمة الإلهية. هناك طلب متزايد على الغاز الطبيعي كوقود حول العالم. وهو وقود نظيف يوجد في مناطق معينة فقط ومنطقة الشرق الأوسط إحدى هذه المناطق. ولكن أكبر المستهلكين للغاز الطبيعي - مثل أوروبا والشرق الأقصى - بعيدون جداً عن مناطق الإنتاج. ولذلك من المهم اقتصادياً نقل الغاز الطبيعي ومثل الهواء الذي حولنا تماماً، فالغاز الطبيعي في حالته الطبيعية يحتل مساحة كبيرة. ولكن يجب إرساله بكميات كبيرة لكي يكون مجدياً اقتصادياً. ويمكن إرساله إلى الزبائن في شكله الطبيعي عبر خطوط الأنابيب ولكن مد خطوط أنابيب إلى الزبائن الذين يبعدون آلاف الكيلومترات من مواقع الإنتاج ليس بالأمر العملي أو الاقتصادي، ولكن هناك طريقة أخرى. فإذا تم تبريد الغاز الطبيعي إلى 160 درجة مئوية تحت الصفر فإنه يصبح سائلاً وفي شكله السائل فإن حجمه ينقص بمقدار 600 مرة مما يجعل من الممكن تحميل كميات ضخمة من الغاز في ناقلات البترول وشحنه الى الزبائن حول العالم. فالغاز الطبيعي هو أفضل ما يمكن أن يحل محل النفط، لأنه أقل تلويثاً للجو من البنزين. يذكر هنا أن المنتج الرئيسي لوقود البنزين هو ثاني أكسيد الكربون. مع أنه غير ضار بالصحة، إلا أن ثاني أكسيد الكربون يحجب أشعة ما تحت الحمراء الشمسية، كما يحجب الحرارة التي يعكسها سطح الأرض ليلاً. عادة ما تكون القدرة على الاحتفاظ بالسخونة مفيدة. فمنذ بداية العصر الصناعي، بدأ مستوى ثاني أكسيد الكربون يتنامى إلى حدود تنذر بالخطر، ويعود السبب في ذلك إلى المحركات التي تعتمد على البنزين، إذ يؤكد الخبراء أن هذه العملية ستخل بجو كوكب الأرض. حيث يترك البنزين تأثيراً سلبياً آخر على البيئة. ذلك أن احتراقها لا يتم في المحركات بالكامل، فينجم عنها الغبار، وكمية من الهيدروكبرون غير المحروق، إلى جانب مركبات وسطية كما هو حال المونواكسيد واكسيد النيتروس. مع أن حياتها تكون قصيرة في الغالب، إلا أن هذه العناصر تعتبر سامة. كما أنها تتدنى تحت تأثير أشعة الشمس. ينجم عن ذلك في المدن الكبرى ما يعرف بالسموغ، وهو مزيج من الدخان والضباب الذي يتسبب بأمراض الرئة والأورام الخبيثة . يحتوي البنزين أيضاً على السولفر الممزوج بذرات الاكسجين والهيدروجين. ذرات السولفير تنتج ثاني أكسيد السولفر، وهو غاز سام يشكل الحوامض أيضاً تلوث الهواء هو السبب الرئيسي للمطر الحامضي، ما يؤثر سلباً على أحوال الطقس في مختلف أنحاء العالم. مقارنة مع البنزين، وللغاز الطبيعي فوائد قيمة من حيث البيئة. فهو يحترق بشكل أكمل من البنزين، ولا يخلف الغبار. رغم أن بعض المركبات الوسيطة تنجم عنه، كما هو حال الهيدروكاربون غير المحترق، ونيترات الأكسيد، ومونواكسيد الكربون. وكل هذا لا يساهم الغاز الطبيعي كثيراً في سموغ المدن. على خلاف البنزين، حين يتخلص الغاز الطبيعي من شوائبه، لا يعد يحتوي على السولفير، ولا ينجم عن حرقه ثاني أكسيد السولفير الضار جداً بالصحة وفي البيئة أيضاً. لا شك أن الغاز الطبيعي يؤدي إلى تسخين سطح الأرض، وذلك لامتصاص الحرارة عبر الغازات الجوية. إلى جانب أن حرقها يؤدي إلى إنتاج ربع ثاني أكسيد الكربون الذي ينجم عن البنزين، لدى ميثانتها غير المحترقة قدرة أكبر على امتصاص أشعة الشمس ما تحت الحمراء. على أي حال نسبة قليلة من كمية الميثانة المنتشرة تصدر عن الغاز الطبيعي. وينجم انتشار الميثانة بشكل رئيسي من اتلاف المواد العضوية والنفايات، ومن تربية الحيوانات، خصوصاً ما يخرج من المواشي من أوساخ. ولم تحدد بعد أهمية التقليل من انتشار الميثانة. ومازال الخبراء يرون أن مساهمتها أقل في عملية تسخين الأرض مما يفعله ثاني أكسيد الكربون، خصوصاً وأن الغاز يطلق سدس كمية الميثانة المنتشرة في الهواء كل عام. * جامعة الملك سعود، كلية إدارة الأعمال - قسم الاقتصاد