أكد د. عكرمة سعيد صبري بأن منزلة فلسطين في الإسلام، وفي قلوب المسلمين لا تخفى على أحد، وخاصة عندما يذكر المسجد الأقصى، لأن هذا يجعلنا كمسلمين أمام عدد من الارتباطات، أولها: الارتباط العقيدي: من خلال الإسراء والمعراج، والقدس كأرض للمحشر، أما الارتباط الثاني فهو: الارتباط التعبدي، أما الثالث: فالحضري والثقافي، الرابع: الارتباط التاريخي منذ القدم وحتى العصر الحديث. يواصل د. عكرمة، عرضه من خلال بدايات الأطماع الصهيونية في القدسوفلسطين، وصولا إلى الاستيطان بوصفه سرطان سكاني، محللا الإجراءات التعسفية، التي نفذها المخطط اليهودي، التي من أبرزها: إزالة حي المغاربة الإسلامي، مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي، إقامة أحياء سكنية يهودية، حرمان الفلسطينيين من البناء وغيرها ليختتم د. صبري، ورقته بالعديد من المقترحات، والمعالجات لحماية القدس من التهويد من خلال: المؤسسات الفلسطينية الحكومية منها والأهلية، تشجيع الإسكان، المجال التعليمي، المجال السياحي و المجال الصحي. أما الأستاذ شفيق الحوت فيوضح في ورقته، بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، للأمة العربية، وأن المساس بالمصير الفلسطيني يتجاوز الشعب الفلسطيني وأرضه، إلى المساس بمجمل المصير العربي، مشيرا إلى أن ما يميز القضية الفلسطينية، عن غيرها من قضايا الشعوب التي عانت تجربة الاستعمار، هو تصدي فلسطين للعدو المزدوج هما: الحركة اليهودية الصهيونية، وما لها من أحلاف من دول الاستعمار الغربي. ويضيف الحوت في رؤيته، لصناعة مسار موحد من خلال: الاستراتيجية، والتعددية والديمقراطية في إطار الوحدة، العلاقات بين الفصائل والشعب، وبين السلطة ومنظمة التحرير، في سبيل الخروج من الأزمة. الأستاذ مصطفى برغوثي يتناول الانقسام الفلسطيني من الواقع، متجاوزا نتائج الواقع إلى الأسباب التي أنتجت هذا الوضع الانقسامي بين الإخوان المنقسمين على بعضهم. ويؤكد البرغوثي على ثلاث وسائل فهم العدو، فهم أنفسنا، فهم الاستراتيجية التي ستخرج الفلسطينيين من نفق هذا الانقسام، كما يستعرض بعد ذلك البرغوثي العديد من الإحصائيات التي تزداد عاما بعد آخر في: الأسرى، الشهداء من الأطفال و النساء، وكبار السن، والمعاقين، والجسور اليهودية، والبوابات التي تزداد بأعداد كبيرة أغلبها لا يفتح سوى (50) دقيقة في اليوم. ويتناول د. أسامة حمدان قضية فلسطين من منظور عربي، وعالمي، مركزا على نواة الكيان السياسي الفلسطيني، من خلال استعراض لهذا الكيان مرورا بالعديد من الأزمات الفلسطينية، مجاوزا في حديثه بين هذا الكيان، وما يصاحبه من الكيان السياسي الصهيوني، منذ ممارساته الأولى، على أرض فلسطين، من خلال المنظومة التي ارتبط بها في تنفيذ مخططاته، وما صاحب هذين البعدين من ردود الأفعال. أعقب هذه الورقة، عدد من الأسئلة، والمداخلات، ليسدل الستار على ندوة: (فلسطين القضية..والأبناء المتحاربون) والتي أدارها: د. فهد بن عبدالله السماري، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة، للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، في دورته الثالثة والعشرين.