حققت المملكة معدلًا متقدمًا في انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ بلغ 23.7 %، وفقًا لتقرير "مايكروسوفت" لمؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2025، متقدمةً بذلك على اقتصادات كبرى مثل الصين واليابان والهند، وتتصدر الدول العربية في حجم استخدام التقنيات الذكية وتبنيها في مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية. وشدد خبراء اقتصاد على أهمية تحقيق مثل هذه الأرقام، التي تنعكس على الواقع الاقتصادي، مؤكدين ل"الرياض" أن هذا الإنجاز يعكس قوة الرؤية السعودية في بناء اقتصاد رقمي متكامل يعتمد على المعرفة والابتكار، وقال الخبير الاقتصادي محمد الحماد: "إن المملكة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أصبحت نموذجًا عالميًا في كيفية توظيف التقنيات الحديثة لخدمة التنمية المستدامة"، مضيفا "أن هذا التقدم لم يكن وليد المصادفة، بل جاء نتيجة تبني ولي العهد رؤية طموحة جعلت من التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي محورًا أساسيًا في برامج التنمية الوطنية، بدءًا من تطوير البنية التحتية الرقمية، مرورًا بإطلاق الإستراتيجيات الوطنية للذكاء الاصطناعي، ووصولًا إلى تمكين الكفاءات السعودية الشابة من قيادة مسيرة التقنية المستقبلية". وتابع، "لقد صنع ولي العهد أنموذجًا يحتذى به في الإدارة الاقتصادية الحديثة، حيث مزج بين الطموح الواقعي والاستشراف المستقبلي، فقاد مبادرات غير مسبوقة جعلت من المملكة مركزًا للتفكير المستقبلي والاستثمار الذكي، وما نشهده اليوم من نتائج ملموسة في مؤشرات الابتكار والذكاء الاصطناعي ليس إلا ثمرة لرؤية 2030 التي أعادت صياغة مكانة المملكة عالميًا". وأشار الحماد إلى أن المملكة تستثمر بقوة في بناء منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي تشمل التعليم، والأبحاث، وريادة الأعمال، والمشاريع الصناعية، مؤكدًا أن هذا التوجه يعزز مكانة المملكة ك"قلب تقني نابض" في الشرق الأوسط، مضيفا "من المثير للإعجاب أن تكون السعودية اليوم متقدمة على دول صناعية عملاقة، وهذا ما يبرهن على أن الاستثمار في العقول والابتكار هو الرهان الحقيقي للمستقبل"، مشيراً إلى الخطوات التي تنفذها المملكة، وقال: "إن مبادرة الاستثمار التي احتضنتها الرياض مؤخرًا أبرزت للعالم وجه المملكة الجديد، إذ كانت المبادرة منصة عالمية أظهرت كيف يمكن لرؤية ولي العهد أن تحول الرياض إلى مركز استثماري عالمي، يجمع بين الاقتصاد التقليدي والاقتصاد المعرفي بما يشمل قطاعات حديثة، كالذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل من المملكة بيئة جاذبة للمبتكرين والمستثمرين في التقنيات المتقدمة". الرؤية بين التقنية والإنسان وأبان أن ما يميز النهج السعودي هو توازن الرؤية بين التقنية والإنسان، إذ لا يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كغاية بحد ذاته، بل كأداة لتحسين جودة الحياة، ورفع الإنتاجية، وتطوير الخدمات الحكومية والتعليمية والصحية، مضيفا "هذا ما يجعل التجربة السعودية فريدة من نوعها، فهي لا تسعى فقط للحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة، بل لقيادتها إقليميًا وعالميًا"، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الطاقة، والنقل، والمالية، والتعليم، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل نوعية للسعوديين، مضيفاً "إن ما نراه اليوم هو ترجمة حقيقية لرؤية ولي العهد التي جعلت من المستقبل حاضرًا، ومن المستحيل ممكنًا، لتغدو المملكة أنموذجًا يُحتذى به في الذكاء الصناعي والابتكار الاقتصادي". وقال الخبير في نظم أمن المعلومات م. محمد العوامي: "إن الاقتصاد المرتبط بالذكاء الاصطناعي يشكل اليوم أحد أهم محركات النمو المستقبلي للمملكة"، مؤكداً أن ما تحققه المملكة من تقدم في هذا المجال يعكس رؤية اقتصادية عميقة تتعامل مع التقنية بوصفها ثروة وطنية جديدة لا تقل أهمية عن النفط، مضيفا "إن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على كونه تحولاً تقنياً، بل هو تحول اقتصادي شامل يعيد صياغة الإنتاجية، ويقلص الهدر، ويزيد من كفاءة الأعمال في مختلف القطاعات، مشيرا إلى أن كل ريال يُستثمر في الذكاء الاصطناعي اليوم يولّد قيمة مضافة مضاعفة في المستقبل، سواء عبر تعزيز التنافسية الصناعية، أو تحسين الخدمات الحكومية، أو تحفيز قطاعات جديدة بالكامل مثل الاقتصاد الرقمي والروبوتات والتحليل المتقدم للبيانات. وأبان أن المملكة تبنت نهجاً استراتيجياً يجعل الذكاء الاصطناعي عنصراً رئيساً في تنويع مصادر الدخل الوطني، مضيفاً "إن المشاريع الكبرى مثل نيوم وذا لاين والقدية تمثل نماذج حية لاقتصاد ذكي يعتمد على التحليل العميق، والأتمتة، والإدارة الذكية للطاقة والموارد، ما يعزز موقع المملكة كمركز عالمي للابتكار والاستثمار في التقنيات المتقدمة"، مشيرا إلى أن المملكة نجحت في بناء منظومة رقمية متكاملة جاذبة للمستثمرين العالميين، بفضل بيئة تشريعية مرنة وحوافز اقتصادية وتشغيلية قوية، وقال: "نحن اليوم أمام اقتصاد جديد يولد من رحم التقنية، تقوده قيادة شابة آمنت بأن الذكاء الاصطناعي ليس ترفاً معرفياً بل ضرورة اقتصادية لضمان الاستدامة والنمو"، مضيفا "إن المستقبل الاقتصادي للمملكة سيكون ذكياً بامتياز، مبنياً على بيانات دقيقة، وقرارات آلية، وابتكار متواصل يجعل السعودية وجهةً عالميةً للاستثمار في الذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة".