اختتمت جمعية المسؤولية المجتمعية بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية -كاوست- بنجاح فعاليات النسخة الثالثة من هاكثون الذكاء الاصطناعي، الذي استقطب طلاباً مبتكرين من جامعات المملكة وقدم منصة حيوية لتطوير حلول تقنية مبتكرة تستهدف تحديات مجتمعية وبيئية واقتصادية. وشهد حفل الختام الدكتورة أروى الأعمى نائب الرئيس للتعليم والتقدم المؤسسي بكاوست والأستاذ سعود السبيعي رئيس محلس إدارة جمعية المسؤولية المجتمعية وعدد من المسؤولين في الجامعة والجمعية . وشهد الهاكثون الذي امتد خمسة أيام، تنافساً كبيراً بين 14 فريقاً وبمشاركة 72 مبدعاً ومبدعة تنافسوا على جوائز نقدية وفرص احتضان ودعم تقني واستشارات مهنية. وقدمت الفرق مشاريع تطبيقية في مجالات التعليم والصحة والإسكان والسياحة، واعتمدت معظمها على نماذج تعلم آلي ومعالجة لغات طبيعية وتحليلات بيانات ذكية. وقالت البروفيسورة أروى الأعمى نائب الرئيس للتعليم والتقدم المؤسسي -جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)- إن هاكاثون جمعية المسؤولية المجتمعية في مجال الذكاء الاصطناعي في نسخته الثالثة، قد جمع نخبةً من شباب وشابات الوطن تحت سقفٍ واحد، لتبادل الأفكار، وصياغة الحلول، وبناء المستقبل بروح الإبداع والمسؤولية. وأشادت بما قدّمه المشاركون من مشاريع متميزة، جسدت بوضوح كيف يمكن للعلم أن يلتقي بالقيم، وللتقنية أن تتحول إلى أداةٍ لخدمة المجتمع والإنسان. كانت الأفكار التي سمعناها هنا ناضجة، طموحة، وتعكس مستوى الوعي المتقدم لدى جيلٍ واثقٍ بنفسه، يدرك أن الابتكار ليس ترفاً، بل مسؤولية وطنية تسهم في تحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030. وبينت البرفسور أروى الأعمى أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية -كاوست- ومنذ تأسيسها، تؤمن أن رسالتها تتجاوز حدود التعليم والبحث العلمي، لتشمل تمكين الإنسان، وبناء القدرات الوطنية التي تستطيع أن تقود مسيرة التنمية والتطور في المملكة. مؤكدة حرص الجامعة على دعم الشراكات مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، لأننا نؤمن أن التقدم الحقيقي لا يُبنى بالجهود المنفردة، بل بالتكامل والتعاون والعمل المشترك. وأضافت تقول إن شراكة كاوست مع جمعية المسؤولية المجتمعية هي نموذج حيّ لهذا التكامل، فهي تجمع بين طموح الشباب، ومعرفة العلماء، ورؤية المؤسسات الوطنية التي تعمل من أجل مجتمعٍ أكثر وعياً وتقدماً. لقد جاءت هذه الشراكة لتؤكد أن المسؤولية المجتمعية ليست عملاً جانبياً، بل ركيزة من ركائز التنمية المستدامة، وأن الاستثمار في العقول هو أعظم استثمار يمكن أن نقدمه لوطننا. من جانبه أكد سعود السبيعي رئيس جمعية المسؤولية المجتمعية خلال كلمته في حفل الختام حرص الجمعية على توجيه مشاريعها وفقًا لأهداف رؤية المملكة 2030، من خلال التركيز على تمكين المتطوعين، ودعم المبادرات البيئية والتعليمية والصحية، وتعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص لتحقيق أثر اجتماعي ملموس ومستدام. مشيراً إلى أن الجمعية تسعى من خلال أنشطتها المتنوعة إلى بناء مجتمع متعاون ومتكافل، يسهم في تحسين جودة الحياة، ويعزز روح المسؤولية لدى الأفراد والمؤسسات تجاه الوطن والمجتمع. واختتمت الهاكثون بتكريم الفائزين والشركاء والرعاة، والتأكيد على أن الابتكار المسؤول هو الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة، يجمع بين التقنية والإنسانية في خدمة المجتمع السعودية. وقد أبدى المشاركون في الهاكثون سعادتهم بالمشاركة حيث قال الطالب فواز شخص العنزي جذبني إلى المشاركة في مشاريع ومسابقات الذكاء الاصطناعي شغفي بالتقنية ورغبتي في توظيفها لخدمة الإنسان والمجتمع، خصوصًا في المجالات التي تلامس الحياة اليومية. فكرة أن الآلة يمكن أن تتعلم وتفهم وتُسهم في اتخاذ القرار فتحت أمامي أفقًا واسعًا للإبداع والابتكار. كما أن هاكثون الذكاء الاصطناعي 3 يمثل منصة ملهمة لتبادل الأفكار والعمل الجماعي وتحدي الذات في بيئة تنافسية محفزة. شعرت أن المشاركة فيه فرصة حقيقية لتطبيق ما تعلمناه أكاديميًا في مشاريع عملية تواكب رؤية المملكة 2030 في التحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة. وأضاف يقول من خلال تجربتي في مشاريع الذكاء الاصطناعي، اكتسبت مهارات تقنية متعددة أبرزها تحليل البيانات، البرمجة باستخدام لغات الذكاء الاصطناعي ، وفهم أساسيات تعلم الآلة. كما طورت مهارات التفكير التحليلي وحل المشكلات المعقدة بأساليب منهجية. على الصعيد الشخصي، عزز العمل الجماعي مهارات التواصل والقيادة والتعاون بين التخصصات المختلفة، مما جعلني أرى أن نجاح أي مشروع تقني لا يعتمد فقط على الجانب البرمجي، بل على تكامل الأدوار والتفكير الإبداعي والعمل بروح الفريق الواحد. وأشار العنزي أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في سوق العمل السعودي واعد جدًا، خاصة مع التوجه الوطني نحو التحول الرقمي واعتماد التقنيات الذكية في جميع القطاعات. سنشهد نموًا متسارعًا في الوظائف المرتبطة بتحليل البيانات، وأتمتة الأنظمة، والأمن السيبراني، والتعليم الذكي. ومع دعم الحكومة ورؤية 2030، سيصبح الذكاء الاصطناعي محورًا رئيسًا في بناء الاقتصاد المعرفي. كما سيسهم في تقليل الجهد البشري، ورفع كفاءة الأداء، وخلق فرص جديدة في مجالات لم تكن موجودة سابقًا، مثل المدن الذكية والرعاية الصحية الرقمية. وعن التحديات التي تواجه المشاركين في تطبيق أفكاركم وتحويلها إلى مشاريع واقعية قال العنزي هناك تحدٍ في إيجاد بيئة حاضنة تجمع بين طلاب من تخصصات مختلفة لتكامل الأدوار. ورغم ذلك، تبقى روح الفريق والإصرار على الابتكار دافعًا قويًا لتجاوز هذه الصعوبات وتحويل الأفكار إلى إنجازات ملموسة تخدم المجتمع. من جانبها تحدثت الطالبة رغد إبراهيم العقبي قائلة جذبني شغفي بالتقنية ورغبتي في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع، إضافة إلى روح التحدي والعمل الجماعي وتبادل الخبرات مع المبدعين في هذا المجال المتسارع التطور. وأضافت تقول تعلمت خلال مشاركتي في الهاكثون تحليل البيانات، تصميم الحلول الذكية، التفكير الابتكاري، والعمل بروح الفريق. كما اكتسبت مهارة إدارة الوقت وتحويل الأفكار النظرية إلى تطبيقات عملية واقعية. وعن مستقبل الذكاء الاصطناعي في سوق العمل السعودي قالت رغد العقبي أراه مستقبلًا واعدًا يشكل إحدى ركائز رؤية 2030، حيث ستعتمد عليه القطاعات الصحية والتعليمية والصناعية بشكل واسع، مما يخلق فرص عمل جديدة ومتنوعة في مجالات التقنية والتحليل الذكي. وحول التحديات التي تحد من تطبيق الأفكار وتحويلها إلى مشاريع واقعية.قالت الطالبة العقبي هي محدودية الدعم المالي والتقني، وصعوبة الحصول على بيانات دقيقة لتجربة النماذج، إضافة إلى الحاجة لبيئة حاضنة تدعم تحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتطبيق. وتمنيت توفير حاضنات ومسرّعات تقنية للطلاب، ودعم مادي ومعنوي للمشاريع المبتكرة، مع زيادة الدورات المتخصصة والتعاون بين الجامعات والقطاعين الحكومي والخاص لتبني الأفكار المتميزة. سعود السبيعي يلقي كلمته في الختام البروفيسورة أروى الأعمى متحدثة خلال ختام الهاكثون تكريم الفائزين في الهاكثون منافسة وترقب عقول تنافست في الإبداع والابتكار عقول تُلهم المستقبل المشاركة رغد العقبي