أُسدل الستار على واحدة من أبرز الفعاليات والتظاهرات الرياضية على مستوى العالم في مجال الرياضات الإلكترونية، وذلك في العاصمة السعودية الرياض، بحضور وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- للحفل الختامي لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 في نسختها الثانية، والذي أُقيم في "بوليفارد سيتي" يوم 24 أغسطس من العام الجاري. وقد توّج سمو ولي العهد "فريق فالكونز" بلقب البطولة بعد تصدره الترتيب العام برصيد 5200 نقطة، ليحصد الجائزة الكبرى البالغة 7 ملايين دولار، من إجمالي جوائز البطولة التي تجاوزت 70 مليون دولار، وهو ما يُعد أكبر مجموع جوائز في تاريخ الرياضات الإلكترونية على مستوى العالم. وقد تم توزيع الجوائز على الفرق واللاعبين المشاركين بحسب ترتيبهم في مختلف المنافسات والبطولات التي شملها الحدث. ويأتي تشريف سمو ولي العهد -حفظه الله- لهذه البطولة امتدادًا للدعم المستمر الذي توليه القيادة الرشيدة لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، في إطار رؤيتها لبناء مستقبل مزدهر لهذا القطاع الحيوي، الذي يشهد اهتمامًا عالميًا متزايدًا، ويستقطب أكثر من 3.5 مليار لاعب حول العالم، من بينهم أكثر من 250 مليون محترف. وقد شهدت البطولة الأخيرة، التي احتضنتها المملكة على مدى 7 أسابيع، مشاركة غير مسبوقة من أندية ولاعبين يمثلون مختلف دول العالم، إلى جانب حضور جماهيري وإعلامي واسع، حيث تنافس نحو 2000 لاعب محترف، ضمن 200 نادٍ من 100 دولة، في 25 بطولة شملت أبرز وأشهر الألعاب الإلكترونية على مستوى العالم. انطلقت بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية بفكرة سعودية، أعلن عنها سمو ولي العهد -حفظه الله- في عام 2023، لتستضيف الرياض نسختها الأولى عام 2024 محققة نجاحًا عالميًا لافتًا؛ مما مهد الطريق لتنظيم النسخة الثانية في 2025 بمستوى تنظيمي وتقني غير مسبوق. وقد أضفى الحضور اللافت والمشاركة العالمية الواسعة، سواء في النسخة الأولى من البطولة أو في نسختها الثانية، طابعًا فريدًا وغير مسبوق للبطولة على المستويات المحلي والعربي والإقليمي، وصولًا إلى الساحة الدولية، لا سيما بالنظر إلى عدد البطولات، وضخامة الجوائز، والزخم الجماهيري والتفاعل العالمي الذي حظيت به. انطلاقًا من الانتشار الواسع للرياضات الإلكترونية عالميًا، أطلقت الحكومة السعودية حزمة متكاملة من التشريعات والأنظمة، ضمن الإستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية التي أطلقها سمو ولي العهد في عام 2022، بهدف بناء قطاع منافس عالميًا، يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030. تسعى الإستراتيجية إلى تحويل القطاع إلى رافد اقتصادي فعّال في تنمية الناتج المحلي غير النفطي، وداعم رئيس لسوق العمل من خلال توفير ما يقارب 39 ألف وظيفة للمواطنين والمواطنات، والإسهام بما يصل إلى 50 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، إلى جانب تمكين تأسيس الشركات الناشئة، واستقطاب الاستثمارات العالمية في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية. إن احتضان المملكة لمثل هذه الفعاليات الرياضية العالمية لا يسهم في تعزيز اقتصادها فحسب، بل يعزز أيضًا حضورها المتنامي على الساحة الرياضية الدولية، ولا سيّما مع استضافتها لحدث استثنائي بحجم بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي تُعد من أبرز الفعاليات العالمية في هذا القطاع. قدّمت المملكة تجربة استثنائية ومتميزة على جميع المستويات، انطلقت من بنية تحتية رقمية متطورة، ومرورًا بتجهيزات نوعية جمعت بين الابتكار وروح المنافسة، ما انعكس بشكل إيجابي على رضا المشاركين والجماهير، وأسهم في رفع مؤشرات التفاعل العام. وشهدت البطولة نموًا لافتًا في عدد من المؤشرات الرئيسة، من أبرزها ارتفاع مبيعات التذاكر بنسبة 53 %، وزيادة الطلب على المحتوى بنسبة 40 %، إلى جانب نمو المبيعات الدولية بنسبة 64 %. كما تم بث فعاليات البطولة بأكثر من 35 لغة إلى أكثر من 100 دولة، ضمن إنتاج إعلامي عالمي يعكس حجم الحدث ودقة تنظيمه، ويبرز تميز المملكة في استضافة الفعاليات الدولية الكبرى. وخلال خمسين يومًا من المنافسات، استقبلت منطقة "بوليفارد رياض سيتي" أكثر من 3 ملايين زائر، فيما تابع مجريات البطولة عبر المنصات الرقمية أكثر من 750 مليون مشاهد من مختلف أنحاء العالم، بمعدل مشاهدة تراكمي تجاوز 350 مليون ساعة. كما رافق البطولة تنظيم أكثر من 1500 فعالية مجتمعية وثقافية وترفيهية، أضافت بُعدًا إنسانيًا وتفاعليًا ثريًا للتجربة، وجعلت من الحدث منصة شاملة تجمع بين الرياضة، والثقافة، والترفيه. وبهذا الإنجاز النوعي المتميز والإقبال منقطع النظير على البطولة، تؤكد المملكة مكانتها وجهة ًعالمية رائدة في صناعة الرياضات الإلكترونية، ومركزًا محوريًا يجمع بين التميز التنظيمي، والتجربة الجماهيرية، والتأثير الاقتصادي والثقافي على الساحة الدولية.