ديوان: «هلاليات».. تحدث المؤلف الشاعر راشد القناص عن الشِّعر الهلالي الذي هو الأقرب للشِّعر الفصيح في لغته، والبحر الهلالي يُعَدّ من أقدم بحور الشِّعر النبطي فأول القصائد النبطية نظمت على هذا البحر فهو من أصعب بحور الشِّعر، لذا قلّ النظم عليه، إذ لا يبحر فيه إلا الشاعر المتمكن، مما يجعل بعض الشعراء يقعون بالفخّ حين ينظمون القصيدة على البحر الهلالي فيخلطون بينه وبين بحر المسحوب، ولا سيما في صدور أبيات القصيدة، وهذا غير مستحسن عند البصراء بالشِّعر. وجاء في مقدّمة الديوان قول المؤلف: «وصلنا الكثير من القصائد الهلالية عن طريق الرواة والشعراء نقلاً عن شعراء قبيلة بني هلال تلك القبيلة العربية الشهيرة التي استوطنت الجزيرة العربية، ومنها هاجرت إلى دول المغرب العربي حتى لم يتبقَ لهم ذكر في جزيرة العرب على أنها موطنهم الأصلي، وما ذلك فقد كان لهم تأثير ملموس بجميع البلدان سواءً تلك التي مروا بها أثناء رحيلهم أو التي استوطنوها وحلوا بها، حيث انتشر شعرهم في تلك الأمصار مما ساهم في جعله معروفاً في العالم العربي على أوسع نطاق. والجدير بالذكر أن أوّل جرّة على الربابة هي الجرة الهلالية، وهذا ما يثبتُ أن ظهور الربابة كان متزامناً مع ظهور البحر الهلالي، بل كانت الربابة هي الآلة الموسيقية الوحيدة في آنذاك، وهذا دليل قاطع على كون الشِّعر الهلالي أصل الشِّعر وعاصمته التاريخية. وللشِّعر الهلالي عدّة أوزان أشهرها ما يزيد على بحر المسحوب بحرف واحد في نهاية شطري البيت مثل: عزي لعين نشف الدمع موقها تذرف بدمعاتٍ تجدّد حروقها» وهذا الديوان حفل بنماذج كثيرة من القصائد التي كتبت على البحر الهلالي الصحيح، وسوف يجد فيه الشعراء والباحثون ومتذوقو الشِّعر قراءة مفيدة وماتعة في فضاءاته فهو ثري بشعرائه، ويزخر بإبداعاتهم الشِّعرية، كما ورد في هذا الإصدار قصيدة «يقول الهلالي والهلالي سلامه» للشاعر والفارس المشهور أبو زيد الهلالي سلامة: يقول الهلالي والهلالي سلامه شوف الفجوج الخاليات تروع يقول الهلالي والهلالي سلامه يبغي الطمع وهو وراه طموع لابد عقب الوقت من لايح الحيا من بارق يوضي سناه لموع لابرقٍ إلا في حجا مستهله ولا طرقي إلا من وراه نجوع ولا ضحك إلا البكا مردفن له ولا شبعة إلا مقتفيها جوع ولا يدٍ إلا يد الله فوقها ولا طايراتٍ إلا وهن وقوع ألا يا حمامتينٍ فوق نبنوب دوحة وراكن فرقن والحمام ربوع حمامتينٍ جعل تبلن بنادر حرٍ قطوع وجاريٍ له جوع وراكن ما تبكن عليا مظنتي لو كان ما يجري لكن دموع أبكي عليها لين حفيت نواظري ولاني بمن تدبير الإله جزوع حشى ما لاق غير الجازي أم محمد عليها ثويب الطيلسان لموع تنفق كما نفق الوغيد مع أمه وتحط الهوى في قلب كل ولوع الديوان صدر عام 1441ه، وفي إخراج جميل وجذّاب، ويقع في (268) صفحة، وقد جمع المؤلف (75) قصيدة مختارة على بحر الهلالي، والتي تُعد من القصائد الجميلة والبليغة والممتعة بألفاظها ومعانيها.. ومنها قصيدة الشاعرة السعودية «ريم الصحراء» على البحر الهلالي التي أنشدت: أنا اشهد ان القلب ما جاه لايفه ما شاف غيره مثل ماهوب شايفه يا ويل قلبي كيف ارقع خلايله اضناه كيد الناس واتعب رهايفه مسكين من تسعى العواذل للوعته قلبه يهاب البعد والروح خايفه الناس لو تقدر بتفريق شملنا ما قصّرت لاشك ماهي بعارفه ما تدري ان اللي تكيده يزودنا قلبه ولف روحي وقلبي موالفه العاذل النّمام ودّه يهدها لاشك ما يقدر ولو جو طوايفه ما يدري ان السر عرفه يكوده عشره نمت بالروح ماهيب زايفه عشره بدت بالصدق والودّ والوفا عن كل ما يبدون بالهرج نايفه العاذل المقهور ربّي حسيبه لفّق له هروج ودعايات هايفه ليته يخلينا ويترك حياتنا ما ينحشر في شي يجهل وصايفه حلفت انا وان عشت ما ترك لهم فرصه على حبّي واداري وصايفه ماله ومالي والمودّه تمكنت قلبين مهما قال ما هيب عايفه راشد القناص