يسعى كل موظف للترقية والتقدم في المسار المهني، قد يكون التقدم في هذا المسار مهنياً بزيادة المسؤوليات، وقد يكون مادياً، وقد يحقق الهدفين المادي والمعنوي. هذه الترقية لا تأتي كهدية وإنما نتيجة عمل جاد وإضافة وإنجازات وإخلاص، لكن نظام الترقية في الخدمة المدنية يضع شروطاً ذات علاقة بشغور الوظيفة وتوفر المؤهلات والخبرات المطلوبة للوظيفة التي سيرقى إليها وفقاً لما هو محدد في دليل تصنيف الوظائف في الخدمة المدنية. هذا ما يقوله النظام في ترقية الموظف للمرتبة العاشرة فما دون. أحد شروط الترقية هو تقييم الأداء والنظام يشير إلى حالات لا يجوز فيها النظر في ترقية الموظف منها تقييم الأداء إذا كان بتقدير أقل من جيد. الترقية للوظائف القيادية لها شروطها وليس من ضمنها الاتفاق في الرأي بين الرئيس والمرؤوس في كل الظروف. الترقية ليست امتيازات مادية فقط ولكنها مسؤوليات إضافية قد تنقل الموظف إلى مسارات جديدة وخبرات جديدة، وقد يتحقق ذلك دون زيادة مادية حسب نوع الترقية، وقد يبدع الموظف في مجال جديد لا علاقة له بالتخصص. في كل الأحوال من المهم أن يؤدي الموظف عمله بإخلاص وفق واجبات ومسؤوليات الوظيفة وألا تكون الترقية هي شغله الشاغل وسوف تأتي منقادة إليه بفعل ما يقدمه من أعمال ومبادرات وإنجازات والتزام بثقافة المنظمة وأخلاقيات العمل. لا شك أن المعايير مهمة في قرار الترقية وهي معايير منطقية لأنها تتضمن تقييم الأداء، الأعمال التي حققها الموظف ومبادراته، وبرامج التدريب والتطوير وما اكتسبه خلالها من خبرات، إضافة إلى المقابلة الشخصية. أما الشرط غير المنطقي والذي أشك في صحته فهو تقديم الموظف تعهداً خطياً يتعهد فيه بالمزاولة الفعلية لأعمال الوظيفة الجديدة التي سيترقى إليها! لا شك أن لائحة الترقيات وضعت المعايير التي تضمن تحقيق العدالة. وأعتقد أن تقييم الأداء من أهم المعايير في قرار الترقية، أما عدد سنوات الخبرة فليست معياراً دقيقاً. في الترقية للوظائف القيادية مثلاً إذا كان المرشح للترقية لديه سجل ناجح ومميز في أدائه ومهاراته القيادية فهل أوقف ترقيته لأنه لم يكمل عدد سنوات الخبرة المطلوبة؟ مثال آخر، في الحالات الاستثنائية يمكن ترقية الموظف على وظيفة شاغرة لمرتبتين أعلى من المرتبة التي يشغلها لكن بشروط منها ألا يتجاوز عمره خمس وخمسين سنة فما علاقة العمر هنا كمعيار بهذه الترقية رغم أنها حالة استثنائية؟ الترقية نجاح ومكافأة ومسؤولية واحتياج وطموح ونتاج جهود ومثابرة. وربما تحتاج بعض شروطها إلى مراجعة.
