لا يبتعد الأدب عن طقوس رمضان التي تبدأ مع إعلان أول أيامه وتدخل كل بيت، بتفاصيل هذا الشهر المبارك بصيامه وقيامه وعاداته وتقاليده، وهو ما تعكسه اليوم وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق النصوص المحكية والأدبية والغنائية التي تعبر عن تهاليل الاستقبال لهذا الشهر الكريم، مما يشكل محتوى أدبياً من نوع خاص وموسمي. نتناول وسائل التواصل الاجتماعي لأنه بات منبر التعبير والإبداع يمكن عبره تقديم الأدب بكل أشكاله وصوره، حيث تُشير بعض الإحصائيات إلى أن الإقبال على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يزداد بشكل عام خلال شهر رمضان، نظراً لقصر ساعات العمل اليومية، ومن ثم تظهر أهمية اختيار أوقات ذروة النشاط الاجتماعي خلال اليوم، والتي تختلف في رمضان عن غيره من الشهور، كما ينشط المُستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص أثناء عرض مُسلسلاتهم التلفزيونية المُفضلة. ودخلت التكنولوجيا بأجواء رمضان بشكل كبير، فقد تحولت مواقع السوشيال ميديا إلى مطبخ كبير، حيث يقوم الكثيرون بتصوير موائدهم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما انتشرت برامج الريجيم والنصائح الصحية من قبل مستخدمي السوشيال ميديا، لإنقاص الوزن وتناول الفطور الصحي بكثرة، حيث تم رصد العديد من البرامج والإعلانات على صفحات التواصل الاجتماعي منذ بداية شهر رمضان الكريم. وتعكس الأعمال الدرامية التي تنطلق خلال الشهر الكريم قصصاً ونصوصاً لا تبتعد عن الأدب والإبداع لكنها بمحتوى متنوع قد لا ينحصر برمضان فحسب كما باتت متابعة المسلسلات الدرامية واحداً من الطقوس اليومية لهذا الشهر، وتتزاحم الشاشات بالأعمال الدرامية العربية المتنوعة خلال الشهر كحامل ثقافي فكري، استطاع على مدار سنوات أن يعرف ببيئة وعادات وتقاليد المجتمع الذي تدور فيه أحداثه، نلتمس ذلك من خلال تناقل اللهجات وأنواع المأكولات وغيرها. وتزخر كتب الموروث العربي والإسلامي بوصف روحانيات هذا الشهر حتى كان منها تأليف الكتب الخاصة في الشهر الكريم، فمنذ صدر الإسلام وفي عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جسد الشعراء المظاهر الدينية الرمضانية عند المسلمين، من روحانيات كالتسبيح والذكر والصوم والصلاة ومن ذلك قولهم: جاء الصومُ فجاءَ الخيرُ أجمعه... ترتيلُ ذكرٍ وتحميدٌ وتسبيحُ فالنفسُ تدأبُ في قول وفي فعل... صوم النهارِ وبالليلِ تراويح ولم يترك الشعراء مظهراً من مظاهر رمضان إلا وأتوا عليه بالذكر، منذ بداية رؤية هلال رمضان مروراً بالفرحة التي يستشعرها المسلم خلال الشهر الكريم، حيث اعتبر الأدب رمضان ضيفاً كريماً يفرح بقدومه المسلم، ويحزن لفراقه ومنها ما تضمنته الأشعار على مر العصور في الحرص على اغتنام فرصة بلوغ رمضان للتضرع والاجتهاد بالعبادة وترك الشهوات. وتختلف رؤية أصحاب الأقلام العصريين وتزداد عمقاً وفهماً في هذا الموضوع، كما أن هناك الكثير من الأدباء الكبار والرواد كتبوا عن شهر رمضان وكان لكل منهم رؤيته المختلفة ومذاقه الخاص وأسلوبه المختلف في التعبير، خاصة ممن تربوا ونشؤوا في أجواء شعبية أو كانوا ممن قطعوا شوطاً في الكتابة الإسلامية، ومن هؤلاء أمير الشعراء أحمد شوقي والذي كتب عن رمضان نثراً وشعراً غير شعراء كثيرين عرب ومصريين قدامى ومحدثين، ومن رواد الأدب وعمالقته الذين كتبوا عن شهر رمضان عباس محمود العقاد صاحب العبقريات والدكتور طه حسين عميد الأدب العربي والأديب العالمي وابن حي الجمالية والقاهرة الفاطمية نجيب محفوظ ويحيى حقي ابن منطقة السيدة زينب. 1