حرب التجويع تدخل شهرها السادس مصرع 27 أسيراً أثناء اعتقالهم دخلت حرب التجويع والإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" ضد قطاع غزة شهرها السادس، ولا يزال جيش الاحتلال يرتكب المجزرة تلو المجزرة، ويحارب أهل غزة بمختلف الأسلحة النارية وبسلاح الجوع، الذي بات يحصد أعداداً متزايدة من الشهداء كل يوم، بينما يقف العالم متفرجاً على ذبح غزة، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين، ونسف المربعات السكنية، وإجبار الفلسطينيين على النزوح الداخلي في القطاع ومنع المساعدات الإغاثية والإنسانية، حيث بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة. وتتكثف الدعوات الدولية لإيصال المساعدات الغذائية للقطاع بشكل أكبر، وقال الاتحاد الأوروبي: إنه يعمل على فتح ممر إغاثة محتمل عبر جزيرة قبرص. يأتي ذلك، فيما شن الطيران الإسرائيلي مع دخول الحرب يومها ال 154 غارات على أنحاء قطاع غزة، حيث جددت القوات الإسرائيلية استهداف تجمعات سكان ينتظرون المساعدات الإنسانية. وطالت الغارات حي الجنينة شرقي رفح جنوبي القطاع، ومنازل في مخيم النصيرات ودير البلح، في وقت جددت المدفعية الإسرائيلية قصف المربعات السكنية والمناطق المأهولة ومحيط مراكز الإيواء. وأسفر القصف والغارات عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى خلال ال 24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة ضحايا الحرب إلى أكثر من 30800 شهيد و72156 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي. إلى ذلك، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي للقوات الإسرائيلية على مختلف محاور التوغل، التي تشهدها معارك ضارية واشتباكات عنيفة، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي خاصة خلال المعارك جنوبيغزة. الحطب في زمن الحرب يخرج الفلسطيني المسن أبو محمد في مهمة شاقة وخطيرة، بحثًا عن الخشب والحطب تحت أنقاض المنازل المدمرة بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وترافق الطفلة مريم ذات الأعوام السبعة، جدها الحطاب في رحلة البحث اليومية شمالي القطاع لجمع ما يمكن من أغصان الأشجار وخشب الأبواب والنوافذ وغيرها من بقايا المنازل المدمرة، لاستخدامها في إشعال النار. ويقوم المسن بنشر بعض الحطب الذي وجده خلال عملية البحث ليتعرض للشمس ويجف، حتى يصبح قابلاً للاشتعال. ويحمل المسن حسن الأخشاب والأغصان الكبيرة إلى باحة منزله، بينما تجر حفيدته مريم بيديها الصغيرتين ما تستطيع من الأغصان المتوسطة، للتخفيف عن جدها الكبير في السن. ويمضي سكان القطاع ولا سيما غزة ومحافظة الشمال، وقتاً طويلاً يومياً في جمع الأخشاب والحطب والكرتون، لاستخدامها في عملية إشعال النار لتجهيز الطعام وتسخين المياه، والاستخدامات اليومية. ويضيف حسن: "هل ترون الوضع والمعاناة التي نعيشها في شمال غزة؟ نحن نجمع الحطب من كل مكان حتى الأماكن المدمرة والخطيرة". ويتابع المسن الفلسطيني: "نقص أيضاً بعض الأغصان من الأشجار المزروعة في الشوارع العامة، وبعدها نبحث عن الأكل مثل العدس الخبيزة والفول". واللافت للنظر في عملية البحث والجمع، لجوء المواطنين إلى المنازل المدمرة، على أمل الحصول على الأخشاب التي بالأصل تكون بقايا النوافذ والأبواب، لإشعال النيران، في ظل عدم توفر غاز الطهي. ويعاني قطاع غزة منذ اندلاع الحرب المدمرة في السابع من أكتوبر الماضي، من شح كبير في كميات الوقود وغاز الطهي اللازمة للاستخدام، بسبب قطع إسرائيل إمدادات الماء والكهرباء والوقود والغاز عن نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع متدهورة للغاية، جراء حصار متواصل منذ 17 عامًا. وبعد ضغوط أممية ودولية، سمحت إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية محدودة جداً إلى قطاع غزة من بينها الوقود وغاز الطهي للاحتياجات الإنسانية، وذلك عبر معبر رفح البري والمخصص للأفراد. وعلى مقربة من زوجته، التي كانت منشغلة بإعداد الخبز وتجهيز الطعام، يشعل المسن حسن النار داخل موقد حديدي قديم، بواسطة ما جمعه من حطب وأخشاب لخبز العجين، وإعداد الطعام الذي لن يزيد على بعض حبوب العدس. ويقول: "الأشياء الأساسية في الحياة غير موجودة لا غاز ولا ماء ولا طحين قمح، حتى الرز البديل للطحين غير موجود!! ولا يوجد أي مساعدات إغاثية، فلم يدخل لنا مساعدات بتاتاً في الشمال". ويشير المسن حسن إلى المعاناة اليومية وصعوبة الوضع شمالي قطاع غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية، ورفض إسرائيل إدخال مقومات الحياة الأساسية إلى غزة والشمال. وتحاول العائلات الفلسطينية مواجهة الظروف الصعبة جداً في قطاع غزة، والبحث عن بدائل تعينهم على الصمود والبقاء في وجه الحرب المدمرة. ويختم الفلسطيني حسن حديثه قائلاً: "الأوضاع صعبة فوق أي تصور، ونحن نحاول التكيف مع هذه الحياة، ولكن هذه الحياة غير معقولة ومعدومة". ولم يكن يقدم على شراء الحطب قبل الحرب إلا بعض العوائل للتدفئة في فصل الشتاء، لكن الظروف الجديدة حولت حياة سكان قطاع غزة جميعاً إلى الحياة البدائية. اعتقال 4 نساء وحملة مداهمات شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة دهم واسعة في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، واعتقلت 36 مواطناً بينهم 4 نساء من رام الله، وسط اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة في عدة مناطق. ففي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الصحفية والأسيرة المحررة بشرى الطويل، بعد اقتحام منزل في حي الطيرة برام الله، وتخريب محتوياته، وتعرضت خلالها الصحفية الطويل للشتم والضرب والاعتداء الوحشي خلال عملية الاعتقال. واعتقلت قوات الاحتلال الناشطة صمود مطير بعد مداهمة منزل عائلتها في المدينة، علماً أنها شقيقة الشهيدة عهد مطير والتي ارتقت برصاص الاحتلال في بلدة دورا جنوب الخليل مطلع العام الجاري. وتمركزت قوات الاحتلال في شارع الكلية الأهلية بمنطقة "رام الله التحتا"، ثم اقتحمت حي الطيرة وداهمت عدة منازل. كما اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطينيتين "رائدة غانم البرغوثي" و"هندر رشاد البرغوثي" والشاب طارق البرغوثي من بلدة عابود غرب رام الله. وأشارت مصادر محلية إلى أن جيش الاحتلال نفذ حملة اعتقالات في مخيم الجلزون، شمال رام الله، طالت خمسة مواطنين بينهم أب ونجله. كما أصيب خمسة مواطنين، جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم بالضرب في طوباس. وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها تعاملت مع خمس إصابات نتيجة اعتداء الاحتلال عليهم بالضرب، خلال مداهمته منازل المواطنين في طوباس. وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال أعاقت عمل طواقم الهلال الأحمر ومنعتها من الحركة والتنقل. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، قد اقتحمت مدينة طوباس وبلدة طمون، وشنت حملة اعتقالات واسعة بين صفوف المواطنين. كما استشهد فتى فلسطيني، متأثرًا بجراح أصيب بها خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية بورين جنوب نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة، يوم الاثنين الماضي. وأفادت مصادر محلية أن الفتى محمد رجا، استشهد متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال الحي في الصدر خلال المواجهات، التي اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي الاثنين الماضي، التي استشهد على إثرها أيضاً الطفل عمرو محمد نجار (10 سنوات). وبذلك، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربيةالمحتلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي إلى 424 شهيداً، حسب وزارة الصحة الفلسطينية. رئيس "الشاباك" يفتح تحقيق في 7 أكتوبر أوعز رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، بفتح تحقيق عملياتي في إخفاقات هجوم السابع من أكتوبر الماضي، وما سبقه وتبعه من أحداث. وبحسب صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، فإن بار أمر بإجراء تحقيق داخلي في جميع وحدات الجهاز الأمني الإسرائيلي. ومن المقدر أن تستمر هذه التحقيقات عدة أسابيع وربما أشهر، خاصة وأنها تجري مع استمرار المعارك بغزة، كما قال مسؤولون في "الشاباك". وبذلك ينضم الجهاز الشاباك، إلى تحقيقات أخرى يجريها الجيش الإسرائيلي رغم تجميدها مؤقتًا بسبب استمرار المعارك في قطاع غزة. وتقول الصحيفة: إن التحقيقات بدأت بالفعل بالتزامن مع استمرار القتال بقطاع غزة، وإحباط أي هجمات من الضفة الغربية، ومع حلول شهر رمضان المبارك. وسيركز "الشاباك" في تحقيقاته على ما حدث في الليلة بين 6 و 7 أكتوبر، بعد تجاهل تحذير بشأن احتمال هجوم مسلح من "حماس"، إلى جانب عدم النجاح في فهم تحركات عناصر الحركة، وكذلك عدم وجود "عميل بشري" داخل الحركة أبلغ عن خططها مسبقًا. عشية يوم المرأة: 9 آلاف أنثى استُشهدن قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن 9 آلاف أنثى استُشهدن منذ بدء العدوان على قطاع غزة، من إجمالي عدد الشهداء البالغ 30.717 شهيداً، وذلك منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي. وأوضح "الإحصاء"، في بيان وصل إلى "الرياض" نسخة منه، استعرض أوضاع المرأة الفلسطينية عشية يوم المرأة العالمي، الذي يصادف اليوم الجمعة، تحت عنوان: "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم"، أن 75 % من إجمالي عدد الجرحى البالغ 72,156 جريحاً هم من الإناث، وشكلت النساء والأطفال ما نسبته 70 % من المفقودين البالغ عددهم 7000 شخص. وتشير التقارير الواردة من قطاع غزة إلى اضطرار ما يقارب مليوني شخص إلى النزوح من أماكن سكناهم، نصفهم من الإناث. وأشار إلى أن الإناث يشكلن ما نسبته 49 % من إجمالي عدد السكان في فلسطين، إذ بلغ عددهن 2.76 مليون أنثى في منتصف عام 2024 (بواقع 1.63 مليون أنثى في الضفة الغربية، و1.13 مليون أنثى في قطاع غزة). أم ورضيعها في رفح (أ ف ب) فلسطينية تطهو الطعام لعائلتها جنوبيغزة (رويترز)