لم نعرف الكابتن سلمان الفرج عن قرب؛ بل عرفناه من خلال لعبه وقيادته مع ناديه الهلال والمنتخب؛ وكذلك لمسنا فكره ووعيه من خلال أحاديثه اللبقة إعلامياً، هذا ما جعلنا نعرف شخصيته ونحللها من هذا المنطلق. معروف عن نادي الهلال مبدأ الثواب في حال أحسن اللاعب أو أنجز، وفي نفس الوقت تأخذ حقك في العقاب في حال أخطأت بحق فريقك أو عصيت له أمراً يخص نظامه واحترافيته. وأعتقد أن هذه الأنظمة والقوانين يعرفها سلمان تمام المعرفة، ولا أشك أنه يدرك قوة ناديه في الجوانب الإدارية الصارمة، ويعلمها ويعيها وهو شاب صاعد حتى توليه شارة القيادة وحمل فيها كؤوس وبطولات عديدة. الكل استغرب من غياب سلمان الفرج عن لقاء الوحدة التي كسبها الهلال بثنائية نظيفة، وهذا أثار الفضول لدى الصحفيين في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة وجعلهم يسألون مدربه خورخي خيسوس عن غيابه، فكان الجواب: باستياء وأسف عن تصرفه الذي ينم عن عدم انضباطية من اللاعب بحسب كلام مدربه. طبعاً لكل شيء سبب ومن الأسباب من تحليلي الشخصي أن اللاعب فقد مكانه كلاعب أساسي في تشكيلة الهلال، والدليل أنهم تعاقدوا مع لاعب أجنبي يدعى سيرجي سافيتش، الذي يقدم أداءً مذهلاً ومستويات لافتة، عطفًا عن تقدمه في السن كما نعرف ذلك حيث إنه تقارب على منتصف الثلاثين من عمره. ومن ضمن الأسباب أيضاً كثرة إصابات اللاعب وقلة مشاركاته، وهذه ميزة نادي الهلال في التفكير في المصلحة العامة دون التعاطف مع اللاعب وخاصةً إذا قلت فائدته الفنية ولم يعد يقدم لهم المفيد. وبالتالي بحكم المعطيات والقصص التي أراها من وجهة نظري، أن ما فعله سلمان الفرج من عدم جديته دفعته على عدم الانضباطية يعطي دليلاً على اكتفائه بما لعب وأنجز مع ناديه، وأعتقد أن كل هذا ينبئ عن رحيله عن الأسوار الزرقاء سواءً بالاعتزال أو الانتقال لنادٍ آخر، مع الحفظ والصون لتاريخه الناصع معهم. ولدي حدس يقول إن سلمان الفرج لن يبتعد عن الأضواء بعد الاعتزال سيكون موجوداً إما إدارياً أو مدرباً أو حتى محللاً فنياً في إحدى القنوات الرياضية، وهو يملك المؤهلات ليكون ذلك. سلمان الفرج