سجل الاتحاد هدفه الثاني في مرمى أوكلاند سيتي النيوزلندي في كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في جدة فغرد حسابه الرسمي: "كبير آسيا يسجل الهدف الثاني"، وقبل أيام غضب الاتحاديون من لقب جديد اخترعه النصراويون لفريقهم (عميد العالمية)، أما الأهلاويون فيزعمون أنَّ الأهلي هو (كبير جدة)، وهي في النهاية ألقاب جماهيرية وإعلامية (ما عليها جمرك)، وكلام في الهواء، مقياسه الوحيد هو العواطف والأهواء؛ لكن حين تتبناها الأندية رسميًا في خطابها الإعلامي الرسمي يتحتم السؤال عن عقلية من يدير هذه الأندية وفكره وثقافته التي لا تختلف عن عقلية المشجع البسيط في فكره وتفكيره!. أمَّا إن أردنا أن نناقش هذه الألقاب بالمنطق وبالحقائق والأرقام، وبشيء من العقل، بعيدًا عن العاطفة؛ فسينكشف لنا زيف هذه الشعارات، وتناقضها، وتعارضها مع كل المعطيات الموجودة على أرض الواقع؛ فالاتحاد ليس كبير آسيا لأنَّه ببساطة لم يحقق دوري أبطال آسيا التي انطلقت فعليًا عام 1985م إلا مرتين، ولم يحققها إلا في الألفية الجديدة وتحديدًا في 2004 و2005 بعد 19 سنة من انطلاق البطولة، ويقضي الآن عامه ال19 بعيدًا عن اللقب، بينما حققها الهلال قبله ب13 سنة، وحققها قبله مرتين، وبعده مرتين، وله 8 بطولات آسيوية متنوعة بين أبطال دوري وكأس وسوبر، بينما للاتحاد 3 بطولات آسيوية (2 أبطال دوري و1 أبطال كأس)؛ فبأي منطق يمكن اعتبار الاتحاد كبير آسيا مقارنة بالهلال إن كان هناك مجال لعقد مقارنة؟!. وقس على ذلك النصر الذي اخترع جمهوره وإعلامه مؤخرًا لقب (عميد العالمية) وتبنوه واعتنقوه، ومنطلقهم من ذلك مشاركة يتيمة جاءت بجهود إدارية يجب أن تذكر وتشكر من الأمير الراحل فيصل بن فهد - يرحمه الله -، واحتل فيها الفريق المركز السادس من أصل 8 فرق مشاركة؛ فكيف يكون عميد العالمية أمام الهلال بمشاركاته الثلاث التي حقق في آخرها لقب الوصيف أمام ريال مدريد؟! بل لا يمكن حتى أن يتفوق على الاتحاد الذي حقق المركز الرابع في مشاركته الأولى عام 2005، ويشارك حاليًا للمرة الثانية كبطل للدوري السعودي، ولو أنَّ النصراويين تمسكوا بقصة أول فريق آسيوي شارك في كأس العالم للأندية لكان أحسن لهم من اختراع أفضليات وألقاب وهمية جديدة، ولبقي فضل النصر على بقية أندية آسيا كفضل منتخب جزر الهندالشرقية الهولندية (إندونيسيا الحالية) على كل منتخبات آسيا حين شارك في عام 1938م في النسخة الثانية من كأس العالم للمنتخبات التي أقيمت في فرنسا كأول منتخب آسيوي يشارك في كأس العالم، والمصادفة التاريخية أنَّه شارك أيضًا بالترشيح بعد انسحاب المنتخب الياباني، وعدم قدرة المنتخب الأمريكي على الحضور للمباراة التأهيلية ليجد ذلك المنتخب المغمور نفسه في كأس العالم، ويسجل نفسه كأول منتخب آسيوي يشارك في المونديال العالمي!. لمن أرادها بالتاريخ والبطولات والأرقام.. لا يمكن للأهلي أن يكون الكبير في جغرافية يوجد فيها الاتحاد، ولا يمكن للنصر أن يكون الكبير في جغرافية يتواجد بها الاتحاد والأهلي، ولا يمكن لأحد أن يكون الكبير في جغرافية يشاركه فيها الهلال؛ أما من أرادها بالأحلام والأوهام والأفلام والضجيج في الإعلام فله أن يقول وأن يكون ما يريد، كالقط يحكي انتفاخًا صولة الأسد!.
