منذ مطلع مباراة الديربي بين الهلال والنصر بانت الجدية والرغبة في الفوز والظفر بالنقاط الثلاث لدى لاعبي أزرق الرياض، وبينما غاب لاعبو النصر عن مستواهم المعهود تماماً طوال المباراة بشكل غير متوقع لدى أنصاره. كنا نتخيل ونتوقع قبل المباراة أنها ستكون سجالاً وتنافساً قوياً ومحموماً بينهما، ولكن في أثنائها فرض الهلال نفوذه وسطوته الفنية على حساب منافسه وغريمه النصر. كل ذلك يعود للقراءة التكتيكية التي استطاع البرتغالي العجوز جورجي جيسوس، ذلك الرجل السبعيني الذي تفوق على مواطنه الستيني لويس كاسترو بتجهيز لاعبيه وبخطة محكمة بالضغط العالي في ملعب النصر جعلت لاعبيه يشعرون بالعجز في بناء الهجمة بأريحية. من الواضح إن مدرب الهلال ركز على كافة التفاصيل الفنية الدقيقة الخاصة بمباراة الديربي، وحفظ لاعبيه درساً عنوانه هكذا تتغلبون على النصر وتقضون عليه. الهلال بحكمة إدارته وبعبقرية مدربه وبقوة لاعبيه قادر على كشف خلل الفرق خاصةً التي تنافسه عندما يظهرون مع غيره بشكل قوي، ومعه يظهرون بأداء ضعيف وباهت! وهذا ليس يعني أن خصوم الهلال ضعفاء بل هم أقوياء ولكنه هو من ميز نفسه بقوة فريدة لا تشبه ناد آخر! ومع ذلك تستغرب من جماهير الأندية الأخرى وقت ما يقترب لقاؤهم مع الهلال يطلقون الأهزوجة التهديدية "هاتوا الهلالي هاتوا الهلالي"، هذه أهزوجة ثبتت فشلها الذريع منذ سنوات، وليتهم يعلمون أن الهلال لم يفقد قوته بعد حتى تبينوا أنه فريق ضعيف وسهل الفوز عليه! طبعاً مباراة الديربي بين الهلال والنصر من المستحيل أن لا يأخذ فيه التحكيم الحيز الأكبر. أنا أقر وأعترف بأخطائه أحياناً ولكن لا أعتقد أنه سبب رئيس لفوز فريق على حساب آخر، بل انظروا لكافة الأمور الفنية وخذوها بكل جوانبها ومن هنا تعرفون السبب الحقيقي لفوز الهلال على جميع منافسيه وجعله لحد الآن دون خسارة. ختاماً إذا كان خبراء التحكيم المختصون فيه يختلفون في رأيهم وتحليلهم على لقطة واحدة، تشاهد هذا يقول كلاماً، وذاك يقول كلاماً آخر، فما بالك بجمهور عاطفي الكل يرى أن الصحيح في جانبه وصوابه. حسين البراهيم