خلت الجولة الأولى في دوري روشن السعودي للمحترفين من المفاجآت، وجاءت النتائج طبيعية ومتوقعة إلى حد كبير، بما في ذلك خسارة النصر أمام الاتفاق، لاعتبارات عدة، أبرزها الإرهاق الذي كان عليه "الأصفر" كونه لعب قبل المواجهة ب 48 ساعة نهائي كأس الملك سلمان للأندية العربية الذي امتد إلى 120 دقيقة، وتنقل بعدها الفريق من الطائف إلى الرياض ثم إلى الدمام، علاوة على غيابات عدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وقبل ذلك الإعداد الجيد للاتفاق والصفقات النوعية التي كسبها وأظهرته بالمستوى الذي شاهدناه. وبدت الفوارق الفنية بين الفرق المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة والبقية واضحة، إذ شاهدنا كيف فاز الأهلي والهلال والاتحاد بسهولة، ويعود ذلك إلى الاستعداد الجيد للموسم منذ وقت باكر، بالإضافة إلى نوعية الصفقات التي أبرمتها تلك الأندية خلال فترة التسجيل الصيفية، وبدون شك سترتفع جودة الفرق الأربعة بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة بعد اكتمال الصفوف وزيادة الانسجام، لا سيما وأن كل فريق سيضيف أكثر من عنصر "عالمي" قبل إغلاق الميركاتو. وستجبر هذه الفوارق بقية الفرق على نهج معين في مبارياتها مع الفرق الأربعة، من خلال اتباع الأسلوب الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة كما فعل الحزم وأبها والرائد، كما سيصبح عنصر "المفاجأة" في نتائج المباريات محدود جدًا، خصوصًا في المرحلة الحالية التي لم تكمل فيها معظم الفرق تعاقداتها كما لم تكتمل جاهزيتها، إذ شاهدنا فرقا تلعب بأجنبيين وثلاثة، بالإضافة إلى تأخر الإعداد، كما أن هنالك من عسكر خارجيًا بدون مدرب! نعيش اليوم مشروعا مبهرا لنقل كرة القدم السعودية إلى مستوى مختلف تصبح فيه ضمن الأفضل في العالم، إذ شاهدنا أبرز النجوم العالميين يوقعون مع أنديتنا، وأصبح حضور أي نجم عالمي مهما كان اسمه ليس بالأمر المستحيل، حتى أن ذلك أقلق مدربي أكبر الأندية الأوروبية الذين باتوا متخوفين من خطف نجومهم، وبالتأكيد أنه عمل رائع سينعكس إيجابيًا على دورينا خصوصًا والكرة السعودية على وجه العموم، وسنجني ثماره قريبًا، ويكفي أن العالم اليوم بات مهتمًا بمبارياتنا وتتسابق القنوات لنقل مسابقاتنا وأحداثنا الكروية. في المقابل، فإن المسؤولية كبيرة على مسؤولي برنامج استقطاب اللاعبين الخاص بالصفقات الأجنبية لغير أندية الصندوق، وذلك بإحضار نجوم بجودة عالية ليساهموا في تقليص الفوارق بين فرق الدوري، حتى تحضر الإثارة في معظم المباريات ولا تقتصر على المواجهات المباشرة بين الأربعة، بالتالي فإن البرنامج يحتاج إلى ميزانية أكبر من وزارة الرياضة حتى يجلب للأندية لاعبين أجانب مميزين، خصوصًا وأن النظرة لنا أصبحت مختلفة، فاللاعب بمجرد أن يتلقى عرضًا من السعودية يضاعف مطالباته المالية!