كشفت مصادر إعلامية عبرية، أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في كبح الزيادة الحادة في نطاق عمليات إطلاق النار في جميع أنحاء الضفة الغربية. وقال موقع "واللا" الإخباري العبري، إن البيانات التي حصل عليها الموقع من الجيش، تظهر أنه منذ بداية العام كان هناك حوالي 100 عملية إطلاق نار، استُخدمت فيها البنادق في الغالب، وأيضاً المسدسات. وأشار الموقع إلى أن المعطيات تشير إلى أن 80 في المئة من الهجمات، وقعت في شمالي الضفة الغربية. وأوضح أن الهجمات استهدفت المستوطنين الإسرائيليين في الطرق الرئيسية بالضفة، وجنود الجيش في المواقع، وخلال الأنشطة الأمنية الروتينية في القرى والبلدات الفلسطينية. وحول كيفية حصول الفلسطينيين على السلاح؛ زعم الموقع أنه خلال فترة جائحة كورونا، عمل الفلسطينيون على إنتاج تقليدي لبنادق "كارلو غوستاف" باستخدام المخارط، ومن خلال تهريب الأسلحة عبر الحدود مع الأردن، بحيث امتلأت المناطق بالبنادق العادية. ونقل "واللا" عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن "هناك عدة طرق لتنفيذ عملية إطلاق نار، أبرزها عبر مركبة متحركة، حيث يستقل المقاومون الفلسطينيون مركبة مسروقة، أو مركبة تم سحبها من الطريق منذ فترة طويلة، ولا تظهر في سجل الشرطة، ويطلقون النار ويهربون عبر طريق محدد مسبقًاً إلى بلدة أو قرية قريبة". وأضافوا أن "الطريقة الثانية البارزة؛ هي إطلاق النار من كمين، حيث يقوم المسلحون الفلسطينيون بنصب كمائن على الطرق، ويطلقون النار على الجنود والمستوطنين". وزعم الموقع أن "الدافع وراء تنفيذ عمليات إطلاق النار؛ ينبع من الأموال الكبيرة التي صرفتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي في جنين ونابلس والقرى المجاورة؛ لشراء أسلحة وذخائر من أجل تنفيذ العمليات". ونقل عن متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، قوله إنه "في الأشهر الأخيرة؛ بدأت عملية (كاسر الأمواج) في جميع مناطق الضفة الغربية"، مضيفا أنه "تم حتى الآن اعتقال أكثر من ألف و500 مطلوب، ومصادرة أكثر من 300 قطعة سلاح غير مرخصة". وأكد المتحدث أن "الجيش وقوات الأمن وسيواصلان العمل في الخفاء والعلن، لإحباط الهجمات في المنطقة، وحماية مواطني دولة إسرائيل" وفق تعبيره. ومنذ بداية العام الحالي؛ تصاعدت أعمال المقاومة بشكل ملحوظ، ضد قوات الاحتلال بمدن الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، وفق معطيات فلسطينية وإسرائيلية. وكانت اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الاثنين، 23 فلسطينياً، من أنحاء متفرقة بالضفة الغربيةوالقدس المحتلتين، بينهم أسرى محررون، عقب اقتحام وتفتيش منازلهم. وقالت مصادر محلية، إن الاعتقالات تركزت في الخليل وبيت لحم (جنوبًا)، ونابلس وجنين (شمالاً)، ورام الله (وسط) والقدسالمحتلة. ولفتت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص بشكل مكثف خلال اقتحامها مدينة جنين، مما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين، بينهم طفلة أصيبت بجروح طفيفة، فيما اندلعت مواجهات مسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين. في سياق متصل، أكد مراقبون إسرائيليون أن تزايد النشاط العسكري للجيش الإسرائيلي ينذر بانفجار الأوضاع في الضفة الغربية. وقال الكاتب والمحلل السياسي عاموس هرئيل، أن معظم الاعتقالات حاليا في الضفة الغربية غير موجهة ضد نشطاء كبار، بل ضد المسلحين الشباب الذين يشاركون في إطلاق النار على قوات الجيش. وأضاف هرئيل في تصريح صحفي "أي قتيل في عمليات الجيش الإسرائيلي يزيد الرغبة في الانتقام ويدخل شباب آخرين إلى دائرة الاحتكاك"، مشيرا إلى أن تقديرات الجيش تظهر أن أعداد المسلحين الذين يشاركون في الاشتباكات في مدينة نابلس حاليا هي الأكبر في الضفة الغربية منذ سنوات. وأشار هرئيل إلى أن "الأجهزة الاستخباراتية لا تعرف في إسرائيل متى ستحدث نقطة الانقلاب، التي ستجر الضفة إلى تصعيد كبير، خاصة في ظل التقديرات باحتمال شن عملية عسكرية واسعة". ومن جانبه، قال الكاتب الإسرائيلي ألون بن دافيد، أن ما تشهده الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة هو "وجه انتفاضة من نوع جديد". وأضاف في تصريح له: "قبل بضعة سنوات أصدرت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي إخطارا استراتيجيا عن الاشتعال في الساحة الفلسطينية، ومنذ ذلك الحين يظهر هذا في كل تقدير استخباراتي سنوي لشعبة الاستخبارات". وأشار إلى أن حملة "كاسر الأمواج" التي أطلقتها إسرائيل ردا على سلسلة العمليات التي استهدفت المدن الإسرائيلية، في الفترة بين مارس وأبريل الماضيين "تستهدف تثبيت حرية عمل كاملة للجيش الإسرائيلي، في كل مناطق الضفة في ظل جهد واضح لتعزيز الدفاع في خط التماس". يذكر أن إسرائيل شنت منذ مارس الماضي حملة اعتقالات شبه يومية في الضفة الغربية، للبحث عن مطلوبين تتهمهم إسرائيل بتنفيذ هجمات ضدها، وتم خلال نفس الشهر قتل 18 إسرائيليا في هجمات نفذها فلسطينيون داخل مدن إسرائيلية، وفي المقابل استشهد أكثر من 85 فلسطينيا في الضفة الغربيةوالقدس منذ بداية العام بنيران إسرائيلية، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.