قمم جدة أكدت المؤكد، أكدت أن وطننا برجاله وطن قائد، وطن أعزنا بكل ما فيه من عزة وأنفة وشموخ، لم تكن قمم جدة فقط هي من أكدت لنا مكانة وطننا على الخارطة العالمية وليس الإقليمية فقط، فهذا الأمر نعرفه حق المعرفة، لكن المرحلة الحالية مختلفة تماماً عما سبق، فالظرف العالمي لم يعد كما كان لعدة اعتبارات قد لا يتسع المجال لذكرها، لم يكن من باب المصادفة أن يتصدر وطننا المشهد العالمي ويكون تأثيره قوياً نافذاً، فكل الشواهد تتحدث عن إنجاز غير مسبوق في التعاطي مع الظروف المحيطة بأسلوب يقود إلى الأهداف المنشودة يضاف إلى رصيدنا ويعزز من مواقفنا باتجاه تأكيد القوة الضاربة التي نملك. هيبة الوطن ظهرت جلية في قيادة الأمير محمد بن سلمان لقمم جدة بكل اقتدار وتمكن وواقعية تفرضها المواقف الثابتة المبنية على الحق والعدل والمساواة وتحمل المسؤولية عن تمكن واقتدار. رأينا شموخ وطننا في الشخصية الفذة والموقف الحازم من الأمير محمد بن سلمان، أحسسنا بفخر واعتزاز بتلك الشخصية التي جُبلت على القيادة الواعية، فما نراه من تحول في وطننا قفز بنا عشرات السنين مختصراً مسافات الزمن، إنه أمر غير اعتيادي ومن الصعب تحقيقه إلا إذا كانت القيادة لها بصيرة مستنيرة تتعامل مع الأمور بحكمة وبعد نظر تستشرف بهما المستقبل وتخطط له انطلاقاً من إيمانها الكامل بقدرتها وقدرة أبناء وطنها على فعل المستحيل من أجل أن يكون الوطن في قوته وقدرته على تحقيق المعجزات، وهذا ما حصل بالفعل ورأيناه واقعاً نعيشه ونلمسه وهذا بفضل المولى عز وجل ثم بفضل قيادتنا الرشيدة التي لم تألُ جهداً في أن يكون وطننا عزيزاً شامخاً متحضراً في مكانه الطبيعي متصدراً المشهد العالمي عن جدارة واستحقاق.