عند مراجعة دور وتأثير مختلف دول المنطقة، لا سيما العالمين العربي والإسلامي، فإننا نجد أن أغلبها لم تكن ثابتة، بل شهدت تقلبات وتذبذبات في حضورها وتأثيرها، بل إن البعض منها قد شهد تراجعاً كبيراً، ولم يعد له سابق تأثيره، لكننا وعندما نضع الدور السعودي تحت المجهر، فإننا نجد تميزه عن غيره بحضوره وتأثيره وحيويته وتصاعد قوة تأثيره مع السنوات. الاستقرار عامل مكّن السعودية من لعب أدوارها العالمية أهمية دور السعودية والتأثير المتزايد له على الصعد العربية والإسلامية والدولية، يأتي باعتبار أن هذا الدور يستند على مرتكزات قوية وثوابت واضحة، إذ لم تشهد السعودية تقلبات سياسية كما لم يواجه اقتصادها أزمات ونكسات، أما اجتماعياً فإنه ليس هناك من أزمات ومشكلات اجتماعية كما نشهد في الدول الأخرى، وباختصار فإن السعودية ثابتة ومستقرة سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، كما أن ثوابتها واضحة في التعامل على مختلف الصعد، ولم يكن هناك أي تقلب أو تغيير في هذه الثوابت على عكس أغلب الدول. إن هذا الدور بقي في سياقه مستنداً على الخط العام المستمد قوته وتأثيره من الثبات السياسي والاجتماعي والازدهار الاقتصادي، ولهذا من اللافت للنظر أن العديد من الدول التي كانت خلال العقود الماضية توجه انتقاداتها للدور السعودي، فإنها اليوم كبقية دول العالم تشيد وتثني على هذا الدور، وتؤكد على أهميته على مختلف الصعد، وحتى أننا لا نبالغ أبداً إذا قلنا إن السعودية وفي ظل ثباتها الأمني والاجتماعي وازدهارها الاقتصادي قد باتت تعتبر مرجعية عربية وإسلامية ودولية. تاريخ السعودية حافل بقراراتها الحصيفة.. وفي رؤية 2030 المملكة دولة عظمى إن اللافت للنظر والذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن القادة السعوديين منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، اتسموا بالرصانة والحصافة والاتزان في اتخاذ القرارت السياسية، ولم يشهد تاريخ المملكة وإن بادر أحد ملوكها إلى اتخاذ قرار دون تأن وروية، وهو ما يدل على أن القادة السعوديين يعتبرون اتخاذ القرارات بمثابة مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم، وهم لا يريدون إرضاء أنفسهم وشعبهم والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية فقط، بل يريدون رضا الله عز وجل. ومن أهم مميزات وسمات الدور السعودي إضافة إلى أنه لم يشهد تراجعاً أو تذبذباً، فإنه قد شهد ويشهد تزايداً في تأثيره وحضوره من جراء التقدم والتطور الذي يشهده على الدوام، وبعد أن أثبت الدور السعودي تأثيره وحضوره على الصعيدين العربي والإسلامي وعلى صعيد بلدان العالم الثالث، فإنه يعد العدة للانطلاق على الصعيد العالمي، وهذا الأمر قد بدأ وبصورة واضحة جداً في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وإن الخطة التنموية الاستثنائية رؤية 2030، والتي يشرف عليها بأمانة وإخلاص سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد وضعت الأسس والقوائم المطلوبة كي تصبح السعودية بعون الله ومشيئته من الدول المتقدمة التي لا يمكن تجاهلها أبداً. *الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي