تنتقل الإمارات بقوة وشموخ أبنائها إلى مرحلة جديدة من البناء والتعمير والتقدم والازدهار بقيادة سمو الشيخ محمد بن زايد، والذي تم انتخابه السبت رئيساً لدولة الإمارات العربية، بموجب المادة 51 من الدستور خلفاً للمرحوم الشيخ خليفة بن زايد، الذي تقلد هذا المنصب منذ العام 2004. الشيخ محمد بن زايد، الذي سيصبح الرئيس الثالث للإمارات، سيستكمل مسيرة فقيد الإمارات الشيخ خليفة بن زايد -رحمه الله-، متسلحاً بسيرة زاخرة من العطاء والإنجازات ورصيد وافر من حب وولاء أبناء دولة الإمارات. وبحسب المراقبين فالشيخ محمد بن زايد بتجربته الثرية الماضية سيكون الرئيس العصري، وسيصنع قصة نجاح جديدة للإمارات، التي تجفف دموعها إثر وفاة الراحل خليفة بن زايد، وتتأهب بقوة وعزيمة وإصرار وصلابة لصناعة المستقبل الجديد. وعكس الانتقال السلس للسلطةُ العمل المؤسسي العصري، حيث أوضح المستشار السياسي لرئيس الدولة أنور قرقاش بتغريدة في حسابه على "توتير"، أن الانتقال السلس للسلطة يعكس رصانة العمل المؤسس والمستوى المتقدم لآليات الحكم واستقرارها في الإمارات. لقد انتهجت الإمارات على مدى العقود الثلاثة، التي قادها مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سياسة داعمة لتعزيز العمل الخليجي المشترك ورأب الصدع العربي ودعم قضايا الأمة الإسلامية، فضلاً عن تعزيز الأمن والسلم العالميين، ولجم الإرهاب الظلامي والطائفي، ويؤكد المراقبون أن الإمارات ستستمر في هذا النهج الداعم للمصير المشترك لدول الخليج ونصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. والشيخ محمد بن زايد، هو ابن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- "الأب المؤسس" لدولة الإمارات وأول رئيس لها، وشغل منصب ولي عهد أبوظبي قبل رحيل الشيخ خليفة -رحمه الله-. ويعد الشيخ محمد بن زايد من رواد الإصلاح، وصاحب بصمات بارزة في عمليات النهضة والبناء والتنمية التي شهدتها الإمارات، وله جهود بارزة على وجه خاص في تطوير القوات المسلحة الإماراتية، وتدرج الشيخ محمد بن زايد في العديد من المناصب منذ تخرجه عام 1979 في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وصولاً لتعيينه في يناير 2005 نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية. وعرف عنه منذ تعيينه ولي عهد لإمارة أبوظبي في نوفمبر 2004 أنه القوة الإيجابية الموجهة للمبادرات العديدة التي أسهمت في تطوير إمارة أبوظبي، والتي شهدت تحولاً اقتصادياً واجتماعياً متسارعاً، الأمر الذي انعكس على تحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها وعلى تعزيز عملية التنمية الشاملة في دولة الإمارات. ولم تقتصر جهود الشيخ محمد بن زايد ومبادراته على الجانب المحلي في إمارة أبوظبي، بل امتدت مبادراته لدعم مسيرة التنمية الشاملة في الإمارات، ليصل الخير والرفاهية وعائدات عملية التنمية إلى مواطني الدولة. على الصعيد الدولي طرح الشيخ محمد بن زايد عدداً من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد. الشيخ محمد بن زايد سيحمل مسؤولية الأمانة العظيمة باقتدار لخدمة وطنه وشعب الإمارات الوفي، والوفاء لما أرساه الراحل فقيد الإمارات من قيم أصيلة ومبادئ استمدها من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، والتي رسخت مكانة الإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي، وعززت إنجازاتها الوطنية المختلفة. محمد بن زايد خير خلف لخير سلف.