الموسم الماضي كنتُ قد راهنت على أن الشباب كان سيحسم الدوري لمصلحته، وأيضاً كنت قد راهنت على عودة الاتحاد، وكنت كذلك راهنت على ان الهلال لن يجعل الأمر سهلاً على الشباب، خاصة أنه ومنذ ختام مرحلة الذهاب، تنافس الشباب والأهلي على صدارة الترتيب وزاحموا الهلال، وكان النصر قريباً جداً من الدخول على المنافسة حتى ابتعد بشكل مفاجئ، ثم سقط الأهلي سقوطاً قوياً، وتذبذب الشباب، وعرف الهلال كيف يحسم الأمور لمصلحته، وهذا هو واقع الحال في الموسم الحالي وتحديداً في الجولة السادسة عشرة، الاتحاد متصدر، الشباب منافس وبفارق نقطة واحدة، والهلال في الترتيب الخامس بفارق ست نقاط عن المتصدر، وله وللاتحاد مباراة مؤجلة، لكن هنالك جديد هذا الموسم، وهذا الجديد هو لاعب جديد، وسيناريو جديد للنصر. النصر هذا الموسم عاد مبكراً من الخلف، وتقدم ليصبح في المركز الثالث بعدما كنا على وشك البدء بالشك أنه حتى لن يدخل المثلث الذهبي الآسيوي، لكن من بعد الخروج الآسيوي، وخروج حمدالله، النصر عاد وبقوة، حتى أنه انتقم من الهلال وأوقف ماكينته، وها هو العالمي اليوم ينتظر أخطاء الآخرين حتى ينافس على اللقب وبقوة، والجديد الثاني، هو ضمك، في المركز الرابع متقدماً على الهلال، ومنافساً قوياً ليس بمجرد على اللقب، وإنما أيضاً بتحديد من سينافس أو يحسم أو يهبط أو يبقى كذلك، قوة ضمك ليست سهلة، وأصبح بكل جولة يمتلك خبرة أكثر ويستغل كل محيطه التنافسي، وهذا دليل على حنكة وذكاء إدارته الفنية والإدارية أيضاً. ما يهمنا الآن هو أن نتوقع ماذا يحدث، من الطبيعي أن نتوقع انتفاضة هلالية وعودة قوية للتنافس، ومن الطبيعي أيضاً أن نشهد استمراراً لدى النصر على الدخول على المثلث الذهبي، الاتحاد ليس الأهلي، فهو ليس من النوع الذي يفرط بسهولة في الصدارة، عكس الشباب الذي لعله نسي كيف يحتفظ بحظوظه، من داخل الروح التنافسية أتمنى عودة الشباب إلى منصات التتويج، وأتمنى بقاء الاتحاد بهذه القوة، ولكن واقع الأمر يقول إن الثلاث الجولات القادمة ستحسم فريقين فقط ينافسون على اللقب بجدية، الاتحاد أحدهم بكل تأكيد، والفريق الثاني سيكون منافساً قوياً للهلال، لعله النصر، لعله الشباب، لعله ضمك. الأهلي قاب قوسين أو أدنى لدخول مربع الهبوط، خاصة أن التعاون متواجد فيه حالياً، وأتوقع خروجه بأسرع وقت ممكن وانتقاله للمنطقة الدافئة، وإذا حدث هذا فان الأهلي سيحل ضيفاً ثقيلاً على فرق الهبوط، وهنا سنشهد بطولة تنافسية قوية جداً اسمها، الأهلي سيهبط، الحزم الباطن والفيصلي، سيبذلون كل الجهود لكي يصعدون مكان الأهلي، وفرق المقدمة لن ترأف بالأهلي، ولا يمكن أن أصف حال الأهلي إلا بالمثل العربي الذي يقول: إن طاح الجمل كثرت السكاكين بلحمه، وهنا نسأل سؤالاً بسيطاً: كيف يمكن إنقاذ الأهلي؟ والسؤال الأهم: هل من الضروري ان نهتم لإنقاذ الأهلي؟ أم علينا التركيز على بناء وصناعة فرق قوية جديدة خارج مصطلح الخمسة الكبار الذي انتهى وتبعثر؟ هل سيكون ضمك؟ هل الرائد؟ لا شك أن الموسم الحالي قوي جداً، ومن الصعوبة حسم الأمور لمن ستؤول، نعم الاتحاد قوي، والشباب متحفز، لكن الخطورة دائماً من الهلال، وبطبيعة الحال النصر الذي متى ما انتعش فلن يوقفه أحد. د. طلال الحربي د. طلال الحربي