هي دارنا..

مسكيّةَ الأنفاسِ واثقةَ الخُطى
رقصتْ ليومِ بزوغكِ الأغصانُ
وبلابلُ الأشواقِ غنّت للدُنا
حرفَ الخلودِ، فتاهتِ الألحانُ
رصدَ الزمانُ لكِ الحكايةَ مُذ أتى
عبدُالعزيزِ وخلفه الفرسانُ
يوم استفاض النزفُ كان رصيدُنا
ظلماً، يجاورُ ليلَه الحِرْمانُ
بالدمعِ نغرقُ إذ ربوعكِ وحشةٌ
وتُطيف حولَ عيونِكِ الأحزانُ
وبنوكِ حولكِ جائعون ومهدهم
فُرُشُ الترابِ، ولا ذرىً وأمانُ
والخوفُ يضربُ والمتاهةُ والأسى
والخُلْفُ يعصفُ والشتاتُ حصانُ
والطامعون تناوشوكِ بنابِهم
قُطعانُ يردُفُ بغيَها قُطعانُ
ليلُ الكآبةِ بالمآسي غارقٌ
والأرضُ تبكي والحدودُ تُهانُ
ماذا همستِ بنبرةٍ صوبَ السما؟!
فأجاب صوتَ دعائِكِ الرحمنُ
وأتاكِ من خلف المفازةِ فارسٌ
خضعت لصوت زئيره الشجعانُ
عبدُالعزيرِ أتاكِ يحملُ روحَهُ
والروحُ في لغةِ الهوى بُرهانُ
ويراكِ من دون الحِسانِ غزالةً
لعيونها تُسترخصُ الأثمانُ
متدثّرًا بالعزمِ يُطلبُ مُلكَهُ
والحزمُ درعٌ والثباتُ سنانُ
ضمَّ الجريحةَ في الفؤادِ فأزهرت
بيضُ الرُبى، وتعانق الخِلّانُ
وأقام في بلدي معالمَ نهضةٍ
يسقي أصولَ فروعها القرآنُ
عبدالعزيز فيا قصيدةُ أشرقي
رمزٌ به تتعملقُ الأوزانُ
عبدُالعزيزِ ويا بيارقُ رفرفي
صقرُ الجزيرةِ، فالحدودُ تُصان
أرسى قواعدَها وأورثَ أُسدَهُ
بيضَ الفعالِ، فكلُّهم تيجانُ
رحلوا بنا نحو الضياءِ مسيرةً
ويُعزُّ فيها بالهدى الإنسانُ
ساروا على نهجِ الإمامِ أئمّةً
أثنى على تلك الملوكِ زمانُ
واليوم مِنْ ترفِ النعيمِ تراقصتْ
يوم انبرى لعناقها سلمانُ
يدنو إليها فِعلَ أشرفِ والدٍ
فالحُضنُ لطفٌ والفؤادُ حنانُ
والشعبُ بادله الوفاءَ محبّةً
والأرضُ تُحمى والديارُ أمانُ
هيَ دارُنا والمجدُ تاجُ جبينها
عجبتْ لحُسنِ قوامها الأوطانُ
*عضو جمعية الأدب السعودية
ماجد الجهني