يقع الفنان أحيانا في عدّة مشكلات فنية بسبب جهله للحقوق الفكرية، ما يجعله يتعرض للقضايا مع فنانين وملحنين آخرين أو من ورثة فنانين سابقين بعد صدور إنتاج عمله، السؤال الذي دائما يساير البعض: "هل الفنان يصدر ذلك العمل عن جهل؟ أو أنه سجل هذا العمل التراثي باسمه، ظنًا أن لن يحاسبه أحد؟ الفنان لا بد وأن يكون على وعي يقول الناقد الفني علي فقندش: يجب أن يكون الملحن على وعي!، وأن المسألة هنا حقوقية وملكية فكرية لها حقوق أدبية ومادية، وهذا بالمعنى الصحيح، ما يعني أن يتعامل الفنان مع شركات الإنتاج ومع المنافذ لإظهار الفن إظهار إبداعي لمحبيه، ويستشهد أن الفنان لا بد وأن يكون على وعيّ في البداية والقصد هو الفنان الملحن الذي هو أساس العمل، فيجب أن يعي أن هناك عمرا افتراضيا للأعمال الفنية الناجحة هو خمسين سنة، حددته جمعية المؤلفين والملحنين في باريس أو جمعية التراث العالمية والمملكة عضو فيها، وكان يمثلها عبدالقادر حلواني - رحمه الله - حيث حددوا عمرا افتراضيا للأعمال لكي تتحول من عمل إبداعي شخصي إلى تراث ملك الأرض وملك الجميع بعد خمسة عقود، لذلك عندما يعمل الشخص ويرى أن العمل التراثي الذي تعدى هذه السنين، سيصبح تراثا مثل أعمال الفنان عبدالله محمد وفوزي محسون وطارق عبدالحكيم. وهذه الأعمال التي تجاوزت العقود الخمس، وحفظت بمصدرها الأصلي، أي لن يستطيع تجاهل اسم مصدرها أحد، وإذا كان العمل حيا وقائما يعتبر تراثا ولكن يسجل إعداد "فلان"، حتى لا ينسب الأعمال لنفسه لأنها ليست أعماله ولو ضمن التراث. لذلك أعتقد أن البعض يخطئ في حكاية الأعمال الاستعادية في الفن والأغنية ويقدمها باسمه، وهذا يحصل خاصة في الأعمال داخل المملكة بالتحديد وبين اللون التركي، وكثيرا ما استولى الأتراك على ثراتنا وقدموها بتوزيع موسيقي آخر، وأيضا بعض فنانينا أخذوا من الروح التركية والأعمال التركية ولكن في النهاية أن الحل يكون تنسب للتراث بشكل عام والتراث الإنساني أقصد. وشركات الإنتاج الفني التي تتبع وزارة الإعلام، وأقصد العمل وليس المادة، لا بد أن تتعامل معها بجدية، حيث إن الوزارة تطالبه بتوضيح مصدر الأعمال كلمة ولحنا، وهناك خبراء في وزارة الإعلام يقيمون الأعمال ولديهم تاريخ خاص بالأعمال الفنية بشكل عام ومن التجارب أيضا اكتساب كثير من موظفي الإعلام، معرفة على هذه الألوان من خلال عوامل مختلفة وتسجيل أعمال مؤرخة وسجلات، والاستفادة من خلال البعثات اللي كانت ترسل أيام وزارة الثقافة والإعلام في عهد معالي عبدالعزيز خوجة ومعالي إياد مدني، ومعظم هذه الأسماء إدارية تم ابتعاثهم ومشاركتهم في الأسابيع الثقافة في عدّة دول. المسؤولية تقع على الفنان بينما يرى أحمد بن راجح "موزع ومنتج سينمائي سعودي": أن الفنان يتحمل المسؤولية كاملة.. مشيرا إلى أن المسؤولية بشكل عام يتحملها الفنانون، أياً يكن مجالهم. ويضيف أن على الفنان البحث والتأكد من الفن الذي يقدمه أو العمل، حتى يتأكد أنه لم يسبق لأحد التطرق لمنتجه، لأنه إذا كان لديه عمل وهو متأكد من إنتاجه من البداية إلى النهاية، فهذا ملك فكري وحق أدبي ومادي، والأفكار ليس لها قيود، ولكن من الذي يستغل الفرص وينفذ فكرته في أسرع وقت!، فإذا جات الفكرة استغلها ونفذها حتى تصبح من حقه، أما إذا انتظر لربما يسبقه عليها شخص آخر وتصبح حق لغيرك، أما بالنسبة للوصول للمعلومة، فأصبح المعلومة في وجود الإنترنت أسهل للتأكد من الملكيات. فلذلك أؤكد مسؤولية الفنان قبل الدخول، أن للحقوق الفكرية والملكية ضوابطها والتزاماتها، حتى يجنب نفسه من القضايا والإحراج والتخلص من الشبهات، ولا أشك في أن بعض الفنانين يتعمدون سرقة الحقوق، وأتمنى من الجميع مراعاة حقوق الآخرين والورثة، فكل فنان لا يرضى أن يأخذ أحد عمله وجهده من العمل الإبداعي. التساهل يوقع الفنان في القضايا هنا يسلط الفنان ياسر عوكل، على نفس الفكرة، يقول أن التساهل من الفنان يوقعه في القضايا الحقوقية، قد يجعله في موقف محرج، حيث يرى عوكل أن على كل فنان ينفذ عملا فنيا مبنيا على أسس وقواعد وعقود، بمعنى قبل القيام بأي عمل يشترط عليه أخد الأذن أو الموافقة من قبل الملحن أو مؤلف الكلمات أو أن يشتري الكلمات أو التنازل عنها من قبل المؤلف حتى لا يقع في سرقة حقوق فكرية وأدبية، فكثير نسمع عن هذه المشكلات التي تحصل وأعتقد أن سببها هو عدم وجود عقود بين الملحن والمطرب أو بين منتج العمل، وهو نفس الحال في النصوص الدرامية والمسرحية فقد تسرق الفكرة أو ملخص العمل، ولكن إذا كان العمل مُجازا ومختما عليه من وزارة الإعلام أو هيئة المرئي والمسموع فلن يسرق إطلاقا. إضافة إلى الاهتمام في الرقابة وإجازة المواد الفنية والتي ستحد من السرقات. وقال ياسر عوكل: من وجهة نظري أن أي عمل فني لا بد وأن يجاز من وزارة الإعلام، وبذلك لا يستطيع أحد أن يسرق فكرته، رغم أن بعضا من الفنانين لديهم الاندفاعية في مثل هذه الأمور التي تساهم في حدوث هذه المشكلات بين المؤلفين. العرف الفني سيحمي المبدعين يشدد الفنان الشاب عبدالله عبدالعزيز، على وجود عُرف فنيا يحمي الفنانين المبدعين، حيث لا يصدر الفنان عملا فنيا، إلا بعد استلامه، تنازل من الشاعر والملحن باسم الفنان، أو من خلال الشركة المنتجة، ويجب على كُل فنان أن يعي ذلك، حتى لا يدخل في مشكلات مع زملائه وهو في غنى عنها.. وبالنسبة لما الفلكلور، فيرى أن تجاوز العمل الفني "45" عاماً، سيعطي الآخرين حق إعادتها من جديد، مع الاحتفاظ بالشكل العام لرسم اللحن مع حفظ مصدرها الأصلي. علي فقندش: إذا حفظ مصدرها الأصلي لن يستطيع تجاهلها أحد أحمد بن راجح: على الفنان البحث عن فن سليم يقدمه للناس ياسر عوكل: التساهل يوقع الفنان في موقف محرج عبدالله عبدالعزيز: وعي الفنان يحميه من دخول قضايا حقوقية