يبدو ظاهرياً أن هناك تقارباً بين حركة «حماس» وتركيا، لكن في الخفايا هناك الكثير من الغموض في طبيعة العلاقة وهو ما ستتكشف عنه الفترة القليلة المقبلة، في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال أي فرصة من أجل اللعب على وتر مزاعم دعم القضية الفلسطينية. وفجرت صحيفة التايمز البريطانية مفاجأة من العيار الثقيل، حيث قالت: «إن أجهزة المخابرات الغربية، اكتشفت أن حركة حماس أقامت لها مقرًا سريًا في تركيا لتنفيذ عمليات الحرب السيبرانية والاستخبارات المضادة». وأوضحت الصحيفة أن المقر الرئيس لعمليات حركة حماس للحرب الإلكترونية أُنشئ في العاصمة التركية إسطنبول قبل نحو عامين، وهو مقر منفصل عن المكاتب الرسمية لحماس في تركيا، التي تتعامل بشكل أساسي من خلاله الحركة مع الإدارة التركية، سواءً من حيث التنسيق أو التعاطي السياسي أو المادي. وذكرت التايمز، نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية، أن الوحدة «السيبرانية» تديرها كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس في غزة. وأشارت إلى أن عناصر الحركة الذين يعملون في تلك الوحدة ليسوا معروفين لأعضاء حماس الآخرين في تركيا، وبأن تلك الوحدة تتبع سامح السراج، أحد قيادة الحركة، وهو يتبع قائد حماس في قطاع غزة، يحيي السنوار. جدير بالذكر أن دولة قطر تواجه دعوى قضائية مقامة ضدها أمام إحدى المحاكم الأميركية في مدينة نيويورك، باعتبارها الممول الرئيس لحركة حماس. وأوضحت الدعوى القضائية أن مؤسسات مالية قطرية عدة يسيطر عليها إلى حد كبير أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، قدمت ملايين الدولارات إلى حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين تحت غطاء «التبرعات الخيرية»، وأنها استخدمت النظام المصرفي الأميركي لتمويل هذه الجماعات بشكل غير قانوني.