كنت وما زلت مقتنعاً أن الفئات السنية بنادي الهلال - برغم كل القصور تجاهها وشح الاستثمار فيها - إلا أنها مقارنة بحجم الجهد المبذول فيها، تقدم مخرجات جيدة والدليل أن بعض من غادروا أسوار النادي يلعبون اليوم بصفة أساسية في فرق لها وزنها في الدوري. مشكلة مخرجات الفئات السنية في الهلال تكمن في أمرين، الأول محدودية الفرص في الفريق الأول، وربما هذا مفهوم لفريق بجودة الهلال ويملك جيلاً ذهبياً حالياً حصاده لم ينته بعد، أما الأمر الآخر وهو المشكلة الحقيقية لهؤلاء الشبان هو أن خروجهم من النادي يأخذ شكل تفريغ خانة في قائمة الفريق الأول لا أكثر، فلا إعارات مدروسة ومقننة، ولا صيغ بيع بأحقية شراء مستقبلاً، بل التخلص من أسماء زائدة فقط، والحقيقة أن كل من يخرج من فئاتك السنية يمثل مستقبل النادي، بالتالي الإعارات الصحيحة لهؤلاء والتي تضمن لهم فرص لعب منتظمة، هو استثمار في مستقبل النادي، والفائدة فيه مضمونة إن لم تكن فنية فهي مادية بشرط مساعدة هؤلاء الشبان على أخذ المسار الصحيح لصقل موهبتهم. ولكي نتفادى الحديث المرسل، سأضرب بعض الأمثلة على عشوائية الإعارات في الهلال، لاعب مثل متعب المفرج فاز بجائزة أفضل لاعب واعد الموسم قبل الماضي، وحجز خانته في التعاون على حساب لاعبين أجانب، ثم عاد للهلال فأرسله مجددًا للإعارة بدون معنى للشباب، لم يأخذ فيها فرصاً كافية وعرقلت تطوره الذي ظهر جلياً، ذعار العتيبي مثال ليس بالبعيد، فبعد مؤشرات جيدة في الدقائق التي أخذها في الهلال ذهب في إعارة غير موفقة للتعاون، ومن ينظر بعين مدققة يعلم أن التعاون يملك عدداً كبيراً من لاعبي الجناح وهم أكثر تجربة من ذعار، وأن فرصه من البداية كانت محدودة، خالد جبيع هداف الفريق في الفئات السنية ذهب معارًا للعدالة، ومع كل الاحترام للعدالة إلا أنه لن يجد هناك جهازاً فنياً قادراً على صقل موهبته ولا بيئة تنافسية، والأسوأ من ذلك أنه لم يجد فرص لعب أصلاً فانتهت به الحال في الشعلة. السطر الأخير: نادٍ بحجم وقيمة الهلال يجب أن يكون العمل في فئاته السنية بشكل محترف، وحجم الاستثمار والإنفاق عليها يجب أن يكون أكبر، والأهم من ذلك وجوب وجود استراتيجية واضحة للإعارات، وليس تفريغ خانة فحسب، فهذا جزء من الاستثمار في مستقبل النادي، ونوعية الإعارات تحدد شكل هذا الاستثمار، هل سيأتي بمردود أم سيكمل مسيرة الهدر الحالية؟