عام مضى وبسرعة وعام جديد نستقبل أيامه، هذه هي دورة الأيام، تمضي بنا ونحن في الدنيا نحصد نتاجها منها. ليس لها حد ولا عد بالنسبة لمدى بقائنا فيها، فنحن بالنسبة للدنيا ثوانٍ معدودة ويتعاقب الجديدان علينا فنهرم وتبقى تلك الليالي والأيام تتجدد مع أجيال بعدنا. يقول الشاعر راشد الخلاوي: نعد الليالي والليالي تعدنا والعمر يفنى والليالي بزايد ويقول الشاعر سعود بن سالم: دنياك دورتها على محمل الجد تدرج رحاها ماتوانا جهدها الناس تفنى والليالي تجدد لكن محدٍ سالمٍ من نكدها ولأهمية هذه الدنيا في معاش الناس ومعادهم باعتبارها مزرعة الآخرة، وأن يفعل فيها معروفاً يحصده في عمره وبعد رحيله، اهتم الجميع بها، فجاءت على لسان الواعظ وفي حروف الكاتب وأبيات الشاعر وقصائده، والكل تناولها بالتحذير والتنبيه والحث على استغلال الوقت والبعد عن كل ما يشين والقرب مما يزين. فنظم الشعراء حولها القصائد العديدة، فمرة في الوصايا ومرات في المبادئ والمثل والقيم والحرص على العادات الطيبة والتقاليد الحميدة، وحسن المعشر والعلاقات والبر بالوالدين وحفظ الجوار ومعاونة المحتاج ومساعدة الضعيف وترك سيرة عطرة بعد الرحيل والذكر الحسن.. إلخ. عبروا عن أحاسيسهم حولها وبثوا مشاعرهم مبينين تجاربهم حيث الحياة تجارب وخبرات، وأهميتها بالنسبة للإنسان كبيرة فمن ضاعت أيامه ضاع ومن استثمرها فاز. ويقول الشاعر: ماجد النقريني: اغتنم فرصتك دامك فالبداية في بداية عمرك وزهرة شبابك اغتنمها قبل تاصل للنهاية النهايه بعدها تلقى حسابك في صلاح الفعل والقول الهداية عند خلاق البشر تلقى ثوابك ويقول الشاعر فهد الشبلي: علم اللي كل واحد ما يشوف الثاني ما تفيد العيشة اللي ماوراها جمعة يابنادم لو يطول العمر عمرك فاني كل عام يمر تطفي من سنينك شمعة لو تدورني بعد مدة ولا تلقاني وش يفيدك بعد موتي لو تهل الدمعة؟ وان رحلنا ياعسانا نفوز بالأحساني ويا عسانا ما نخلي غير طيب السمعة ويقول الشاعر أحمد البلادي: الحياة دروس والدنيا تجارب والبشر طلاب داخل مدرستها والليالي ماصفت فيها المشارب كيف تصفى والهموم مكدرتها والبشر هذا الزمن مثل العقارب لو يدينك في مخابيك لدغتها ونختم بخلاصة الاعتبار من تعاقب الليالي والأيام وسرعة دوران عجلتها وتوالي مرور الليل والنهار والحياة والفناء. نعتبر ونحرص على تجاوز العقبات والتغافل عن الزلات وجعل الحياة وإن صعبت ظروفها أجمل، من خلال التحمل والصبر وانتظار الأحسن، وتقوية العلاقات وعدم التركيز على السلبيات. والحاصل أننا لو رجعنا لماضينا الجميل لوجدنا أهلنا في أسعد حال مع أنهم لا يجدون الكثير من المال ولا ما نجده نحن من ميسرات الحياة، لكن وجدوا حلاوة الحياة رغم صعوبتها من خلال عدم الوقوف طويلاً عند الزلات أو محاسبة الآخرين، وأيضاً كان هدفهم أسمى من رخيص الدنيا وما فيها. يقول الشاعر خليل بن هدلان: هذا الزمن لا عاد تشره على الناس ولا تعاتب كل ما شفت زلة كثر التشره والعتب يوجع الراس من جاز لك جز له ومن شان خله من تابع الزلات لابد يحتاس وتجرّعه بقعا ثمانين علة كبار السن خبرة تجارب الحياة ناصر الحميضي