حينما قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية م. أمين الناصر إن أرامكو السعودية ستستخدم مزيجاً من النقد والديون لسداد أرباحها البالغة 18.75 مليار دولار للربع الأول من العام الجاري في المكالمة الهاتفية الأخيرة للصحفيين، رداً على سؤال حول ما إذا كانت أرامكو ستستفيد من أسواق الديون لتغطية الأرباح أو استخدام أموالها الخاصة، أكد بأنه "سيكون مزيجاً من الاثنين" ونجحت الشركة بتحقيق هدفها بهذا الخصوص. وقال "ونود أن نستخدم النقد المجاني لدينا بالتأكيد في معظم الأحيان، ولكن أدوات الدين الأخرى من البنوك أو السندات متاحة لنا أيضاً لأن لدينا ميزانية عمومية قوية". ومنحت شركة أرامكو السعودية أسهماً مجانية للمكتتبين السعوديين بحد لا يزيد عن 100 سهم لكل مكتتب وفقاً لعدد أسهمه لتوفي الشركة بوعدها حيث أعلنت أن فترة استحقاق الأسهم المجانية (180 يوماً)، المشار إليها في نشرة إصدار الطرح الأولي الصادرة عن الشركة، قد انتهت بنهاية تداول يوم الأحد 15 شوال 1441ه الموافق 7 يونيو 2020م. وأن كل مكتتب سعودي مؤهل احتفظ بأسهم الطرح بصورة مستمرة وغير منقطعة حتى نهاية تداول يوم الأحد 15 شوال 1441ه الموافق 7 يونيو 2020م (نهاية فترة استحقاق الأسهم المجانية) سيحصل على سهم مجاني واحد إضافي مقابل كل عشرة أسهم تم تخصيصها من أسهم الطرح، على ألا يزيد عدد هذه الأسهم المجانية على مئة سهم مجاني كحد أقصى، حيث سيتم منح وتخصيص هذه الأسهم المجانية من خلال الأسهم التي تملكها الحكومة (المساهم البائع) في الشركة. وسيتم نقل الأسهم المجانية إلى المحافظ الاستثمارية للمستثمرين الأفراد المستحقين خلال مدة أقصاها 75 يومًا تقويميًا من نهاية فترة استحقاق الأسهم المجانية، على أن تقوم الشركة بالإعلان عن تاريخ نقل هذه الأسهم عند تحديده من قبل المساهم البائع على موقع تداول في حينه. واشتهرت شركة أرامكو بقوة الموثوقية في الإيفاء بتعهداتها والتزاماتها لكافة عملائها من مساهمين وشركاء ومشترين وبائعين ومستخدمين وغيرهم في كافة تعاملاتها وتحت مختلف الظروف الطارئة التي هزت العالم. إلا أن أرامكو توجت على رأس قائمة شركات النفط والغاز لعام 2019، من حيث المبيعات والأرباح والأصول والقيمة السوقية وذلك بالرغم من أحداث صعبة خاضتها أرامكو من سلسلة هجمات على منشاتها، ومع ذلك حققت أكبر نجاح في إكمال صفقة سنداتها الدولية بقيمة 12 مليار دولار، ونجاح أكبر اكتتاب في التاريخ بقيمة 25,6 مليار دولار الذي كشف عن القيمة السوقية الحقيقية لشركة أرامكو السعودية بأكثر من تريليوني دولار، لتعزز هيمنتها بموثوقية إمداداتها لأمن الطاقة العالمي رغم سوء ظروف وأحوال الأعمال على مدى العام. وحققت أرامكو أكبر ربح عالمياً، حتى قبل طرحها العام الأولي في ديسمبر،2019، وهي أيضًا تختلف اختلافًا جوهريًا عن عمالقة النفط والغاز الآخرين وأعمالها ثقيلة للغاية، وهذا يعني بأن المزيد من إيراداتها تأتي من إنتاج النفط الخام مقارنة بالشركات الأخرى التي تحقق أرباحاً كبيرة من بيع المنتجات المكررة والبتروكيماويات. وسجلت الشركة أرباحاً قويةً بقيمة 62,5 مليار ريال للربع الأول 2020 محققة انتصارات عديدة بينما العالم يخوض حرب الفيروسات التاجية متفوقة أرامكو على كبرى شركات الطاقة في العالم التي سجلت غالبيتها خسائر فادحة لنفس الفترة مع إغلاق وتعطل عديد من خطوط إنتاجها ومبيعاتها، في حين حققت أرامكو نتائج مالية استثنائية بفضل قدرتها على إدارة مركزها المالي وهيكل أعمالها المنخفض التكلفة. ونجحت أرامكو السعودية بالفعل في تجاوز الخمس شركات الكبرى في العالم وهي بي. بي.، وشيفرون، وإكسون موبيل، وشل، وتوتال من حيث المؤشرات المالية الأربعة الرئيسة وهي في صافي الدخل بقيمة 330,75 مليار ريال / 88,2 مليار دولار، وفي التدفقات النقدية الحرة بقيمة 294 مليار ريال / 78.3 مليار دولار، وفي العائد على متوسط رأس المال المستثمر بنسبة 28,4 %، وفي توزيعات الأرباح بقيمة 274,5 مليار ريال / 73,2 مليار دولار. في وقت تبرهن المؤشرات المالية في نتائج أرامكو للعام الماضي بوضوح على تميز أرامكو بشكل حقيقي وفريد ليس فقط على نظرائها في قطاع الطاقة ولكن حتى بالمقارنة مع كبرى الشركات الرائدة غير النفطية. ونجحت أرامكو للتجارة باعتماد نموذج أعمال التكامل العالمي الذي مكنها من النمو وتحقيق التوازن والانسجام مع نظام أرامكو السعودية العالمي بشكل موثوق وفعال، واغتنام الفرص المواتية التي تعزز تجارتها وخططها لبلوغ حجم تداولاتها ستة ملايين برميل من النفط الخام والمنتجات البترولية والكيميائية. ولا تزال رؤيتها تركز على النمو لتصبح واحدة من أكبر ثلاث شركات تجارية في العالم، وقد قاربت بلوغ هذه الرؤية حيث توسعت الشركة وبدأت التداول من شركة تابعة لها وهي أرامكو للتجارة - سنغافورة التي أطلقت أنشطتها التجارية المخطط لها. وشهد مركز أرامكو سنغافورة نمواً هائلاً والانتقال من مجرد مزود خدمة التسويق إلى مركز تجاري متكامل للطاقة يشمل تجارة الغاز الطبيعي المسال. وتمتاز أرامكو بقوة تكامل الأنشطة المنقولة بحراً والتي حققت علامة فارقة نحو التكامل العالمي، وزادت الأحجام المتداولة لتصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا، ومع التكامل العالمي ستحقق الشركة هدفها المتمثل في حجم تداول يبلغ 6 ملايين برميل يوميًا خلال العام الجاري 2020. وتولت شركة أرامكو للتجارة دور دمج جميع أصول أنشطة المصب العالمية للتكرير والكيميائيات والشحن والتسويق لشركة أرامكو بما فيها مصفاة موتيفا في تكساس المملوكة بالكامل لشركة أرامكو وحققت نتائج وعائدات مالية أفضل بكثير مما كان مخططًا له. وتمكنت الشركة من دمج أصول المصب في جميع أنحاء العالم ودمج النشاط البحري للمنتجات المكررة في المملكة، وزيادة تجارة الطرف الثالث لتوسيع الوجود الجغرافي للشركة في جميع أنحاء العالم. م. أمين الناصر