بعض المغرضين حاولوا الانتقاص من علماء الإسلام قبل مئات السنين ومن أشهرهم ابن تيمية، فقالوا إن ابن تيمية حرّم الكيمياء، وأخذوا ينسبون الجهل والتخلف للإسلام والمسلمين، ولكن الذي غفلوا أو تغافلوا عنه أن علماء الإسلام لم يقصدوا الكيمياء chemistry وهو العلم الذي نعرفه اليوم، بل كان القصد علم زائف يُعرف بالخيمياء alchemy، وهي شيء تَمسّك به بعض المخدوعين ومقصود الخيمياء الحلم المستحيل، وهو صنع الذهب من الحديد، ومن أجل هذا الجشع فعل أهل تلك الصنعة كل شيء، ليس فقط الغش بل حتى السحر والشعوذة ومن هنا أتى التحريم. إلا أن العلوم الزائفة تأتي أحيانا بفوائد غير مقصودة، فلما كان بعض الصينيين متحمسا يحاول أن يصنع الذهب من الحديد تفاجؤوا أنهم صنعوا البارود، والذي أخذ مكانا بارزا في التاريخ البشري، إلا أنه أسخطَ هؤلاء الذين لم يرغبوا به وإنما بالذهب! البشر طالما تساءلوا إن كانوا وحدهم في الكون، والبعض لم يكتفِ بالتساؤل بل أصر أن الفضاء فيه مخلوقات عاقلة، وأخذوا على عاتقهم إثبات ذلك، منهم عالم فلك اسمه برسيفال لويل، جعل يراقب الفضاء، وظن أن المريخ يحوي قنوات مائية صنعتها كائنات عاقلة، وظل مصرّا عشرات السنين ونَشَر الكتب في سبيل ذلك، ورغم أنه لم يثبت وجود أي كائن فضائي إلا أن كتبه احتوت معلومات أفادت - بلا قصد - علماء الفيزياء والفلك، منها أنه شيّد مرصدا ليبحث عن كائناته ولكن المرصد اكتشف كوكب بلوتو. التنجيم كان يسمى علما ثم علما زائفا والآن لا تُنسب إليه كلمة العلم إطلاقا، ويعرف أغلب الناس أنه ضربٌ من الخرافات، ولكن في الماضي عومل كعلم صادق، فرأى الناس أن حركة النجوم تحوي النبوءات والعلوم، فأما النبوءات فلا، ولكن العلوم نعم، وعلى مر الزمن بدأ البشر يفصلون بين التنجيم وبين علم آخر تطور موازيا له حتى انفصل عنه وتركه في الحضيض مع قراءة الكف، وهو علم الفلك، تأتي الاكتشافات من حيث لا نتوقع.