وجد المصنف أول عالمياً الصربي نوفاك ديوكوفيتش نفسه تحت مجهر انتقادات واسعة بعد كشف إصابته بفيروس كورونا المستجد، على إثر دورة كرة مضرب استعراضية نظّمها في خضم أزمة "كوفيد- 19"، طال المرض أربعة من اللاعبين الذين شاركوا فيها. وأعلن الصربي (33 عاماً) إصابته بالفيروس، ليصبح رابع لاعب ينال منه "كوفيد- 19" على هامش المشاركة في دورة "أدريا تور" في دول البلقان، بعد مواطنه فيكتور ترويتسكي والبلغاري غريغور ديميتروف والكرواتي بورنا تشوريتش. وأقر ديوكوفيتش بمسؤوليته في إقامة هذه الدورة وعدم احترام كل قواعد التباعد الاجتماعي خلالها، إن بتصرفات اللاعبين أو السماح بحضور المشجعين. وأتت الدورة التي أقيمت لدواعٍ خيرية، وسط تعليق المنافسات الاحترافية في كرة المضرب، وأصدر الصربي المتوج ب17 لقباً كبيرا بيانين، أعلن في الأول إصابته وأسفه واعتذاره عما حصل، وذهب أبعد من ذلك في الثاني، معترفاً بخطأ تنظيم الدورة في هذه الفترة. وقال ديوكوفيتش: "يؤسفني بشدة أن تكون البطولة قد تسببت بالأذى. اعتقدنا أن الدورة استوفت جميع البروتوكولات الصحية، وبدا أن صحة منطقتنا في حالة جيدة لتوحيد الناس في النهاية لأسباب خيرية. كنا مخطئون، وكان ذلك (إقامتها) مبكراً جداً". لكن الاعتراف بالخطأ لم يكن فضيلة في نظر العديد من المعنيين بعالم اللعبة التي تعتزم سلطاتها إعادة إطلاق المنافسات الاحترافية اعتباراً من أغسطس، وغالباً من دون جمهور في ظل الأزمة الصحية المتواصلة. أبرز هؤلاء كان - كما في الأيام الماضية - الأسترالي المثير للجدل نيك كيريوس، والذي لم يوفر ديوكوفيتش من سهام الانتقاد في مراحل عدة. وعاد كيريوس إلى إطلاق صفة "الغباء" و"عدم المسؤولية" على تنظيم "دورة أدريا" في هذه الظروف. أما البريطاني المخضرم أندي موراي، أحد "الأربعة الكبار" في اللعبة إلى جانب ديوكوفيتش والإسباني رافايل نادال والسويسري روجيه فيدرر، فاعتبر أن الدورة "لم تظهر بشكل جيد لصالح لعبة كرة المضرب". وأضاف: "لا أعتقد أنها أمر كان يجب المضي قدماً به، من غير المفاجئ أن هذا العدد من الأشخاص خضعوا لفحوص جاءت نتيجتها إيجابية، بعد رؤية صور عن احتفالات بعضهم". وتابع: "لم يكن ثمة تباعد اجتماعي". وسارع الاتحاد الأميركي لكرة المضرب المنظم للبطولة، للتأكيد أن فلاشينغ ميدوز ليست في خطر لسبب أساسي هو أن "الإجراءات والبروتوكولات (الصحية) التي سيتم اعتمادها من قبل الاتحاد، مختلفة عن صربيا وكرواتيا. كبداية، لن يكون ثمة حضور للمشجعين". عرض مرعب وكان ديوكوفيتش من أبرز اللاعبين على صعيد الأداء هذا الموسم، وأحرز لقبه السابع عشر في البطولات الكبرى، بتتويجه بطلاً لأستراليا المفتوحة في ملبورن. واقترب الصربي بذلك بشكل أكبر من حامل الرقم القياسي فيدرر (20) ونادال (19)، وهو لن يفاجئ متابعي اللعبة في حال تمكن ذات يوم من انتزاع الرقم القياسي للغراند سلام، لاسيما أنه يصغر منافسيه في السن. وجد ديوكوفيتش نفسه مراراً محط انتقاد هذا العام، إذ انتقد بداية لخرقه قواعد الإغلاق لمواجهة كورونا أثناء وجوده في إسبانيا، وسخر كثيرون منه بعد ادعائه أن الأخلاقيات الجيّدة بمقدورها تغيير نوعية المياه أو الطعام من سيئة إلى جيدة، مشيراً إلى عدم استعداده للتلقيح ضد فيروس كورونا. واشتدت الضغوط عليه بعد وصفه القيود في بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية بأنها "متطرفة" و"مستحيلة".