دعت الحكومة اليمنية منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن ليزا غراندي، وبرنامج الأغذية العالمي للتحقيق في طريقة وصول المساعدات الإغاثية والتي تحمل شعارات برنامج الغذاء العالمي إلى المقاتلين التابعين لميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران. وقال وزير الإدارة المحلية، رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمنية، عبدالرقيب فتح إن استغلال ميليشيات الحوثي الإرهابية وتجييرها المساعدات الإغاثية لصالح ما يسمى المجهود الحربي، يعتبر جريمة إرهابية وغير مقبولة، بحسب وكالة الأنباء الحكومية اليمنية (سبأ). وطالب المنظمات الدولية إلى اتخاذ أساليب وآليات كفيلة بضمان عدم تكرار ذلك، واتباع مبدأ لا مركزية العمل الإغاثي التي تم مناقشتها بالتنسيق مع المانحين والمنظمات الدولية، وتطبيق نظام البصمة والصورة وتفعيل التوزيعات النقدية في المحافظات وفقاً لضوابط محددة وكفيلة باستفادة الأسر المستهدفة منها وللحيلولة دون تجييرها لصالح تمويل العمليات القتالية الحوثية وإطالة أمد الحرب. ونشر مركز العاصمة الإعلامي في اليمن صور وفيديوهات تظهر كميات من المواد الغذائية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، تم العثور عليها في مواقع عسكرية كانت تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإرهابية في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب. واعتبرت الحكومة اليمنية ظهور المساعدات الإغاثية المخصصة للشعب اليمني وللفئات أشد احتياجاً مع المقاتلين الحوثيين، يؤكد ما تقوله الحكومة ووكالات الإغاثة مراراً بشأن تسخير المساعدات لصالح ما يسمى، المجهود الحربي، وحرمان الفئات المستهدفة منها. وهو ما يستدعي التوضيح من قبل الأممالمتحدة وإدانة ذلك بشكل مباشر. وعلق برنامج الأغذية العالمي في اليمن على الفيديوهات المتداولة بشأن ظهور مواداً إغاثية وإنسانية تحمل شعار البرنامج في مواقع عسكرية حوثية تم السيطرة عليها في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب. وقال البرنامج في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر «لا يمكن لبرنامج الأغذية العالمي قبول أي تحويل لمسار المساعدات الغذائية الذي لا يتماشى مع مهمته الرئيسية المتمثلة في الاستجابة للأزمة الإنسانية الطارئة في اليمن». وشددت اللجنة العليا للإغاثة في اليمن على ضرورة وضع آليات رقابية ضامنة لسلامة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها من الفئات الأشد فقراً على مستوى الجمهورية كون هذه المساعدات تأتي بشكل خاص لهذه الفئات بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية في أوقات الأزمات والكوارث. وأعلن برنامج الأغذية العالمي تخفيض المساعدات الإنسانية التي يقدمها للسكان في مناطق اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى النصف، ابتداء من منتصف أبريل الجاري، بعد أن خفض المانحون الدوليون التمويل بسبب مخاوف من أن مليشيات الحوثي تعرقل إيصال المساعدات. وأكدت المنظمات والهيئات الدولية والأممية ووكالات الاغاثة، إضافة إلى الجهات المانحة تزايد التدخلات والعراقيل الحوثية خلال الأشهر العامين الماضين، وبدأت بتقليص المساعدات، وأشارت إلى أن المليشيا باتت تفرض قيودا غير مسبوقة على العملية الاغاثية، فضلا عن حرف مسار المساعدات ومنع وصولها للمحتاجين والمتضررين من الحرب الانقلابية وسرقة المواد الغذائية والطعام من أفواه الجياع، وتحويلها لصالح المجهود الحربي الحوثي. وقال منسق الإغاثة الإنسانية في الأممالمتحدة مارك لوكوك»إن الحوثيين رفضوا الموافقة على 40 بالمئة من جميع المشاريع من قبل وكالات الإغاثة المستقلة أو المنظمات غير الحكومية. وأدى تدخل الحوثيين إلى تقويض قدرة الأممالمتحدة على تقييم الاحتياجات الإنسانية الكاملة في اليمن أو مراقبة ما إذا كانت المساعدات تصل إلى حيث تشتد الحاجة إليها».