وجه وزير الثقافة بدراسة احتياجات اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، ومن أهداف هذه اللجنة توظيف المقومات الاستراتيجية للمملكة وإبراز وتعزيز مكانتها إقليمياً ودولياً، حيث تعنى بتمثيل المملكة في المنظمات الدولية والإقليمية في مجالات التربية والثقافة والعلوم. قدمت «الرياض» هذه التساؤلات لمجموعة من المهتمين في هذا المجال وقراءتهم لهذه التوجهات ودورها في نجاح اللجنة الوطنية في تقديم رسالتها. الرؤية المستقبلية وفي البداية أكد الباحث والمفكر د. علي مبارك العوبثاني قائلاً: من خلال متابعتنا لقرارات سمو وزير الثقافة منذ تعيينه وزيرًا لوزارة الثقافة نلاحظ أن قرارات سموه قرارات سديدة ورشيدة وذات أبعاد استراتيجية بعيدة المدى ومبنية على أسس علمية. وقراءتنا لقراره بتشكيل لجنة خاصة لدراسة احتياجات اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة التي يرأسها سموه قرار صائب وذو أبعاد استراتيجية نوعية ومتعددة يهدف إلى النهوض باستراتيجيات اللجنة الوطنية وتطويرها من خلال مراجعة أداء اللجنة الوطنية لتطويرها وفق أسس منهجية علمية قائمة على تصميم معايير الأداء وقياس الأداء الفعلي، ومقارنة الأداء بالمعايير ومناقشة النتائج مع العاملين في اللجنة الوطنية، ومن ثم اتخاذ الإجراءات التصحيحية والتطويرية. وتحديد الرؤية المستقبلية للجنة الوطنية وتحديد رسالتها والأهداف الاستراتيجية لها وتصميم الخطة الاستراتيجية والمبادرات النوعية التي تساهم في تنفيذها. لكي تقوم بدورها الوطني إقليمياً ودولياً بكفاءة وفاعلية عالية من خلال التحديد الدقيق للأعمال والمهام المطلوبة والتركيز على الأداء في المستقبل والعمل وفق أهداف محددة ومؤشرات أداء نوعية وكمية مبنية على واقع فعلي شواهد وأدلة.. والعمل بروح الفريق الواحد رئيس اللجنة وفريق العمل. لكي تحقق اللجنة الأهداف المناطة بها بالشكل اللائق. للارتقاء والنهوض بها والمندوبات التابعة لها إلى مصاف اللجان والمندوبات المتميزة التي تسعى دوماً إلى التجديد والتطوير لمواكبة المستجدات والمتغيرات إقليمياً ودولياً. وتفعيل الدور الاستشاري للجهات المعنية بالمملكة التي لها علاقة بالمنظمات التابعة للجنة. مثل وزارة التعليم وغيرها. وأضاف العوبثاني من خلال قراءتنا أيضاً نرى أنه بصدد إعادة النظر في الهيكل التنظيمي للجنة والسياسات والإجراءات والحكومة والأطر القانونية وآليات التأهيل. وتحديد الأولويات الوطنية للعمل التطويري للجنة ومندوبيتاها وبناء حوكمة تكاملية مع المنظمات التابعة لها.. ولهذه اللجنة مندوبيات تمثّل المملكة دولياً منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة ودولياً إقليمياً المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ألا يسسكو». وقد نجحت اللجنة الوطنية برئاسة سموه في مهمة ترشح المملكة في المجلس التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة. وهذا ما يسعى إليه سموه الكريم، لتوظيف المقومات الاستراتيجية للمملكة وإبراز وتعزيز مكانتها إقليميا ودوليا والاستفادة من عضوية المملكة في هذه المنظمات الإقليمية والدولية لتفعيل دور مندوبيات اللجنة في هذه المنظمات والارتقاء بها إلى أفضل الممارسات العالمية لتحقيق أهدافها على جميع المستويات عربياً وإسلامياً وعالمياً. وأوضح العوبثاني أن المملكة تقدم دعماً سخياً لدعم هذه المنظمات في الجانب الاقتصادي والتربوي والعلمي والموروث الثقافي بجميع مكوناته وفيها مخزون إرث ثقافي متنوع بحاجة إلى نقلة للأمم الأخرى والأجيال الحالية واللاحقة، وهذا يتطلب دوراً فعالاً من اللجنة لإظهار مكانة المملكة إقليمياً وعالمياً لذلك قرر سموه دراسة الوضع الراهن للجنة والهدف منه مراجعة الأداء وتطويره لتقوم اللجنة والمندوبيات التابعة والجهات المعنية ذات العلاقة بدور ريادي قيادي فعّال يخدم المملكة إقليمياً وعالمياً من خلال التعريف وإبراز مكانة المملكة وما بها من مخزون تربوي وعلمي ثقافي من آثار وتراث شعبي ومصادر العلم والمعرفة قديمة وحديثة. الحراك الثقافي وقال محمد آل صبيح مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة: نعم الوطن يمر بمرحلة تحول تاريخية تشهد قفزات كبيرة وهائلة ونحن في سباق مع الزمن لتحقيق المنجزات الإبداعية على كافة الأصعدة وعلى مختلف المستويات بوعي وفكر وثقافة وإخلاص الإنسان السعودي المتدرع بولائه وانتمائه لأرضه وقيادته وها هو وزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود يقود حراكاً ثقافياً واسع الناطق في الداخل والخارج ويقدم للعالم صورة مثلى للمملكة، ويظهر ما تملك من مقومات ومكونات ثقافية متنوعة ومتعددة ونحن على يقين في قدرة سموه وفريق عمله في وزارة الثقافة وفي اللجنة الوطنية بمضاعفة الجهود لتعزيز دور المملكة في محيطها العربي والعالمي ودور اللجنة يتمحور حول تجويد المخرجات وتوسيع دائرة التأثير عالمياً من خلال المنظمات الإقليمية والدولية في مجالات التربية وهي منبع القيم الإنسانية، والعلوم مصدر التقدم والتطور والارتقاء والثقافة بقيمها ومكوناتها المتنوعة والمتعددة ومعانيها السامية وهذا التوجيه الكريم يجسّد عمق وعي سموه ورغبته الأكيدة في تسخير كل الإمكانات البشرية والمادية بما يتواكب مع تطلعاته واستشرافه للمستقبل المشرق للوطن. توظيف المقومات سارة الخزيم: تعزيز المنظومة القيمية وأوضحت الأديبة سارة الخزيم «نحن بحمدالله بمثابة الأسرة الواحدة نتكاتف ونتعاون خدمة لديننا ووطننا والتطوير سمة لازمة للدولة بما يتفق مع ثوابتنا وقيمنا سعياً لرسم مستقبل واعد للوطن والمواطنين». بهذه الكلمات الرائعة يُلخص خادم الحرمين الشريفين نظرة وتوجه وطننا الغالي وحكومتنا الرشيدة حيال تحقيق الأولويات بشأن توظيف المقومات الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية وقد فازت بمقعد في اليونسكو لمكانتها دولياً. وهي بهذا الفوز لم تبدأ من الصفر إنما تسير على طريق المواصلة والاستمرارية، وما توجيه سمو وزير الثقافة بدراسة احتياجات اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة إلا تأكيد لضمان النجاح والسعي لرفع مستوى الوطن الغالي في المحافل الدولية. وأضافت يكفي أن أهم الركائز هي تعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، وتعزيز قيم الوسطية والتسامح، والعناية باللغة العربية، وتحسين المظهر الحضري للمدن السعودية، وزيادة معدلات التوظيف، وتطوير السياحة بجميع أنواعها، «الأعمال الصحة والاستشفاء الثقافة والتراث، البيئة الرياضة والمغامرات الاهتمام بالمتاحف والقرى التراثية المواقع التاريخية». حفظ الله الوطن ورجاله. التصدير للعالم وقال خالد الكديسي شاعر وقاص ومسرحي: خطوات رائعة تقوم بها وزارة الثقافة في ما من شأنه تعريف العالم بما وصلت إليه المملكة من تقدم ثقافي وحضاري. وحين يأتي هذا التوجيه فهو يدل على اهتمام وحرص سمو وزير الثقافة على تسهيل عمل اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة لتطوير أعمالها مما يجعلها قادرة على القيام بمهامها بكل كفاءة للوصول بالثقافة السعودية ونشرها في كل أرجاء العالم. وأكد الكديسي أن المملكة تحتضن ثقافات متعددة ومعالم حضارية وتراثية عديدة جديرة بتصديرها للعالم. وهناك عناصر بشرية مؤهلة وقادرة على تمثيل المملكة في كل الجوانب الثقافية والعلمية بما تملكه من خبرات عالية وحضور على المستوى الإقليمي والدولي. وعلى اللجنة الاستفادة من هذا الدعم من قبل سمو وزير الثقافة لتقديم برامج وفعاليات تعزز ثقافة المملكة ونقل هذه الثقافة بشكل يعكس التطور الذي وصلت إليه المملكة ثقافياً وعلمياً. وكذلك الاستفادة من المثقفين والعلماء لتطوير أدواتها وبرامجها والتواصل مع المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية في المملكة والاستفادة من الكوادر الموجودة فيها وسبل التعاون فيما بينها وعقد شراكات معها والاستفادة من المنشآت بها في عقد برامج ثقافية وعلمية. توثيق التراث وأكدت الكاتبة نبيلة محجوب أن توجيه صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة بدراسة احتياجات اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، له أهمية كبيرة بعد فوز المملكة بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، لا ننكر أننا الآن في مرحلة نهضة شاملة لتحقيق رؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ربما هي الرؤية التي حققت وصول المملكة إلى عضوية المجلس التنفيذي في منظمة دولية مهمة كاليونسكو، كذلك توثيق المناطق التراثية على خارطة المملكة، بالإضافة إلى مدائن صالح وجدة التاريخية، التي جهدت وزارة السياحة لتوثيقها في منظمة اليونسكو لا زال لدينا الكثير الذي يحتاج إلى اهتمام أولاً ثم إبرازه كمعلم أثري يستحق الاعتراف به عالمياً. وأضافت أن الثقافة في مفهومها الواسع لا تعني فقط الإنتاج الفكري للهيئة المثقفة من علماء وأدباء ومثقفين، بل هي: «القاعدة الأساسية التي تقوم بضبط المجتمع لبيئته وتاريخه وسيطرته عليها» كما يعرفها برهان غليون في كتابه اغتيال العقل، أي هي الساحة التي تغطيها النشاطات الثقافية وتتسع لتشمل كل نواحي الحياة؛ فاللجنة مهمتها ليست يسيرة، لتشعب الكيانات التي تشملها اهتماماتها وتحقق أهدافها في» توظيف المقومات الاستراتيجية للمملكة وإبراز وتعزيز مكانتها إقليميا ودولياً»، واللجنة همزة الوصل بين المملكة ومنظمة اليونسكو، لترسيخ وتكريس هذه المكانة في منظمة دولية تعنى بالثقافة والتربية والعلوم، كذلك فاللجنة تقع على عاتقها مهمة تمثيل المملكة في المنظمات الدولية والإقليمية في هذه المجالات «التربية والثقافة والعلوم»؛ فمجالا التربية والعلوم رغم أنهما ينتميان إلى الثقافة فكرياً، إلا أنها عملياً يتبعان كيانات منفصلة عن وزارة الثقافة، واللجنة هي التي عليها دور جمع شتات هذه المنظومات. د. علي العوبثاني: مقاييس أداء عالية محمد آل صبيح: نقلة تتخطى المحلية خالد الكديسي: تأهيل الكفاءات البشرية نبيلة محجوب: رؤية تعانق العالمية