أكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أحمد بن عقيل الخطيب، بأن عالمنا العربي يمتلك الكثير من المقومات السياحية ومنها الشعب المضياف، وامتلاك المواقع الأثرية والحضارية من آلاف السنين، والشواطئ الجميلة، كل ذلك يمكننا من تحقيق رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بأن تصبح بلادنا أوروبا الجديدة، لما تمتلكه من مقومات التي ستجعل من عالمنا العربي مقصداً للسائح. وتابع الخطيب خلال لقاء جمعه بالوفود الرسمية والإعلامية المشاركة في أعمال الدورة الثانية والعشرين للمجلس الوزاري العربي للسياحة، الذي عقد بمحافظة الأحساء عاصمة السياحة العربية 2019 إلى أن الأرقام تشير بأن عدد المسافرين سيتضاعف حول العالم ويصل إلى 10 مليارات مسافر، ونتطلع في حصول العالم العربي على نسبة جيدة من هذا العدد من المسافرين ليستمتعوا بمقومات وثقافة وتاريخ العالم العربي، وأتطلع وأصحاب العالمي لعقد اجتماعات ناجحة وصولاً إلى مبادرات تاريخية تساهم بالنهوض بهذه الصناعة وجعلها من أهم الصناعات التي تخلق وظائف وتساهم في إجمالي الناتج القومي في الدول العربية، وتساهم في الاستقرار والأمن وجذب الاستثمارات. وأبدى تطلعه ووزراء السياحة بالدول العربية في وضع برامج وخطط للنهوض بالسياحة في الدول العربية، مشيراً إلى أن المنطقة العربية تمثل 9 % من مساحة الأرض في العالم، وحصتها من السياحة العالمية لا تتجاوز 6 %، مؤكداً الحاجة لخلق وظائف للشباب في العالم العربي فالسياحة هي أكبر صانع للوظائف، فخلال الخمس سنوات الماضية خلقت وظيفة من بين كل 5 وظائف فهي تعد مصدراً رئيساً لتوظيف الشباب، كما أن متوسط مساهمتها في إجمالي الناتج العالمي 10 % فيما لا تتجاوز مساهمتها في العالم العربي عن ال 3 %، مضيفاً بأن المجال لا يزال كبيراً لوصول مساهمة السياحة لإجمالي الناتج المحلي. وأكد الخطيب أن هذا الاجتماع يأتي ليؤكد على أهمية العمل العربي المشترك في مجال السياحة، معتبرا أن المملكة وبقية الدول العربية لديها فرص سانحة للارتقاء بهذا القطاع وتحويله إلى مصدر مهم لدعم اقتصاديات الدول العربية، يتوازى مع متوسط إسهام السياحة عالميا في الدخل القومي والذي يصل إلى 10 % بينما هو حاليا في حدود 3 % فقط في العالم العربي. وأضاف، أن نتائج اجتماعاتنا سوف تكون ذات تأثير إيجابي مباشر يسهم في تحقيق مخرجات حقيقية ترفع العوائد الاقتصادية وتزيد من فرص العمل، موضحا أن هذا الأمر يتحقق بزيادة التنسيق بين مختلف الدول العربي من خلال أمور عدة من ضمنها إتاحة الفرص التدريبية للعاملين في القطاعات السياحية وزيادة ضخ الاستثمارات وإيجاد منظومة للأمن السياحي. وكذلك إيجاد منظومة متناغمة مع ما تحقق عالميا.وقال: إن العمل السياحي المشترك لا يهدد أي بلد عربي، بل إنه يزيد من الخيارات أمام السياح الأمر الذي يجعل جميع البلدان العربية تستفيد من الزيادة السنوية للسياح على مستوى العالم، وأكد الخطيب أن المملكة أعلنت هذا العام فتح أبوابها للسياح من مختلف بلدان العالم، مشيرا إلى أن هذا الخيار يأتي ليترجم جزءا من رؤية المملكة 2030، حيث نعمل وفقا لاستراتيجية وطنية تسعى لتحويل السياحة إلى قطاع استثماري ضخم يحقق عوائد تصل إلى 10 % من الدخل القومي ويساهم في تقليص البطالة لتصل إلى 6 % من خلال توفير نحو مليون فرصة وظيفية إضافية بحلول العام 2030، وقال: إننا في المملكة نتطلع إلى أن نصبح خامس بلد حاضن للسياح على مستوى العالم باستقطاب نحو 100 مليون زيارة في 2030. وأعلن أن المملكة وجهت الدعوة إلى وزراء السياحة للمشاركة في منتدى السياحة الميسرة الذي سينعقد في 2020 في الرياض بهدف الاطلاع على تجارب المملكة في مجال أنسنة المدن ومشروع المسار الرياضي في العاصمة الرياض ومشروعات جودة الحياة التي تساهم في تقديم سياحة ميسرة. وقال الخطيب: إن المملكة قدمت مبادرة لإقامة برنامج عربي لتنمية الموارد البشرية السياحية، إضافة إلى مشروع يهدف لتنمية الدراسات والأبحاث التي تهدف للوصول إلى مخرجات واضحة تمكن من استغلال كافة فرص التعاون والتكامل العربي في مجال السياحة، وأضاف رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أننا في المملكة أطلقنا مؤخراً "المنصة الوطنية للرصد السياحي" لتصبح مركزاً شاملا الإحصاءات والبيانات المتعلقة بالقطاع السياحي، بهدف مراقبة أداء منشآت الإيواء والحركة السياحية، إيمانا منا بمساهمة التحول الرقمي في تطوير القطاع وجذب الاستثمارات. وكانت دولة البحرين الشقيقة سباقة باقتراح تفعيل محور المعلومات والإحصاءات السياحية لدعم الاستراتيجية العربية للسياحة. وأضاف الخطيب بأن الأحساء غنية بمخزونها التاريخي والتراثي العريق، باعتبارها أكبر واحة نخيل في العالم مسجلة على قائمة التراث في اليونسكو، كما تحمل جمال الإنسان الأحسائي الجميل، الذي حافظ على مخزونها من الحرف اليدوية التي يأتي في مقدمتها صناعة المشالح التي تعد الأولى على مستوى العالم، وكذلك مطبخ الأحساء الجميل، مؤكدا أن الأحساء سوف تساهم مساهمة كبيرة في السياحة الداخلية، لذا وضعنا عدداً من الخطط المستقبلية ويأتي في مقدمتها طرح ميناء العقير للاستثمار السياحي. اختتام اجتماعات المجلس الوزاري ومن جهة ثانية اختتمت أمس الاثنين الدورة ال 25 للمكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة، والدورة ال 22 للمجلس السياحي العربي للسياحة التي انعقدت في محافظة الأحساء عاصمة السياحة العربية لعام 2019، وترأس الاجتماعات أحمد بن عقيل الخطيب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بحضور وزراء السياحة العرب وعدد من المنظمات العربية والدولية. وقد ناقش الاجتماع تحديات الأمن السياحي وآليات مواجهتها، واستعرض المسودة المحدثة لوثيقة الاستراتيجية العربية للسياحة. وكذلك تفعيل الاستفادة من المعلومات والإحصاءات السياحية لدعم الاستراتيجية العربية للسياحة. كما استعرض المعايير التي تم تحديثها فيما يخص اختيار عاصمة السياحة العربية. وأيضا قرارات الاجتماع الثاني المشترك الذي انعقد في تونس في أكتوبر 2019 وضم وزراء السياحة ووزراء الثقافة، وجرى خلال الاجتماع انتخاب أعضاء المكتب التنفيذى للمجلس الوزاري العربي للسياحة لعامة 2020، 2021 م والذي ضم كل من: المملكة، البحرين، الأردن، المغرب، العراق، مصر، تونس. وتم الاتفاق على أن تكون الدورة 26 لمكتبه التنفيذى في العام 2020م في القاهرة. كما تم اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية في 2020. وقد كان الاجتماع فرصة سانحة للتعريف بمنطقة الأحساء والمواقع التاريخية المسجلة في قائمة التراث العمراني (اليونيسكو) كونها عاصمة السياحة العربية للعام الجاري 2019 وذلك وسط حضور إعلامي يمثل جميع الدول العربية المشاركة. بدورها أكدت الإعلامية اللبنانية مونليزا فريح بأنها كشفت لها الجولة التي قامت بها برفقة مجموعة من الصحفيين على معالم الأحساء بأن الأحساء (عاصمة السياحة العربية 2019)، والمدرجة على لائحة التراث العالمي في اليونسكو تضم معالم سياحية وتراثية وطبيعية مهمة يتيح لها تبوؤ مكانة مهمة على الخارطة السياحية العالمية، لما تمتلكه من مواقع تراثية وأثرية، وهو يأتي انسجاماً مع ما خطته السعودية من خطوات مهمة لكشف معالمها للعالم وفقاً لرؤية 2030 لتنويع مواردها الاقتصادية بقيادة سمو ولي العهد - حفظه الله -. جانب من اجتماعات وزراء السياحة صورة جماعية لوزراء السياحة العرب في الأحساء